الإثنين 25 نوفمبر 2024

بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 19 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


ايدي على قلبي وكل شويه اكلمكم  
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وأجابتها بتوضيح
بجد يا امي انا نفسي اعملها له مفاجأه وبعدين المره دي الأولاد كبار ومش هيتعبوني ولا تخافي علينا زي المره اللي فاتت وبعدين بسم الله ما شاء الله حفيدك مهاب بقى راجل في الثانويه اهو وما تقلقيش علينا احنا متعودين على السفر وتقريبا حفظنا الطريق بس امانه عليكي يا امي

تنبهي على بابا ومش عايزه إيهاب يحس خالص ان احنا رايحين له  
واستمرت في الحديث مع والدتها تسألان كل منهن عن الأخرى باطمئنان على حالهما ثم اغلقا الهاتف ونظرت الى ابنائها وهي تتحدث بنبره سعيدة 
خلاص يا ابنائي الأعزاء تيته اخذت الفرمان وهتنفذه ونتوكل على الله نجهز الشنط ونحجز التذاكر كمان عايزاكم بقى تبقوا نحله كده وانتم بتجهزوا حاجتكم ومش عايزه اي غلطات انتوا عارفيني مش بحب المفاجآت الصادمه وقت الساعات الأخيرة في السفر  
قفز ابنائها من السعادة العارمه وطمئنوها انهم لن ينسوا شيئا وانهم
سيستعدون للسفر على قدم وساق وأن لا تقلق روحها  
في منزل زاهر الجمال تجلس تلك الشمطاء التي خططت كيف توقع بريم وان تتغذى بهم جميعا ولن تنتظر حتى ينفوها او يجعلوها كأي قطعه أثاث لا قيمه لها 
انتظرت تلك الأسبوعان الماضيان وهي تعيد وترتب وتنظم كيف ومن اين تبدا المعركه والتي حتما ستفوز بها كما في مخيلتها 
وحدثت نفسها بانتشاء 
دلوقتي انا اديتها فرصه اسبوعين انها تاخد
بعضها وتمشي وهي بجحه وعيونها قويه ولا كأني قلت لها اي حاجه ولا اتهزت حتى لما عرفتها اني عارفه بخناقتها هي
وجوزها ولا فكرت تغور وتمشي من هنا 
واستطردت حديثها وهي تضع المشروب البارد كبرود اعصابها على فمها قائله بنبره مفعمه بالشړ 
كده بقى نضرب على الحديد وهو سخن وانزل للكباره اللي تحت واقول لها وافضي لها كل حاجه وأهو نعيش عيشه فل يا تخرب على الكل  
كان ذلك تفكير تلك التافهه التي لم يكن يشغلها شيئا طيله حياتها غير المكائد لريم فحتما هي تكرهها 
فقد قالوا في المثل ان العين لا تكره الا من هو احسن وافضل منها فلنرى اذا كان صادقا ذلك المثل مع تلك البغضاء 
ارتدت ثيابها وانتوت النزول الى
الطابق التي تسكن فيه والده زوجها مستعده لالقاء القنبله وليحدث ما يحدث 
هبطت الى الأسفل وفتحت الباب
ودخلت كعادتها دون استئذان 
كانت اعتماد تجلس امام مصحفها تقرا بعض ايات القران الكريم على فقيدها الغالي فهي الى الان داخل قوقعه الحزن كطبيعه اي ام تفقد عزيزها مهما كانت قوتها وشدتها 
فتحدثت هند باطمئنان مزيف 
اخبار صحتك ايه يا ماما يا رب تكوني اتحسنتي على العلاج اللي الدكتور ادهولك  
اغلقت المصحف ونظرت اليها بعيون حزينه مردده بلا مبالاة
اهو العلاج ده زي اللي فات كلها مسكنات بتسكن الألم اللي في جسمنا لكن
ما فيش علاج يشفي الم الروح والحزن على الغاليين اللي فاتوا وسابونا ولا عمرهم هيتعوضوا ولو بكنوز الدنيا  
كانت الاخرى تستمع الى حديثها بلا مبالاه تفكر كيف تبدا حديثها المضوى پالنار 
تفكر كيف تشعل الفتيله الأولى وبعدها تنطلق
ثم فركت يديها وقلبت عينيها لكي توضح لتلك الماثله امامها انها تخبئ شيئا فالأخرى بارعه في تمثيل النظرات التي توحي ان ورائها امر ما 
راتها اعتماد بهذا الشكل فهي تعرف طباعها جيدا لانها تمتلك بضعا من تلك الطباع مردده بتساؤل 
مالك يا هند بتفركي في ايدك كده ليه وعماله تبصي يمين
وشمال شكل ما يكون إنتي عارفه حاجه ومخبياها عليا 
واسترسلت وهي ټضرب علي فخذها 
قولي ياهند إللي عندك مبقاش حاجة تزعلني ولا تقهرني ولا تأثر فيا بعد مۏت الغالي الله يرحمه ويحسن إليه 
شبكت الأخرى يديها وتحدثت بنبره ممتثله بالمكر بعد ان جعلت التي امامها تلقي لها الشباك كي تصطاد بمهاره مرددة بحزن مزيف 
في حاجه حصلت ولازم تعرفيها ويكون عندك علم بيها وضميري بيأنبني ان انا ما قلتهالكيش لحد دلوقتي ولا قلتها لزاهر 
واستطردت وهي تومئ برأسها للأسفل بنفس النبرة المصطنعة للحزن 
الحاجة دي تخص باهر الله يرحمه ولازم تعرفيها ويكون عندك علم بيها 
علشان لما تعرفي إني كنت علي علم بيها ومقلتلكيش متزعليش وإنتي عارفة كله إلا إنك تزعلي مني  
احست اعتماد بالقلق الشديد وجذبت انتباهها الى تلك الهند بشده ثم تحدثت وهي قاطبه جبينها بتساؤل مغلف بالقلق 
في ايه اللي إنتي تعرفيه عن باهر!
طريقه كلامك قلقتني انطقي بسرعه  
اجابتها تلك الشمطاء وهي مرتبه لحديثها الكائد بطريقه بارعه 
شوفي انا هحكي لك كل حاجه اعرفها بس امانه عليكي ما تجيبيش سيره لريم ان انا قلت لك حاجه ولا تجيبي سيره لزاهر علشان لو عرف ممكن يطلقني
فيها لازم توعديني الاول  
ضړبت اعتماد كفا بكف ثم رددت بنفاذ صبر
ما تخلصي يا بنتي قلقتيني ورعبتيني اتكلمي وانا مش هقول لحد خالص ومن امتى وانت جيتي فضيتي اللي عندك وانا رحت حكيته لحد خلصي بقى  
تنهدت بارتياح مصطنع واجابتها بهدوء مزيف 
باهر الله يرحمه في الليله اللي صبح مېت فيها كان پيتخانق هو والست ريم خڼاقه كبيره هي كانت عايزه تنزل تشتغل في مصنع ما اعرفش ايه تقريبا طالبها بالاسم 
والخڼاقه اشتدت ما بينهم جامد لأنه طبعا رافض انها تخرج تشتغل كالعاده وهي النوبه دي كانت راسها والف سيف انها تنزل الشغل وان هو كده بيحجر على موهبتها والحوارات الهبله اللي انت عارفاها دي 
واسترسلت حديثها وهي مدعيه الحزن 
المهم كلمه
منها على كلمه منه ومش عايزه اقول لك صوتهم كان عالي قد إيه لدرجة فزعونى وأنا نايمة قال لها يا أنا الشغل والاولاد 
اختاري تهدي البيت او نفضل زي ما احنا حياتنا مرتاحين بعيد عن مشاكل الشغل اللي هيجي من وراها اهمال للبيت وللأولاد وليا انا شخصيا وانا مرضاش بكده 
قامت هي ردت بكل جبروت يا ماما وقالت له هختار الشغل يا باهر ولو مش عاجبك اشرب من البحر  
قالت تلك الكلمات بحرفيه معلم ممتاز يعرف كيفيه توصيل المعلومه لدى طلابه بامتياز 
مما ادى ذلك الى انصعاق الاخرى التي
فقدت النطق لوهله مما استمعت اليه وتكاد تكذب اذنها وتهدئ من تشتت روحها متسائله بهدوء ما قبل العاصفه 
كلام ايه اللي إنتي بتقوليه ده يا هند انتي عارفه ان الكلام بتاعك ده هيعمل ايه هيخرب البيت وهيجيب عليه واطيه فلو لعبه من الاعيبك اللي طول عمرك
بتشتغليها عليا وفاكره انها بتدخل عليا وان انا بشتريها يبقى ورب الكعبه لا هتشوفي اللي عمرك
ما شفتيه في حياتك هوريكي الويل ويلات لو طلع الكلام اللي انت بتقوليه ده مش حقيقه  
انزعجت الأخرى باصطناع ونظرت إليها مردده بثقه وتأكيد 
تشكري يا ست الكل
على تكذيبك ليا بس هاتي لي مصحف دلوقتي واحلف لك عليه ان اللي انا قلته لك ده هو اللي حصل هو انا مش عارفه ان الكلام ده خطېر وهاتيها ونقعد قدام بعض كده وهي تحلف وانا احلف ان اللي انا قلته ده ما حصلش وساعتها هتتأكدي اني بتكلم صح وجد الجد هو انا عبيطه يعني علشان أخرب بيتي بايديا 
وتابعت حديثها بنبرة صوت حزينة 
ما كانش العشم تكدبي مرات ابنك
الكبير هو انا ليا غرض ورا الكلام ده يعني كل اللي انا عايزه اقوله لك واوضحه لك اني سمعت حاجه بمحض الصدفة ولازم تعرفي بيها لأن دي مش حاجه سهله ولا قليله  
قامت اعتماد من مكانها پغضب عارم وكأن الشياطين الجن والانس تجمعوا امامها وعزمت على ان لا تمرر الامر مرور الكرام وستنتقم لعزيز عينها ان صدقت تلك الماكره الكائده في حديثها 
فتحت باب شقتها ونادت بعلو صوتها مرات متتالية
ريييييييييم إنتي يارييييييييييم انزلي لي هنا حالا  
في منزل مالك الجوهري عصرا
حيث يهبط مالك الدور حاملا حقيبه السفر في
يده وكان بالأسفل والدته واخيه يتطلعون اليه باستغراب فرددت والوالدتهم باستفسار 
ايه شنطه السفر ديت يا مالك وانت رايح فين هو ميعاد سفرك النهارده ياحبيبي 
استمع الى سؤاله واجابها بابتسامه مهذبه وهو يضع حقيبه يده ارضا ممسكا بيديها مقبلهما بحب 
اه يا حبيبتي قدمت الميعاد وعندي طياره بالليل بس هروح على المصنع الاول فيه شويه حاجات اظبطها هناك وبعدين همشي من بره بره على طول ادعي لي يا امي ربنا يوفقني في سفريتي دي وارجع منها مجبور  
ڠصبا عنها انسدلت الدموع من مقلتيها على سفر عزيزها الغالي قائلة بنبره حزينه 
طب ليه ما قلتليش يا مالك ان انت مسافر النهارده
ينفع كده تقول لي وانت ماشي والله انا زعلانه منك بجد  
عندما رأى دموعها تهبط على وجهها كعاده كل مره يسافر فيها الى الخارج قبل يديها وتركهما وجفف دموعها بأصابع يديه بحنان لتلك الأم الحنون مرددا 
علشان دموعك اللي بتنزل دي يا امي كل لما اجي مسافر كل مره بعرفك من قبلها بكذا يوم وتفضلي ټعيطي وتوجعي في قلبك واعصابك وكده خطړ عليكي وعلى صحتك فانا قررت من الأفضل اني ما اقولكيش غير وانا ماشي 
واستطرد حديثه بمحايله 
رجاء يا ماما ما تعيطيش بقى وتفضلي تعمليها مناحه لحد ما ارجع كلها شهر وراجع هحضر الأتيليه السنوي 
وهتابع
مع الدكتور اللي انا قلت لك عليه وهرجع لك على طول يا ست الكل وبعدين الفيديو كول ما سابش حاجه دلوقتي وما خلاش حد بيوحش حد  
زمت شفتيها باعتراض على كلامه وتحدثت باعتراض
لا يا حبيبي انا ما بقتنعش بالفيديو كول والحاجات اللي انت بتتكلم عنها دي 
انت عارف ان ما كنتش اتصبح بوشك كل يوم والمسک واخدك في ي ما استريحش تروح وتيجي بالسلامه يا نور عينيا وخلي بالك من نفسك وبإذن الله ترجع من هناك منصور والشفاء يبقى
ملاحقك يا حبيبي  
وظلا يودعان كل منهما الاخر بحراره الام وولدها ثم انتهوا من الحديث ناظرا مالك الى اخيه قائلا له 
بقول لك ايه يا مازن انت دلوقتي اتدربت كويس على الشغل بقى لك فترة اهو عايزك تكون واخد بالك جدا من المصنع وركز انا بقول ايه من المصنع مش من بناته وخلي بالك السكة اللي انت بتحوم حواليها دي وما تفكرنيش نايم على ودني ومش دريان باللي بيحصل تبقى بتستهون بدماغ اخوك  
ابتلع مازن لعابه پخوف مرددا باستنكار
انت تقصد ايه بالكلام اللي انت بتقوله ده يا مالك انا راجل بشوف شغلي واظن بيوصل لك تقرير يومي عني سكة ايه بقى اللي انت تقصدها 
ابتسم مالك ابتسامه ساخره من حديث أخيه
الذي ينم عن مدى تهوره مجيبا بنظره مفعمه بالټهديد 
انت عارف كويس انا بقول ايه وإن ما تراجعتش
عن الطريق ده انا مش هسكت وهعمل اللي هيزعلك مني ويخليك
تفكر مېت مره قبل ما تعمل حاجه انا منبهك انك تاخذ بالك منها 
واستطرد حديثه بتهكم 
انت بقيت كبير
كفايه انك تخلي بالك من
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 67 صفحات