الإثنين 25 نوفمبر 2024

بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 20 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


تصرفاتك وتبقى راجل وتتحكم في افعالك كفايه عليك زهوه الشباب اللي واخداك لحد دلوقتي ومخلياك غشيم ومش عارف انت بتعمل ايه  
كاد مازن أن يفقد وعيه من تلميحات اخيه الذي يعرف مقصدها جيدا ولكنه ادعى الانكار خوفا منه وردد
بلجلجه 
والله يا مالك انت فاهمني غلط وعموما يا سيدي كلامك اوامر بالنسبه لي وتروح وترجع بالسلامه  

انتهى الحديث بينهما بعدما نظر اليه مالك
نظره مطوله محتواها يعني لا تخالف فانا مراقبا لأفعالك وراصدها رصدا 
ودعهما مالك واصطف سيارته ذاهبا الى المصنع لكي ينهي بعض الاعمال الملزم بها قبل ان يغادر 
وبعد مده غادر مالك البلاد ذاهبا
الى ايطاليا لكي يبدا رحله عمله وعلاجه في آن واحد 
ولكن هل سيعود مالك كما غادر
احيانا نختار طريقا نظن انه بدايه جديده لنا ولكن اثناء العوده نكتشف يوما ما بل ونتمنى ان لن نخوضه وخاصه ان كان
هذا الطريق مليئا بالأشواك التي تفقد روحنا طيبتها وتبدلنا من راضيين الى ناقمين وتزهق داخلنا الروح الطيبه  
في دار الايتام ليلا وتحديدا في الساعه التاسعة حيث يأج المكان بالزائرين وتقف عاملات الدار وادارتها على قدم وساق لتلك الحفل الذي يحضره عدد من قامات الدوله 
فتحدثت مديره الملجأ الى الفتيات وهي تتمشى امامهم مدليه عليهم
بعض الأوامر الصارمه قائله بجديه 
شوفوا يا بنات مش عايزه غلطه نهائي عايزه كل واحده فيكم اللي اتدربت عليه في الاسبوعين اللي فاتوا دول تنفذوا النهارده بحرفيه عايزه كل الناس اللي قاعدين واللي هم اصلا مش شويه ناس كبيره في البلد وليهم وزنهم يحلفوا بمدى صلاحيه اداره الدار وتاخد الجوده زي كل سنه 
واسترسلت حديثها موجهه كلامها الى مريم قائله بتنبيه 
وانتي يا مريم مش عايزه الخجل والكسوف يسيطر عليكي زي كل مره انا عايزاكي تبقي واقفه بثقه وتأدي مهمتك وإنتي مرتاحه علشان الحفله يعتبر نص نجاحها عليكي انتي 
مش عايزه اعرفك ان ده هيبقى في فايده ليكي كبيره جدا قدام اللي انت هتوقفي قصادهم 
جاهزه ولا مش جاهزه
كانت تلك الواقفه تستمع الى حديثها بآذان صاغيه كعادتها الهادئه المتريثة مجيبه بهدوء 
ما تقلقيش يا ابله ان شاء الله اشرفك النهارده إنتي عارفه اصلا ان هوايه الغنا دي اكتر هوايه محببه لقلبي ولما اكون بأديها بأديها بكل مشاعري واحاسيسي ما تقلقيش وباذن الله الحفله هتكسر الدنيا وباذن الله الدار هتاخد الجوده  
انتهت المديره من القاء التعاليم والارشادات عليهن وذهبت لكي تشرف على باقي التجهيزات البسيطه ثم خرجت براس مرفوعه لكي تستقبل الزائرين والمدعوين بكل شموخ 
بعد ان خرجت مريم من حجره المديره امسكت هاتفها وذهبت الى مكان هادئ وقامت بالاتصال على صديقها الذي اصبح بئرا لاسرارها ومنبعا لارتياح قلبها الى ان جائها الرد قائلا بعفويه 
يا هلا بصاحبه الصوت الفيروزي العذب الذي يطرب الآذان  
ابتسمت ابتسامه هادئه وطبيعه شخصيتها واجابته بعتاب لطيف 
شكلك كده بتتريق على مريم الغلبانه لكن هثبت لك النهارده ان انا فعلا صوتي فيروزي وحلو واخطڤ العقل والقلب كمان 
واسترسلت بحماس 
انا النهارده مختاره اغنيه حساها شبهي قوي وهغنيها من كل قلبي بس يا ريت انت تكون جاي في الطريق وما تتاخرش علشان وجودك هيفرق معايا جدا يا دكتور  
ضحك الآخر برجوله على حماسه حديثها وردد بمداعبة لطيفه
طب لما نشوف يا ست مريم وإياكي ما تطلعيش في الآخر بق على الفاضي ونسمع نشاز  
رفعت حاجبيها باستنكار الحديثه وتحدثت بتحدي 
طب ماشي انا مستنياك اهو وما تتأخرش علشان نشوف هطلع كلام ولا لا ويا ريت تبقى قاعد في الصف الأول 
واسترسلت بنبره صوت خائفه من شيء ما يأتي الى هواجسها دون ان أي دليل 
وجودك جنبي بيحسسني ان لي عيله وناس وان في حد قوي ساندني وواقف جنبي بجد وجودك شيء مكملني  
عندما استمع الى اخر كلماتها بات قلبه يدق الطبول من رقة حديثها
الذي استوطن قلبه ولا يعرف لما السبب مرددا بكلمات بثت الطمأنينة داخلها 
مش عايزك
تبقي ضعيفه كده ولا تستقلي بحالك ولا تسيبي الدنيا تمطوحك على كيفها يمين وشمال
صدقيني يا مريم الزمن عايز اللي يخربش ويدافع عن حقه ووجوده بكل قوته خاصه لما يكون ماشي صح يبقى يدافع وهو قلبه جامد وما يخافش طالما ربنا معاه وطالما ماشي في الطريق الصح 
ودايما افتكري كلام ربنا سبحانه وتعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
واسترسل حديثه بتشجيع لها 
انتي النهارده لازم تفضي دماغك خالص من اي نكد ومن اي حوارات تعكر عليكي الحفله اللي يعتبر حاجه بتروحي بيها عن نفسك 
يلا بقى علشان انا سايق عايزك النهارده المبدعه مريم عماد في ابهي حالاتها  
لو كانت تمنت اخ من
الزمن حقيقيا ما كان يأتي عوضا مثل ذلك الرحيم
لو كانت تمنت قلبا يسند ضعفه ما كان ياتي عوضا مثل ذلك الشهم 
آه يا تلك الدنيا كم إنتي غير منصفه لنفوس بريئه تعيش في ظلم بين نفوس كالذئاب 
بعد ما استمعت الى حديثه باتت روحها
اكثر اطمئنانا ورددت بامتنان الى ذلك الخلوق 
مش هقول لك غير كلمه واحده بس يا دكتور ربنا يديمك في حياتي سند وصاحب وقلب يطبطب على چروحي يا احسن صدفه بعتها لي القدر ليا  
اه بتستغلي بقى
انك فنانه واحساسك عالي وان احنا مش هنقدر نوصل لطريقة كلامك العميقه دي لواحد غلبان
زيي
ما بيعرفش يتكلم زيك كده       جمله دعابيه نطقها ذلك العاشق المنتظر لتلك الرقيقه المقهوره  
اغلقت الهاتف مع من تعتبره حديث الروح وطبيب الچروح ورددت مع حالها بانتشاء 
كيف لي ان لا اضعف في حضرة تلك الكلمات المحببه الى روحي
كيف لي ان امرر
كلماته التي عبرت الروح وطيبت چروح زماني 
ولكن هل يتركني زماني ان احلم بأماني واسبح بخيالي واطمئن على سلامي 
استعدت مريم وارتدت ابهي ثيابها فهي تحبذ الاطلالة الهادئه وكم تصبح فيها جميله تعبر القلوب برقتها 
ابتدأ البرنامج الذي اعدته منظمات الحفل بايات من الذكر الحكيم لتلك الفتاه المعروفه بعذوبه صوتها في القران
الكريم 
ولنقف هنا عند نقطه معينه قد تشعر ارواحنا بالحرمان الشديد من شيء ما ونبات نجزم اننا مقهورين ولم نأخذ من زماننا ما يجعلنا نتأكد اننا لم نكن محرومين يوما ما
فبكل تأكيد أردد اننا خلقنا في هذه الحياه بحقوق متساويه ولكن لنرى ونضع ڼصب اعيننا تلك النعم التي يغمرنا بها رب العباد 
فينشأ الشاكر الذي يشعر بأهميه نعمته وينشأ الناقم الذي مهما وجد العوض يشعر بفقدان النعمه وينشأ الذي ينظر لنعمته بعين ناقصه ويشعر بانه ليس له وجود وان من حوله دائما افضل منه 
ولكن اذا تعمقنا داخل قوقعه الحياه الدنيا نجد اننا محاطين بنعم الله التي لا تعد ولا تحصى فيجب ان نحافظ عليها بكل قوتنا حتى نكتب من الشاكرين الحامدين ولا نكتب من الناقمين الماكرين 
انتهت الفقرات الأولى من الحفل والآن تعلن منظمه الحفل عن فقره الموسيقى والغناء والتي ستؤديها مريم عماد التي تمتلك صوتا ملائكيا تذهب به عقول من يسمعها 
صعدت مريم الى الحفل في توتر شديد فهي خجوله جدا وفي يدها مكبر الصوت وجالت بأعينها في المكان تبحث على من يشعرها دائما بالطمانينه والسکينه وما ان لمحته عينيها انطلقت في تلك الأغنيه بسلاسة 
فكانت تلقيها بكل احساس نابع من روحها لأنها تشعر ان كلماتها تعبر عن حالها 
فكانت تلك الكلمات 
أوقات بيجي الصح في الوقت الغلط
والقلب زي السهم لو شده فلت
أوقات بيجي الصح في الوقت الغلط
والقلب زي السهم لو شده فلت
وبصراحة الدنيا بتغيرنا بالراحة
وما بين شعور بالذنب والراحة كله إختلط
وبصراحة الدنيا بتغيرنا بالراحة
وما بين شعور بالذنب والراحة كله إختلط
بقا عادي ناس يختارو صح ويتأذوا
والحب مش محكوم بحاجة تميزه
مش أي إحساس بالسعادة بيتقبل
ولا أي وعد بناخده سهل ننفذه
وبصراحة الدنيا بتغيرنا بالراحة
وما بين شعور بالذنب والراحة كله إختلط  
كانت تسرح مع كلمات تلك الأغنيه وتؤديها ببراعه وصوت يكاد يكون يشبه مالكه تلك الاغنيه والذي أدعي ذلك الى انتباه الجميع لها وسحبتهم الى صوتها وجعلتهم منبهرين بالقائها ومن بين تلك المدعوين ذلك الحبيب بل العاشق الذي في بدايه عشقه المولود بقوه ناظرا اليها بعيون تود لو ان يسحبها
الى عالمه ويسقيها من عشقه ولكن الظروف 
في نفس المكان يردد صوتا قائلا بتنبيه صارم 
مش عايزه اي غلطه تحصل النهارده وإلا ورب الكون ما هيطلع عليكم صبح 
عايزه شغل عالي واعملوا حسابكم ان الغلطه اللي هتحصل هتضيع تخطيطنا والعصفور هيطير من بين ايدينا والحجر اللي بنضرب بيه هيصد في وشنا تعملوا حسابكم ان الغلطه معايا بألف ومش هعديها بسهوله  
اجابها ذلك لك الرجل الواقف وهو يومئ راسه للاسفل مرددا بطاعه 
ان شاء الله كل حاجه هتحصل زي التعليمات واكتر يا فندم ومفيش حاجه هتقف قدامنا مفيش داعي للقلق علشان خاطر ننفذ ببراعه زي المطلوب مننا بالظبط  
علامات الاستحسان من تلك الكلمات بانت على ملامح تلك الآمر قائلا بنبره صوت شامته 
احب أنا
الثقة بالنفس دي لما نشوف هتنجحوا ولا لا وساعتها الحلاوه بتاعتكم هتبقى اضعاف المبلغ اللي انا قلت عليه  
صفق المدعون بحراره على تلك البارعه التي انشدت امامهم بصوت عذب جعلت اذانهم تستشعر الاندهاش من تلك الموهبه التي ټدفن بين جدران تلك الدار 
اما ذلك العاشق لم تنزل اعينه من عليها مرددا مع حاله
رائعه انت
جميلتي بكلماتك التي عبرت خلاياي واستوطنت كياني وتمناكي لاهثا 
اليوم سأعترف لكي وانا بكامل قوايا بامتلاكك يامالكة روحي اعتراف واثقا 
خاطرة رحيم المالكي
انتهت مريم من القاء اغنيتها وهبطت الى الاسفل وجلست بجانب الفتيات وهي تشعر بالفخر من اطراء الجميع على القائها الذي عبر قلوبهم بسلاسة 
ثم صعدت مديره الملجأ بقامة شامخة قائله بكل ثقه 
انا النهارده اتشرفت بحضور الجميع والدار زادها الفخر
والاعتزاز بالقامات اللي حضرت ودلوقتي هعرض على حضراتكم على شاشه العرض ملخص الانشطه اللي عملتها الدار طول السنه موثقينها صوت وصوره علشان خاطر يوم زي ده 
واسترسلت حديثها وهي تنظر الى الاخصائيه مردده بأمر 
اتفضلي يا هانم
شغلي الشاشه علشان خاطر الموجودين يتفرجوا على العرض  
استمعت تلك الأخصائيه الى حديثها وقامت من مكانها واشغلت الشاشة وابتدا العرض 
لفت الجميع انظارهم الى الشاشه كالعاده واتسعت عيونهم هولا مما رأوا    
9
في منزل باهر الجمال كانت ريم تجلس مع أبنائها تحمل
علي فخذيها الصغير وتحتضن الكبير بيديها وتنظر لهم بعيون ممتلئة بالدموع 
وهي تفكر في الواقع الأليم الذي تعيشه هي وأبنائها وقلبها
ينفطر حزنا على مافات وعلي ماهو آت 
كانت تغوص بأفكارها في كيفية الحياه بدون زوجها وحبيبها وكانت تتحسس شعر الصغير بكل حنان وتهدهد على ظهر الكبير لكي تشعره بالامان 
وفجأة استمعت الى صوت عالي ينادي باسمها
ولم يكن الا صوت
ام زوجها وضعت الصغير في تخته ثم نظرت الى الكبير قائله له 
خلي بالك من اخوك يا حبيبي عقبال ما أشوف تيتي عايزة ايه  
ابتسم الطفل ببراءة وردد
بطاعة
حاضر يا مامي ما تقلقيش على
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 67 صفحات