الأربعاء 18 ديسمبر 2024

هل اسميه عشقا بقلم سولييه نصار

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز


معاها بس الماضي مش هيسيبهم في حالهم....
أغمضت عينيها والدموع تنهمر أكثر ...ثم تسطحت على الفراش بتعب ...
...............
توقف عيسى امام باب منزله بتعب كان لا يريد ان يحتك بها ...لقد أعترف انه يحبها وانتهى الأمر ...والآن كل ما عليه فعله هو أن يتجنبها نهائيا حتى يتم الطلاق بينهما ...فالحياة بينهما أضحت مستحيلة... 

فتح الباب وولج للمنزل وعينيه عصت اوامر عقله وأخذت تبحث عنها ...ولكنه عبس عندما لم يجدها ...لذلك ولج للغرفة سريعا يبحث عنها ولكن أيضا هي غير موجودة .....تسارعت دقات قلبه پجنون وهو يهتف بإسمها ولكن لا مجيب....اخرج هاتفه ليتصل بها ولكنه تجمد وهو يستمع لصوت الباب يفتح ...
ترك الهاتف على الطاولة وخرج بسرعة ليجدها تدخل المنزل ويبدو عليها أثار التعب ....كانت تترنح وبالكاد تستطيع فتح عينيها ...
فايا !!
أنا بكرهك ...بكرهك ...
يا خبر انت سخنة !
حالا هتصل بالدكتور و...
لا ...لا دكتور لا ...هو هيديني حقنة ...أنا مش عايزة دكتور ...مش عايزة ..
يا فايا اسم ..
ولكنها قاطعته وقالت
قولت مش عايزة دكتور ...
يا بنتي انت سخنة اووي ولازم دكتور...بطلي غلبة وأنا أوعدك اني مش هخليه يديكي حقنة ...
هزت رأسها وقالت
لا أنت كداب ...أنا مبقتش اصدقك خلاص ...مش عايزة دكتور قولت ...
طيب خلاص ...بس هعملك كمادات وهديكي خافض حرارة ولو الحرارة منزلتش أنا بنفسي هوديكي للدكتور فاهمة !
عاد بعد مده طويلة وهو يحمل صينية عليها طبق الحساء الساخن وطبق الدجاج المسلوق ...
ثم جلس وهو يطعمها رغما عنها .. ...وبعدها اعطاها خافض الحرارة وجعلها ترتاح ...
وبعد نصف ساعة بدأ يقيس درجة حرارتها وتنهد براحة عندما رأى ان حرارتها انخفضت ...
...........
بعد يومين...
ارتعش الهاتف في يديها والدموع تتساقط من عينيها وهي تسمع الخبر من عمتها ...
بابا عنده لوكيميا ...
قالتها وهي تشعر بالإختناق ...ثم أكملت 
طيب ليه مقاليش...
محبش ېخوفك يا بنتي ...أبوكي عايز راحتك انت وجوزك ...في الوقت اللي جوزك مش مقدر ده..
قالتها صفية بخبث ..فعبست فايا وقالت
تقصدي ايه !
اقصد ان عيسى طالب مني اني اروح البوليس وابلغ عن أبوكي واقول انه هو اللي ادمر والدته عشان يسيبني في حالي أنا وابني وكمان عرض عليا فلوس ...ولما رفضت قال انه هينتقم مني وهياخد فادي تاني يعذبه ...وانا ابني يا حبة عيني من أول ما جه من عنده وهو اتعته كل شوية يصحى من النوم ېصرخ ويسقف وينام تاني ...
ضغطت فايا على الهاتف بقوة وقالت
سلام يا عمتي...
....
....
فتحت الباب پعنف 
ايه الھمجية دي ازاي تدخلي كده.!فين الخصوصية !
أنت صح عايز تحبس بابا !
قالتها والدموع ټنفجر من عينيها ...أطرق بوجهه ...لا يريد ان يواجه الإنكسار بعينيها ...فهو يضعف وإن ضعف فسوف ينسى امر انتقامه ...
بابا عنده لوكيميا يا عيسى ...بابا خلاص في آخر ايام حياته وانت عايز تحبسه !!....
نظر إليها پصدمة لتقول 
...أنا بترجاك انك تسيبه في حاله...سيبه يا عيسى يعيش آخر ايامه معزز مكرم بدل ما يتهان في السچن من اللي يسوى واللي ميسواش ...اتخلى عن اڼتقامك عشاني ...لو عايزني اسامحك على كل اللي عملته اتخلى عن اڼتقامك لو عايزني اعيش معاك كزوجة لحد آخر يوم في حياتك اتخلى عن اڼتقامك !!
يتبع
الفصل الرابع عشر عقاپ 
نعم أحبك وأعترف بهذا ...أنت الوحيدة التي حطمت قيود قلبي !!!
.........
ظل ينظر إليها للحظات بينما كانت نظراتها تحمل الرجاء الخالص ...كانت مړتعبة على والدها ...ما سمعته حطمها كليا زلزل عالمها وبسرعة نست كل ما عاشته على يده بعد الذي حدث بينها وبين عيسى ....تذكرت فقط انه والدها...والدها الذي رباها وفعل الكثير من أجلها ...انهمرت الدموع من عينيها أكثر وهي تنظر إليه ..تبحث عن أي لمحة تردد ولكن عيني عيسى كانت جافة...بدون أي مشاعر....فقط ينظر اليها بصمت تام.....
عيسى رد عليا !!!
قالتها فايا والدموع ټنفجر أكثر من عينيها ....كادت أن تجن وهو لا يؤتي بأي رد فعل !!!
ده بابا يا عيسى مش هقدر اسيبك تحبسه ...حرام عليك ..خليه يقضي آخر ايام
حياته من غير ما يتهان.....
ابتسم وعينيها لمعت بفعل الدموع وقال 
أيه رأيك احكيلك القصة كاملة ...قصتي أنا ...اسمعيني كويس وقرري في الأخر ....اسمعي بلاوي والدك اللي بتقوليلي اسامحه...اسمعي كل حاجة يا فايا !!!
تنهدت وقد ترطبت عينيه بفعل الدموع وأكمل 
أحكيلك عن طفل خسر ابوه وهو وصغير مكملش سنتين بس رغم كده عمره ما حس انه يتيم عشان أمه هي اللي احتضنته....كانت الأب والأم ليه...كانت كل حياته وهو كل حياتها ...عملت المستحيل عشان ميحسش بالنقص ....وعشان هي ست قوية استلمت البيزنس بعد بابا بس حتى الناس مسبتهاش في حالها....استغلوا جهلها ببعض الامور وكانوا بيسرقوها ...وقتها دخل فؤاد نصار وعمل نفسه الملاك وساعدها في الشغل وعلمها ازاي تشتغل ...وهي عاملته كأنه اخوها ...وعاملت اخته كأنها اختها ...وحتى انها ممانعتش لما اخوها الكبير طلب يتجوز صفية بالعكس فرحت ليهم...وساعدت فؤاد

ماديا واخوها الكبير صرف على ابن عمتك....وتمر السنين وابوكي يتجوز وأمي هي اللي تشتريله شقة الزوجية كمكافأة ليه....بس فيه مثل بيقول إذا اكرمت الكريم ملكته وأذا اكرمت اللئيم تمردا ..وأبوكي لئيم ...رغم كل اللي عملته أمي الا انه طمع ..طمع فيها ...كان عاوزها ولما رفضته استغل ان هي مأمناه على شغلها وسرقها ورماها في الشارع ...وقتها حمامة السلام عمتك هي اللي اخدت امي لبيت خالي الله يرحمه...طبعا أمي افتكرت ان عمتك طيبة عشان بعد ما ماټ اخوها هي فضلت تربي ميرال بنت خالي وكانت بتعاملها كويس ...بس الحية التانية طلعت أسوأ من أبوكي ...كانت باصة على حاجة أكبر ...كانت عايزة تقاسم أبوكي في فلوس أمي ...هي اللي سلمت أمي لأبوكي ....هي اللي ادتله مفتاح البيت واخدت ميرال وفادي واختفت وسابتني أنا اشوف الچريمة الكاملة اللي عملها أبوكي ....
انسابت دموعه بشكل أقوى وقال
أمي بعدها راحت تبلغ بس طبعا القانون مع الأقوى محدش سمعها...كلهم توهوها لحد ما فقدت حقها وبقت من غير بيت كمان ....أنا شوفت امي وهي بټموت مليون مرة في اليوم في الوقت اللي أبوكي بيحتفل لانه سرق فلوسها ...
أمي ماټت في الشارع من القهر ... المستشفي اللى اهل الخير نقلوها فيها قالت انها ماټت بنوبة قلبية وأنا لولا ميرال وعيلة والدتها كان ممكن أضيع ...امي اتهانت في آخر ايام حياتها وهي معملتش أي حاجة غير انها قدمت الخير وساعدت واحد ميستاهلش ...وثقت في الناس ....فأبوكي يستحق انه يتهان يا فايا على الأقل هو عمل چريمة ....چريمة سودا ...چريمة أنا ذات نفسي مقدرتش اعملها في بنته...
مسح دموعه وقال بصدق
في اليوم ده يا فايا أنا مجتش ناحيك ...رغم اني حاولت بس مقدرتش اعمل نفس اللي أبوكي عمله في أمي ...مقدرتش اعمل كده عشان حبيتك...أيوة حبيتك وانا عارف ان ملناش فرصة مع بعض ...حبيتك وانت بنت عدوي ...وعشان بحبك تقدري تطلبي حياتي لكن متطلبيش من واحد شاف من صغره چريمة كاملة كانت ضحيتها أمه انه يغفر ويسامح لاني مستحيل أسامح ولو فيها مۏتي ....
ده بابا يا عيسى ...مهما كان وحش ..يبقى بابا ...مقدرش اشوفه بيتحبس ويتعذب ...اقولك انتقم مني أنا ...اضربني لو عايز ...أعمل اللي أنت عايزه وانا هحط جزمة في بوقي لكن بالله عليك متحطهوش في السچن وانا هبقى خدامتك العمر كله ...
مسح دموعها برفق وقال بأسف 
أنا مقدرش أعمل كده ...مقدرش أذيكي ...
بس أنت فعلا بتأذيني بالطريقة دي...أنت كده ممكن ټموتني يا عيسى ...عشان خاطري سامحه ....هو اتعاقب ...
أغمض عينيه وهو يقول بحزن 
أنا آسف يا فايا ....
ابتعدت عنه وهي تقول بحزن 
يبقى كده للأسف متنفعش الحياة بيننا يا عيسى....كده أنت نهيت كل حاجة بيننا ...أنا عمري ما هنسى انك هتحبسه وانت مش هتنسى  ... يبقى البعاد أفضل .....أنا هلم شنطتي واروح لبابا وياريت ورقة الطلاق توصلي في أقرب وقت !!!!
......
كانت صفية تجلس على الأريكة وهي تبتسم بسعادة وتقول
أهو أنا قلبت الترابيزة عليك يا عيسى ...مكانش لازم تحط رأسك برأسي انت مش هتقدر على مكري...وزي ما ډمرت الست والدتك هدمرك كمان ...دي البداية وبس أنك تطلع وحش قدام فايا وبعدها العب في دماغها انها تبلغ عنك...وبدل ما أنا اتحبس أنت اللي هتتحبس يا حبيبي ...
ثم نهضت بسعادة متجهة الى غرفة ابنها الذي لم يخرج من الصباح ....
فتحت الباب وهي تقول
انت يا واد كل ده في الأوضة بتعم.....يالهوووي يا بني ....
صړخت پعنف وهي تجد ابنها مستلقي على الأرض.
أنت يا واد يا فادي قوم ....قوم ....
ولكنه لم يكن يؤتي بأي حركة ....حتى أنه لم يكن يتنفس ....
يالهووووي ...الحقوني يا ناس !!!
صړخت وهي ټضرب وجهها بقوة حتى تخضب بلون الډماء .....
..........
بعد قليل...
تم نقل فادي للمشفى بواسطة الجيران ....
كانت صفية تدور حول نفسها وهي تقول
والنبي يا رب تشفي عنه ويخرج يارب 
..يارب انا مستعدة ادخل السچن وأنال عقاپي يارب بس ابني لا يارب ...يارب
هو ابني الوحيد يارب....يارب ھموت لو حصله حاجة يارب ...يارب ....
خرج الطبيب فجأة لتركض إليه بلهفة وتقول
ابني ...ابني يا دكتور ..
البقاء لله يا حاجة ...
لاااااا..
صړخت بقوة وهي تسقط على الأرض وټضرب وجهها بشكل هستيري وتقول 
ابني لاااااااااا...مش هتحمل العقاپ ده يارب ...أنا عايزة ابني ..عايزة فادي حبيبي ...يا قلب امك وجعت قلبي ...يا قلب امك ....يقطعني ..أنا السبب...انت بتتعاقب بسببي.....لاااااا هاتولي فادي !!!
يتبع
الفصل الخامس عشر هزيمة أمام العشق 
وها أنا أهزم أمام حبك!
......
أنا فكرت في الموضوع كويس يا فندم وانا موافقة أشتغل في الفرع اللي موجود في إيطاليا ..
قالتها ميرال بإبتسامة لطيفة لتتسع ابتسامة مديرها صاحب الخمسين عام وقال
برافو يا ميرال ...أنا فرحت اووي أنك وافقتي ...أصلك متعرفيش أنت أشطر مهندسة في الشركة دي وفي وقت بسيط بقا ليكي وضعك ومكانتك وواثق أنك في فرعنا اللي هناك هتعملي تقدم هايل...
ابتسمت ميرال له وقالت
السفر

امتى يا فندم !
بعد شهر بإذن الله ... متقلقيش يا ميرال أنا جهزت كل حاجة وواثق ان السفرية دي هتكون نقلة كبيرة ليكي في حياتك ...وهتحبي إيطاليا...ده أنت إحتمال متجيش مصر تاني من كتر ما هتحبيها .. 
ضحكت ميرال وقالت
مش للدرجادي يا فندم ...مصر حبيبتي برضه بلدي ومهما لفيت هرجعلها ...
ثم نهضت وقالت
انا رايحة أكمل شغلي يا فندم جيت بس عشان ابلغك الخبر ده ...
اكيد اتفضلي يا ميرال ....
وما ان خرجت ...أمسك هاتفه وأتصل بأحدهما وقال
ميرال طالعة معاكم السفرية دي ...أنا واثق انها هتعجب الباشا اووي...هي نوعه المفضل ...المهم لحد ما توصلوها للباشا مش عايزها تحس بأي حاجة مفهوم !
ابتسم بإنتصار وهو يغلق الهاتف...لقد تم له ما أراد !!
..........
الاختناق جل ما يشعر به ...لقد ذهبت هي وذهب
 

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات