جواز اضطرارى بقلم هدير محمود
شكلوا شخصيتي مش بس كده أنا كمان كل الجينات والصفات اللي جوايا صعيدي وصعيدي قفل كمان ولما اتكلمتي عن الحيوان ده وعن أنك حبتيه وفكرتيني أنك أتجوزتيه ده جنني وطلع العرق الصعيدي وخلى الډم غلي ف عروقي
مش أنتا اللي سألتني يا أدهم وبعدين على فكرة أنا محبتهوش بالمعني الحرفي لو كنت سمعت بقيت كلامي كنت هتفهم إني أتوهمت حبه لكن أنا ..ثم تنحنحت وأستطردت بخجل أنا محبتش غيرك يا أدهم ومش من دلوقتي من زماان
يخرج ف عاد مسرعا إليها وكانت مازالت في مكانها ف باغتها ب طويلة لم يقطعها سوى رنين هاتفه الذي أفزعه وأعادهما إلى أرض الواقع مجددا ابتعد عنها بصعوبة بالغة وهو بالكاد يتنفس ثم قال لها وهو يخرج من غرفتها
يلا نامي بقا عشان متتعبيش وأنا هشوف مين اللي بيتصل وهنام تصبحي على خير
ردت عليه بأنفاس متقطعة وأنتا من أهله
أيه يا زفت عايز أيه
أيه يا أدهوم جيت ف وقت مش مناسب ولا أيه
أنتا هتستعبط عايز أيه يا سيف
بس قولي الأول كنت بتعمل أيه ها الصراحة التيجر اللي عندك ده ميتسبش قالها سيف ليثير حفيظة أدهم
اغتاظ سيف لأنه تذكر أن أدهم أيضا رأى زوجته بملابس مكشوفة اكثر من الملابس التي كانت ترتديها مريم ف أراد تغيير دفة الحوار قائلا
هي سلمى رجعت
لأ ديه كانت بتكلمني فويس بص هبعتلك الفويس اللي بعتتهولي وأنتا أبقا ابعتلي الرد ماشي
ماشي يا سيف ابعت
هقفل وابعتلك
طيب
يلا سلام تصبح على خير روح كمل اللي كنت بتعمله آسف على المقاطعة
أبو شكلك.. سلام
كانت مريم مازالت مستيقظة وكيف تستطيع النوم وشفاه أدهم إلى الآن تشعر بها كأنها مازالت تحتضن شفتيها كانت تضع يدها عليها كأنها لا تريد أن تفيق من تلك اللحظة ليت سيف لم يتصل الآن علها قد ظلت بالقرب منه أكثر تمنت لو أنها ظلت بين ذراعيه بقية عمرها تمنت ألا تفارقه ألبته لكن هيهات لهذا الرجل الذي تشعر بحبه يغمرها ومع ذلك يصر دوما على الابتعاد لا تجد تفسير لما يحدث حاولت أن تغمض عينيها رغما عنها لكنها أبت عليها ذلك حتى الصباح
أما أدهم حينما دخل غرفته ظل الصراع بداخله على أشده وجهاده لنفسه ليبتعد عنها قد بلغ أقصاه تمنى لو لم
يتصل سيف حتى يعيش بين أحضانها ولو لمرة واحدة لكنه عاد ف تذكر السبب الذي يمنعه عنها ف حمد الله أنه انسحب في الوقت المناسب أنه يعلم جيدا إنها لو أصبحت زوجته فعليا فلن يستطيع أن يتركها ولو ظلت معه ف لن يستطيع أخفاء سره عنها لا لا لا يمكن أن تعلم سره حتى تظل صورته في عينيها كما هي ويظل حبها له كما هو لذا البعد أفضل ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا نام أدهم من كثرة الأفكار التي راودته وحينما أستيقظ في الصباح طرق بابها ليوقظها فأجابته بصوت منهك علم بأنها مستيقظة وبعد لحظات خرجت من غرفتها وغير بادي على وجهها آثار نوم يبدو أنها لم تنم ليلتها تلك فقال لها محاولا تحاشي النظر إليها
أيه منمتيش ولا أيه شكلك تعبان
لأ نمت بس كنت قلقانة شوية مكنش جايلي نوم
طب خلاص افطري وأدخلي نامي شوية لسة قدامنا وقت لحد معاد الشغل النهارده الشفت مسائي
ماشي
تناولا فطورهما سريعا دون حديث منها حاول أدهم أن يتعامل بشكل طبيعي ويتحدث إليها فقال
مش سيف كلمني بالليل أخته كان عندها مشكله بس حاجة بسيطة يعني
أيه خير مشكله أيه وبعدين هي رجعت من السفر
لأ ده هي بعتتله فويس كانت حاجة طبية بسيطة
أها تمام طيب أنا هقوم أنام شويه
ماشي تحبي آجي أقرالك شوية قرآن لحد ما تنامي
لأ شكرا أنا هنام علطول تصبح على خير
وأنتي من أهله
مريم ..مريم أصحي
فتحت مريم عيناها ببطء وكأنها كانت في حلم جميل فقالت ب همس أدهم هو أنا لسه نايمة بحلم
لأ أنتي صاحية يلا قومي بقا عشان هنتأخر على الشغل يلا فوقي بقا
قال جملته تلك وخرج ينتظرها في الصالة فلا يتحمل أن يرها بتلك الهيئة أكثر من ذلك
وما إن قال كلمة شغل علمت مريم أنها حقيقة وليست حلم فأفاقت من نومها ثم اعتدلت في جلستها وقد نست أنها لا ترتدي الروب ثم عبثت في شعرها وأعادته إلى الخلف
ماشي ..ممكن يلا بقا عشان أتأخرنا
طيب هخلص علطول
ارتدت ملابسها سريعا وصلت الظهر وأنصرفا سويا وأصرت أن تركب سيارتها اليوم ف هي لا تريد أن تبقى معه كثيرا ووافقها لأنه علم رغبتها في عدم الاجتماع به أو التحدث إليه وتركها تفعل ما يريحها ..
كان اليوم في بدايته يبدو طبيعيا لكن كان هناك من يدبر ليصبح اليوم هو الأسوء على علاقة مريم وأدهم ....
البارت
كان اليوم في بدايته يبدو طبيعيا لكن كان هناك من يدبر ليصبح اليوم هو الأسوء على علاقة مريم وأدهم لم يكن هذا الشخص سوى مروان الذي كان يخطط منذ يوم فرح دينا وسيف كيف يفسد علاقتهما وأخيرا أكتملت كل أركان خطته اليوم وشرع في تنفيذها هو ومجموعة من أصدقاؤه الذي تعرف عليهم مؤخرا ولم يكونوا سوى أصحاب سوء معرفة الملاهي الليلية التي بدأ يتردد عليها في الآونة الأخيرة
بدأت الخطة بإتصال هاتفي ل مريم من أحد أقرانه
ألو دكتورة مريم
أيوه حضرتك مين
أنا جارك في الشارع في شقة والدك عم عزت صاحب الكشك اللي قدام العمارة أنا كلمتك عشان الميه مغرقة الشقة عندك وبتنزل كمان على سقف جارتك احنا تعبنا جدا لحد ما وصلنا ل رقم حضرتك لازم تيجي فورا عشان تشوفي ايه اللي حصل ممكن تكوني ناسية حنفية مفتوحة أو حتى حنفية أتكسرت
طيب حاضر هآخد أذن من الشغل وآجي علطول مسافة السكة ..شكرا لحضرتك
اتصلت بأدهم لتخبره عما حدث وتعلمه ب ذهابها إلى هناك وكان مروان يعلم جيدا أنها ستفعل ذلك ف أرسل إحدى الفتيات ومعها أختها الحامل لأدهم لأشغاله وطلب منها أن تطلب منه اجراء مكالمة من هاتفه ل طمأنه زوجها لأنها خرجت بدون أذنه ونسيت هاتفها في المنزل وذلك أثناء كشفه على أختها ثم ترد هي على مريم وتخبرها أنها اخت مريضة وأنها تستخدم هاتفه لأجراء مكالمة ضرورية ثم تعطيه الهاتف حينما ينتهي من الكشف على أختها بشرط أن تؤخره هي وحالة آخرى قد أرسلها مروان حتى تصل مريم لبيتها القديم قبل أن يتصل بها أدهم وحدث ما أراد كانت الخطة تسير كما خططها تماما وساعده على ذلك أن مريم لم تكن تريد الحديث لأدهم أو حتى أن يأتي معها لشقتها وحينما أجابتها المرأة فلم تحاول الاتصال به مجددا أما عند أدهم فقد أنهى كشفه على الحالة التابعة لمروان وشكرته أختها وأعطته هاتفه وأخذت اختها الحامل وأنصرفت ودخلت بعدها الحالة الآخرى التابعة له أيضا ....
أما مريم فقداستقلت سيارتها ووصلت بعد حوالي ساعه إلى شقة والدها وحينما صعدت الدرج وقفت أمام باب شقتها لم تجد صوت ماء ولا أي صوت آخر بل وجدت مروان يقف لها أمام باب الشقة صعقټ لتلك المفاجأة فقالت ومازلت المفاجأة تعقد لسانها
مروان
أيوه يا مريم مروان مټخافيش مني أنا مش هنا عشان أأذيكي .....
قاطعته مريم قائلة أنتا اللي اتصلت بيا وعملت الفيلم ده
بصراحه أه بس مش أنا اللي كلمتك حد من طرفي
طيب بعد أذنك قالتها وقد همت بالانصراف
أمسك مروان يديها محاولا منعها من ذلك قائلا استني بس أرجوكي
مريم بحدة وقد أفلتت يدها منه قائلة سيب أيدي يا مروان أنتا اټجننت أنتا ناسي إني ست متجوزة
آسف مقصدتش حاجة وحشة بس أنا عايزك تسمعيني هما 10 دقايق بس نتكلم فيهم جوه وسيبي الباب مفتوح بس لازم اتكلم معاكي
أتكلم معاك في أيه وبتاع أيه أقعد أتكلم مع راجل غريب لوحدنا
يمكن تكون آخر مرة تكلميني أو حتى تشوفيني خلاص هترتاحي مني خالص كلها أيام وأسيب الدنيا باللي فيها ومش هضايقك تاني
نظرت له مستفهمة تسيب الدنيا
للأسف أه ولا ليه للأسف أنا كمان مبقتش عايز الدنيا من وقت ما بقيتي أنتي مش فيها
مريم بحزم لو سمحت ...
قاطعها مروان قائلا مريم
وحياة العشرة اللي كانت بينا ف يوم من الأيام خليني أتكلم معاكي للمرة الأخيرة أنا اكتشفت أن عندي سړطان في الغشاء البلوري وف مرحلة متأخرة وكلها شهور أو يمكن كمان أيام قليلة وأموت بس لازم قبل ما أموت أتكلم معاكي وتسامحيني
تأثرت لحديثه ولم تشك لحظة واحدة أنه يخدعها ف بالرغم من كذبه عليها أكثر من مرة لكنها ظلت دوما ساذجة كالأطفال تصدق كل البشر فقالت بكل براءة
خلاص سامحتك وإن شاء الله تخف وتبقا كويس ملوش لازمة الكلام
مرة أخيرة يا مريم ووعد مش هأخرك بحق كل لحظة حلوة أدخلي وخلينا نتكلم
وأمام توسلاته ضعفت ورأفت لحاله وكانت هذه هي الغلطة التي ستدفعها لمزيد من الأخطاء نظرت له قائلة
طيب أرجوك هما 10 دقايق بس
حاضر أتفضلي
فتحت باب الشقة وتركته مفتوحا وجلست على الاريكة الموجودة في الصالة وأستأذنها مروان أن يدخل المرحاض