الأربعاء 18 ديسمبر 2024

هل اسميه عشقا بقلم سولييه نصار

انت في الصفحة 10 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز


ودموعها لا تتوقف عن الإنهمار ...لا تصدق كيف مر الشهرين عليها ...لقد كانت أسوأ ايام حياتها ولولا عيسى كانت ربما لتفقد عقلها ...لن تنكر الأمر هو من ساعدها ...خفف عنها ...سهر لليالي وهو يهدئها عندما تزورها الكوابيس بشأن والدها والذي حدث معهما ....حتى عندما جاء خبر اڼتحار عمتها كان معها ...في كل وقت وأي مأساة كان هو معها ...يدعمها ويخفف عنها ...شعرت بوجوده أن عائلته المفقودة تمثلت به ...كان لها الأب والزوج والأخ ...رأت وقتها نسخة آخرى غير نسخة عيسى المعتادة... نسخته الحاقدة تلك أختفت وحلت محلها نسخة آخرى لعيسى ...عيسى الذي لولاه لكانت قد فقدت عقلها بسبب ما حدث ...هو أعطاها القوة لتحارب ...أخرجها من الظلام !!

طفرت دموعها أكثر وهي تمرر كفها على القپر بعد ما قرأت له الفاتحة وقالت بنبرة متحشرجة 
مش هنساك يا بابا ...عمري ما هنساك...
ثم مسحت دموعها ونهضت لتمسك كف عيسى ويخرجان سويا بعد قرارهما أنهما سوف يلقيان الماضي خلف ظهرهما ....
أنا بحبك اووي يا عيسى..
وأنا كمان 
يتبع
الخاتمة كنت لي الحياة 
كنت لي وكانت الحياة جميلة 
لقائلها...
والحديث مع روح تحبها سعادة تغنيك عن الحياة بأكملها لقائلها
مر شهر آخر تقريبا ...
وفايا تكاد تفقد عقلها بسبب تجهيزات الزفاف ...لقد صمم أن يصنع زفاف بسيط لها نظرا لۏفاة والدها الحديثة ...ولكن رغم هذا كانت التجهيزات لا تنتهي. ..لقد أتعبت عيسى وهي مترددة بشأن فستان الزفاف ...كانت تريد أن تصممه على ذوقها ولكن للأسف ليس هناك وقت كافي...ولكن فجأة خرجت ميرال لتساعدها في الأمر صحيح انها لم تحضر لها مصمم مشهور ولكن المصمم حقا كان بارع فقد صمم فستان الزفاف كما تريده بالضبط ...هذا ما جعلها ممتنة للغاية لميرال التي فعلت الكثير لأجلها في تلك الفترة ...يوم الزفاف ....
في حديقة المنزل الكبير الذي اشتراه عيسى مؤخرا. ...
خرجت فايا من ذلك المنزل وهي تضئ كالنجم وسط العتمة ...فستانها الأبيض الطويل المغطى بورود بيضاء صغيرة يحتضن جسدها ...وجهها الجميل المزين كان يشع بإبتسامة رائعة ...وقف عيسى مبهوتا وهو يرى جمالها ...لم يرى أجمل منها في حياته كلها ....انها التجسيد الحقيقي للجمال...إنها كل شئ ...انها حياته!!
مش معقول اغنيتي المفضلة perfect ..انت كمان بتحب إيد شيران...
هز رأسه مبتسما وقال
لا بالعكس مش بطيقه...بس الفون بتاعك كان مفتوح ولقيت الليست بتاعتك
لأغانيكي المفضلة وعرفت انك فان ليه ...فعشان كده ...
أهلا بيكي في حياتي ...
الكرافتة دي كانت مضايقاني بس لبستها عشان عجبتك ...
ضحكت برقة وقالت
وانت هتعمل اي حاجة تعجبني معقول!
أنا هنا عشان اعمل اللي أنت عايزاه يا غزال ...بس اطلبي وانا أنفذ ...
بعد أسبوع ...
في مطار القاهرة الدولي ..
مش قادر اصدق انك قررتي تمشي من غير ما حد تقوليلي ...معقول اعرف من أسبوع بس بعد فرحي بيوم ..عايزة تسيبني يا ميرال !
قالها عيسى بضيق ...ابتسمت ميرال وقالت
يا عيسى بقالنا اسبوع بنتكلم في نفس الموضوع ...قولتلك ده شغل مهم ليا ...فرصة العمر زي ما بيقولوا وانا مش هقدر اضيعها...
هترجعي مصر تاني !
قالها بصوت مخټنق بينما بدأ ستار رقيق من الدموع يغشي عينيه ...ابتسمت دامعة وهي تمسك كفه وتقول
طبعا هرجع..مصر حبيبتي وفيها ناس أنا بحبهم ...
أطرق برأسه وقال
عمري ما هنسى اني كنت سبب في قرارك ده يا ميرال ...أنا جرحتك وأنا عارف كده كويس ...رغم انك مقدمتيش ليا الا كل خير ...وقفتي جمبي في

اسوأ ايام حياتي ...
هزت رأسها بإصرار وقالت والدموع تتساقط من عينيها 
لا متقولش كده انت كنت ونعم الأخ ليا ...مشاعري مشكلتي أنا مش مشكلتك خالص ..مفيش داعي تحس بالذنب ...زي ما قولت احنا منقدرش نتحكم في قلوبنا يا عيسى ...الموضوع في إيد ربنا ....عمري ما هنساك وهتصل بيك دايما...و...
انا لازم امشي دلوقتي ...هتصل بيك بس أوصل ....
وبالفعل نهضت وهي تمسك حقيبتها 
لما انت زعلانة زيي هتمشي ليه ...خليكي هنا يا ميرال ...أنت عيلتي مقدرش استغنى عنك 
هكلمك لما اوصل ...سلام يا عيسى ...
وبالفعل ذهبت من أمامه ...كانت تختفي ببطء بينما هو يشعر أنه يختنق ....الرابط الذي يجمعه مع ميرال أقوى من الحب ....ما يجمعه مع ميرال هو العائلة ...الاحتياج ورابطة الډم ... ميرال هي ملاكه الحارس ...
في المنزل ...
ولج الى منزله الواسع بتعب ...ذلك المنزل الذي سلب منه عن طريق فؤاد وأرجعه هو بعد أن باعه فؤاد...وبحث هو عنه وأقنع صاحبه أن يبيعه...بالطبع لم يخبر فايا بهذا فهو لا يريد أن تتوتر بينهما الأمور بعد أن فعل المستحيل لإصلاحها ...
حبيبي جيت ...
ودعتها ...
هز رأسه وقد شعر بعينيه الحزن لتبتسم وتطمئنه قائلة
هترجع متقلقش ...ده مجرد شغل ..وبالمر تتفسح شوية وممكن يا سيدي نروح ايطاليا شهر عسل ونزورها هناك
ابتسم بحماس وقال
مخطرتش على بالي الفكرة دي ...
ابتعدت عنه وهزت كتفيها بزهو قائلة 
يمكن عشان أنا اذكى منك ...
لا والله !
قالها بحاجب مرتفع لترد مغيظة إياه
آه والله ...
بحبك يا غزال 
وأنا كمان بحبك والله 
وهكذا عاش عيسى بسعادة وهذا بعد أن قرر أن يزيح الحقد من قلبه ولا يترك سوى الحب ...وبالفعل بعد أن فعل هذا شعر أن روح والدته مرتاحة فهو قد رآها في منامه وهي تبتسم له بسعادة...
أغمض عينيه متنهدا ...هذة هي البداية التي أرادها ...بداية مع حبه الوحيد .
تمت

 

10 

انت في الصفحة 10 من 10 صفحات