الأحد 24 نوفمبر 2024

جواز اضطرارى بقلم هدير محمود

انت في الصفحة 4 من 88 صفحات

موقع أيام نيوز

 


أدهم قد امتدت إليها لټصفعها على وجهها ثم وجه لها حديثه قائلا پغضب 
أوعي تطولي لسانك عليا تاني أو تفكري تغلطي فيا فاهمة أنا اللي سترتك وكان المفروض أقتلك بس عمك الطيب هوه اللي حماكي وعشان عمي الله يرحمه أنا معملتش كده كلكم خاينين ومتستهلوش حد يعمل فيكوا خير.. 
كانت مريم صامته من هول الصدمة كانت قد جلست على السرير المقابل للفوتيه الذي كان يجلس عليه أدهم وقد وضعت يدها عل خدها من أثر اللطمة والبكاء ينهمر من عينيها كأنه المطر في صمت شديد ومالبث أن نطقت بكلمه واحدة 

طلقني 
أدهم ببرود مش أنتي اللي هتقرري ومن دلوقتي لحد منرجع شقتي مش عايز ولا كلمه 
سكتت مريم لقد خاڤت منه كثيرا كان يبدو عليه الڠضب الشديد عينيه يتطاير منهما الشرر نظراته تكاد ټحرقها وكأنه شخص لا تعرفه خاڤت منه ف هي لم تراه منذ أكثر من خمسة عشر عاما ولا تعلم ما الذي تغيرفيه ويبدو أن الذي تغير كثيرا ف أدهم التي كانت تعرفه لا يمكن أن تمتد يده لټضرب إمرأة قط خاصة وإن كانت هي تلك المرأة يبدو أن سفره ل أمريكا قد أبدله بشخص آخر قاسې القلب ذهبت ل شرفة الغرفة وفتحتها وجلست في أرضيتها تبكي بكاءا شديدا..لم يكن صوتها بالعالي لكن كان يصل ل أذن أدهم الذي انفطر قلبه بشدة من صوت بكاؤها ونهنهتها كان يشعر وكأنها طائر مذبوح يترنح قبل أن يسقط صريعا كيف فعل هذا بها وكيف قال لها تلك الكلمات اللاذعة لقد أخبره والده بما قالته هي عن زوجها هل هذه هي الوصية التي وصاها له والده كما أنه يعلم ابنه عمه جيدا ويتأكد في قرارة نفسه أنها لم تفعل شيء وإن ما يقوله طليقها ليست سوى أكاذيب يعلم ذلك جيدا لكنها إمرأة وكل النساء
خائنات لابد ألا يتعاطف معها أبدا لكن مع ذلك كان لابد ألا يمد يده عليها كيف فعل هذا وهولم يضرب إمرأة قط لكنها استفزته مهما استفزته لم يكن عليه فعل ذلك كان هذا هو الحوار الدائر بداخله صوت بكاؤها كان ېمزق قلبه ف هو يكره أن تبكي بسببه إمرأة وانها ليست أي امرأة انها مريم رفيقه طفولته وصباه !.. إن ملامحها مازلت بريئة كما هي! نفس نظرة عينيها القديمة لا يمكن لهذا الوجه الملائكي البريء أن يقترف إثما قط ..عند هذه النقطة نهر نفسه بشدة قائلا لا لا لابد ألا أفكر بهذه الطريقه كلهن خائنات لكن علي الاعتذار بسبب ضړبي إياها ثم أعود لتنفيذ ما عزمت عليه ذهب إليها وجدها تجلس ضامه ركبتيها إلى صدرها ودفنت وجهها بين كفيها شعر بفجاعه ما فعله أكثر وازداد شعوره بالذنب تجاهها أكثر وأكثر اقترب منها وجلس بجوارها على الأرض وما أن شعرت به حتى خاڤت بل فزعت وابتعدت عنه 
نظر إليها نظرة حزن وشفقه و ألم كيف له أن يؤذي تلك الطفلة 
زفر بضيق من نفسه قائلا مټخافيش مني..أنا ..أنا آسف مكنش قصدي بجد أمد ايدي عليكي أنا عمري ما مديت ايدي على ست ابدا بس أنتي اللي استفزيتيني بكلامك مكنش ينفع تقوليلي كده 
بصوت انهكه البكاءجملة واحده من كلامي استفزتك أمال كلامك اللي قولته عني أيه! مستني مني أيه بعد اللي أنتا قولتهولي 
خلاص سيبك من الكلام ده وادخلي نامي جوه الجو برد عليكي وعشان نعرف نسافر الصبح 
لو سمحت طلقني 
يبقا محلناش حاجة أنا أتجوزتك ل سبب والسبب لسه موجود لازم يعدي شويه وقت ووعد مني عمري ما همد ايدي عليكي تاني أبدا وكلها فترة وكل واحد فينا يرجع ل حياته ف هدوء 
بس أنا مش... 
قاطعها قائلا لو سمحتي بطلي عياط وأدخلي جوه وألحقي نامي شويه قبل ما نسافر الصبح ولا عايزة تفضلي هنا 
لا لا عايزة أرجع مصر 
ضحك بصخب من كلمتها ثم نظر لها بتهكم قائلاههههه مصر وهوه أنا خدتك أمريكا قومي قومي 
مريم پغضب متتريقش عليا لو سمحت وملكش دعوة بيا وبعدين أنام أزاي وأنتا هتنام فين 
أكيد مش جنبك هنام عل الفوتيه اللي جوه 
لا مش هينفع نام على السرير وأنا هنام عل الفوتيه أنا واخده عل كده في المستشفى 
والله ده عل أساس إني سباك مثلا ما أنا كمان دكتور وواخد عل كده 
لم تستطع أن تخفي ابتسامتها من أثر دعابته الغير مقصودة 
طيب تصبح على خير 
وأنتي من أهله 
ذهبت مريم لتنام ب ملابسها ف نظر لها أدهم قائلا 
هتنامي بهدومك! على فكرة أنا ممكن أفضل هنا ف البلكونة وتقفليها عليكي لحد ما تغيري 
لأعادي أنا أصلا مش معايا هدوم 
وما أن دخلت إلى الفراش وغطت نفسها حتى قام أدهم بتغيير ملابسه ف لمحته وقتها شعرت بخجل شديد يعتريها فأغمضت عيناها ونامت لا تعلم لماذا شعرت بالأمان في وجوده ف نامت كما لم تنم من قبل حتى استيقظت فزعة على صوت ضوضاء في الخارج وصوت طرقات عل الباب كان أدهم قد استيقظ قبلها ولما وجدها فزعة هكذا وقد جلست على الفراش ضامة ركبتيها إلى صدرها وانزوت في أحد أركان فراشه تعجب كثيرا ف نظر إليها مطمئنا إياها 
مټخافيش احنا مش ف المقاپر عشان تخافي كده .. ديه أمي وأكيد جايبلنا الفطار 
أومأت رأسها بالايجاب وبدأت ملامحها في الارتخاء وتنفست الصعداء ثم جلست بأريحية ..ذهب أدهم ليفتح الباب لأمه التي قالت بفرحة 
صبحيه مباركة يا ولدي 
شكرا يا أمي 
وسع أجده لما أبارك للعروسه 
حاول منعها من الدخول لكنها لم تمهله فرصة لذلك 
أيه يا بتي أنتي لسة بخلجاتك من عشيةقالتها والدته بدهشة 
رد أدهم لينقذ مريم عادي يا أمي هي مش معاها هدومها هنعدي نجيبها قبل ما نروح على شقتي أو حتى نجيب هدوم جديدة 
أيوه يا ولدي اشتريلها خلجات جديدة عشان فال عفش تدخل شوجتك ب خلجات جوزها الأولاني ..ثم تحدثت وكأنها تذكرت شيئا آخر بس ياولدي أنتو أجده مدخلتوش قالت كلمتها الاخيرة بهمس 
جذبها من يدها للخارج قائلا بصوت هامس لا يخلو من الحدة دخلة أيه بس يا أمي اللي ندخلها أنتي شايفة انها في حالة تسمح للكلام ده! لو سمحتي متتكلميش معاها ف حاجة زي كده ومتهيألي أحنا كبار كفاية 
ماشي يا ولدي براحتكوا يعني مليش صالح ومدخلش بنتكوا 
مش كده بس... 
قاطعته قائلة افطروا وهننطركوا تحت لو هتجعدوا معانا 
لا هنفطر ويدوب نلحق نسافر 
هتسافروا دلجيت كيف يا ولدي بس 
يا أمي شغلي وكمان شغلها لازم نسافروبعدين هي مش حابة تقعد هنا 
يا ولدي ونجول للناس ايه! 
قوليلهم طز محدش فارق معانا ف حاجة 
يا ولدي بس عوايدنا 
عوايدكم أنتو ولا أنا ولا هي 
أنا هروح أجول لأبوك عاد وهو يتصرف معاك 
دخل أدهم ووجد مريم تنتظره وهي تخشى أن يطلب منها أن تظل هنا ف هي قد سمعت والدته وهي تتحدث عن سفرهم وعلمت أنها ترفضه 
أوعى تقول أننا هنقعد هنا تاني 
لا مټخافيش هنمشي بس افطري 
طيب معلش هستأذنك نعدي على شقتي أجيب هدومي من هناك 
لا 
ليه 
هنشتري هدوم جديدة 
ليه 
زفر أدهم بضيق قائلا هو كل حاجة ليه 
مش لازم افهم 
لأ 
مريم بإصرار وأنا مش عايزة أجيب هدوم جديدة 
أدهم بنفس الاصرار وأنا عايز 
ليه هو أنتا اللي هتلبسهم ولا أنا! 
زفر بضيق شديد من مجادلتها أنتي وعشان أخلص من الاسئلة مش هتلبسي هدوم راجل تاني في بيتي حتى لو مش هتكوني مراتي فعليا بس بردو أنا محبش أن يكون في بيتي أي حاجة تخص راجل تاني 
أنا مش هشتري هدوم تاني 
أيه خاايفه يوحشك طب وكنتي اتطلقتي ليه ولا هي الخېانة في دمكوا وخلاص 
خېانة أيه ! لو سمحت اسكت واسمع الأول قبل ما تعك أصلا كل هدومي ديه جديدة أنا مخدتش أي حاجة من هدومي القديمة لأني مش عايزة أي حاجة فيها ريحته أو حتى لمسها ف يوم من الأيام أكتر منك 
طب يلا افطري خلينا نلحق نسافر أنا حاجز الطيارة عل الساعه 4 
طيارة ليه مكنت حجزت قطر مش مستاهلة 
أنا حر هو أنتي اللي هتدفعي ولا أنا! 
أنتا ..بس أنا مش عايزة حد يدفعلي حاجة 
أنا مش حد أنا جوزك 
نعم !جوزي ايه 
جوزك ف أي مصاريف وف أي حاجة تحتاجيها أكيد مش هتصرفي على نفسك أنتي متجوزة راجل 
بس.... 
قاطعها وهو يزفر بملل قائلا أنتي زهقتيني الواضح أنك مجادلة ومبتزهقيش اسكتي شوية وافطري وخلصيني بدل ما نبات هنا 
عقدت ذراعيها حول صدرها قائلة مش عايزة افطر 
أنتي حرة ثم استطرد قائلا طيب أنا عايز أغير هدومي ممكن تطلعي البلكونة ولا تحبي أغير وأنتي واقفة 
مريم بخجل لا لا لا أنا هخرج 
ابتسم
أدهم رغما عنه على خجلها الشديد لا يمكن أن تكن تلك المرأة خائڼة هذا ما حدثته به نفسه ..ارتدى ملابسة وخرج من الغرفة ودخلت مريم عدلت من ملابسها وحجابها الذي لم تخلعه منذ البارحة وبينما هي واقفة أمام المرآة فردت شعرها خلف ظهرها لتعيد ربطه مرة آخرى كي لايظهر من الحجاب فإذا بأدهم يدلف فجأة للغرفة مرة آخرى لأنه قد نسى هاتفه اغتاظت مريم منه وشعرت بالاحراج لرؤيته لها دون حجاب فقالت 
ايه مش تخبط حد يدخل كده 
آسف نسيت بس ديه أوضتي أصلا ومش متعود أن حد فيها وبعدين عادي يعني إني أشوف شعرك مش حرام أحنا اتجوزنا امبارح على فكرة وأكيد مش هتفضلي قعدة بالحجاب طول الوقت 
متجوزين لمدة معينة وعلى الورق يعني مش جواز أصلا 
لأ عادي جواز شرعي وحلال احنا بقا حرين عايزين نكمله براحتنا مش عايزين ده ميخليهوش باطل 
كان أدهم مازالت عيناه معلقة على شعرها إنه رائع ناعم طويل يصل إلى نهاية ظهرها أو أطول قليلا لونه حالك السواد بدو انهما ورثا نفس لون العين و الشعر من عمه والدها تذكر حينما كانوا أطفال كان يعشق شعرها الأسود الفحمي الطويل وأحيانا كثيرة كان يساعدها في تصفيفه ... 
أخرجته هي من شروده وتفحصه بها قائلة طب ممكن تتفضل بقا خليني اعدل حجابي وأنزل وراك 
ماشي متتأخريش فاضل حوالي ساعتين 
قال جملته الاخيرة ولم ينتظر ردها وهبط لوالده الذي كان بإنتظاره بالأسفل 
صباح الخيرقالها أدهم وهو ينظر ل والده 
تتصبح بالخير يا ولدي أنتا هتسافر دلجيت صوح 
أه يعني ممكن نصايه كده ونتحرك ما أنتا عارف المطار مش قريب من هنا ومش عايز نتأخر عل الطيارة 
مكنتوا جعدتوا معانا يا ولدي يومين أجده 
معلش يا حج لازم أسافر 
براحتكوا يا ولدي دير بالك على بت عمك هي ملهاش غيرنا يا ولدي ديه ولية بردك ومن لحمنا ودمنا أوعاك تنسى أجده 
صباح الخير يا عمي

قالتها مريم 
يسعد صباحك يا بتي ان شالله تكوني نعستي زين أنا وصيت أدهم عليكي ولو ضايقك ف أي حاجة كلميني 
شكرا يا عمي 
وفي تلك الأثناء طرق أحدهم الباب وكان الطارق هو خال مريم ولم تستطع
 

 

انت في الصفحة 4 من 88 صفحات