زهرة لكن دميمة بقلم سلمى محمد
الأثاث والستائر والصور المعلقة ثم تأملت ضحى وقالت_ أكيد ده ذوقك...مفيش تناسق خالص
أبتلعت أهاناتها للمرة الثانية وقالت بهدوء_ تشربي أيه
جلست نيروز على الكرسي ووضعت ساقا فوق أخرى قبل الرد_ مش بشرب من أي حد مش واثقة في نضافته
لم تظهر ا اجها رغم أنها كانت تستعر ڠضبا من الداخل فقالت بابتسامة خالية من الود _ اللي يريحك ياماما
جزت على أسنانها وسألت _ أومال أقول لحضرتك أيه
_ نيروز قولي نيروز وبس
_ياترى ممكن أعرف سبب الزيارة السعيدة
_ بصي بصراحة أولا أنا مش جايلك أنا جايه لكريم...فقولت أجي ليه هنا بنفسي
ضحى بهدوء مفتعل_ للأسف يانيروز كريم مش هنا
نيروز بستفسار_ أومال هو فين
هزت رأسها نافية _ معرفش
جزت على أسنانها بحدة _ معرفش لما يجي هقوله حضرتك كنتي بتسألي عليه ...بعد أذنك دقايق هعمل حاجة وجاية...أعتبري البيت بيتك ثم
أنصرفت وبمجرد خروجها أسندت ظهرها على الباب وتنفست بعمق...وحدثت نفسها _ يانهار أبيض وأنا هعيش معاها أزاي...ربنا يعدي الأيام الجاية على خير...أنا هغسل وشي أنسى الدش البارد اللي أخدته جوا
أنفعلت بشدة لدرجة أحمر وجهها من شدة الڠضب وفي خلال شعرت بنهجان...تنفست بصعوبة فأغمضت عينيها في محاولة لأستعادة هدوئها...لكنها فشلت شعرت بانقباض في حلقها والهواء ينفذ...حاولت التحرك ناحية الباب...
وضعت نيروز يديها على رقبتها تحاول التنفس وأشارت باتجاه الخارج وبصوت متقطع _ مش عارفة أتنفس
ت قوات الشرطة والعربات المصفحة ورجال أكنان المكان وفي خلال لحظات أقتحمت الشرطة القصر...وتوغل الرجال بالداخل كالطوفان مستغلين عنصر المفاجأة...وتم القاء القنابل المسيلة للدموع والتقط أحد الظباط ميكروفون قائلا بهدير_ سلمو نفسكم المكان محاصر
...أما زهرة فزعت وأنتفضت في مكانها وشددت من أحتضان طفليها...توجهت الى الشرفة فوجدت من يسقط مصاپ غارقا في دمه...وضعت يديها على فمها وسالت دموع الخۏف على وجنتيها...ومازاد ذعرها صوت الطرق العڼيف على باب...أنزوت زهرة هي وأطفالها في الزوية...وحاولت التكلم بهدوء عندما سمعت بكائهم _ كل واحد يغمض عينيه ويفتكر حاجة بيحبها وأنا كمان هغمض عينيا...
القت نفسها عليه وبكت...شدد من أحتضانه عليها وعلى أطفاله وفقال مهدئا_ بقيتي في أمان أنتي والولاد...يلا بينا نخرج من هنا...وأخذ يحدثهم بلهجة هادئة
وهما في الخارج...حاول شهاب الهروب من قبضة الشرطي وبمجرد رؤيته لأكنان ومع زوجته وأولاده تملكه الجنون ...فهو خسر كل شيء وأكنان فاز في النهاية...وفي تلك اللحظة أستطاع فك يديه وفي سرعة چنونية أت المسډس من جراب الشرطي وصړخ في وجهه قائلا _ مش هسيبك تفوز عليا ...ثم أشهر المسډس وأطلق الڼار
وأختلطت أصوات الطلقات بأصوات صړاخ وهمهمات مټألمة
الحلقة السادسة عشر
عذبتني حيرة مشاعري نحوه بالرغم من قسوته كان يحنو عليا أنا فقط طلب المغفرة وتوسلني أعطاني ألامان وأسرة دافئة لكني لست قديسة كي أسامحه تماما برغم كل مايفعل لي مازال هذا الألم يأبى أن يزول
أنا لست قديسة
انا مجرد فتاة تعذبت تألمت عانت من قسۏة الحياة
.
بمجرد دخول ضحى الغرفة...أنصدمت من رؤية حماتها على هذا الشكل...فقالت پخوف _ مالك نيروز
وضعت نيروز يديها على رقبتها تحاول التنفس وأشارت باتجاه الخارج وبصوت متقطع _ مش عارفة أتنفس...بخاخة النفس بتاعتي في شنطتي
نظرت ضحى حولها بهلع ثم ردت بتوتر_ مش شايفة أي شنط قصادي
ردت عليها پاختناق وبصوت مبحوح _ شنطتي في العربية
خرجت ضحى من الغرفة مهرولة حتى توقفت أمام السيارة...فتحت الباب وهي تتنفس بقوة ...القت ببصرها في الداخل حتى وقعت عينيها على الشنطة ...فتحتها بأصابع ترتعش من شدة توترها لم تعثر مباشرة على الجهاز...فقامت بتفريغ محتويتها على الكرسي...رأته مع العديد من الأشياء...أمسكته مباشرة ثم جرت مسرعة الى الداخل
رأتها تتنفس بصعوبة مخرجه أنيين مټألم...وضعت جهاز الاستنشاق على فمها وقامت بالضغط...أخذت تدعو لها بخفوت
فتحت عينيها وهي تتنفس بصوت مسموع...تأملتها نيروز لثواني وهي ترى نظرات الخۏف في عينيها بالرغم ممافعلته معاها...أبتسمت أبتسامة متعبة ثم أردفت قائلة_ تعبتك معايا...شكرا ليكي ياضحى
ردت عليها قائلة_ مفيش حاجة تستحق الشكر وحصل خير.. .أتصل بالدكتور يجي يشوفك
شعرت بالخجل من نفسها فلم تجروء على النظر بداخل عينيها _ مفيش داعي أنا كويسة
قالت لها بهدوء_نصيحة مني خلى الجهاز في جيبك أو شنطتك المهم مش يبعد عن متناول أيدك
هزت رأسها ثم أردفت قائلة _ هاخد بكلامك ياضحى...أنا همشي بقا
_ مينفعش تمشي وأنتي لسه تعبانة
_ أنا بقيت كويسة
_ طب مش هتستني كريم
_ هبقا أكلمه ...ثم تحركت باتجاه الباب وكانت بجوارها ضحى في نفس اللحظة فقالت لها مترجية _ أقعدي شوية كمان تاخدي نفسك
ردت عليها نيروز_ لو حسه أني مبقتش أحسن مكنتش أتحركت...وعايزه منك طلب قبل مااخرج
سألتها ضحى باهتمام _ طلب أيه
أردفت قائلة بابتسامة خاڤتة_ مش عايزه كريم يعرف حاجة باللي حصل...مش عايزه يتخض عليا والأفضل متقوليش ليه أني جيت وأنا هبقا أتصل بيه
سارت ضحى خلفها في صمت حتى تأكدت من ركوبها سيارتها في سلام...ظلت في مكانها لعدة دقائق تنظر الى الفراغ وتساؤل في عينيها...أدركت بغريزتها أن هناك شيء ما ودعت أن تكون حياتها سهلة مع عائلة زوجها...
أشتاقت له بشدة وبعد مضي فترة من الوقت...ذهبت الى الشرفة تنتظره فهو أتصل أخبرها كل ماحدث وأنه تم القبض على شهاب ودينا وأن الجميع بخير وهما في طريقهم الى المنزل وهو قادم في الطريق شعرت بالراحة النفسية عندما أطمئنت على كل أحبابها... راحت تراقب الأشجار وأوراقها الخضراء...تابعت بنظراتها كل شيء أمامها...أغمضت عينيها
بتركيز واستمعت لصوت الكون حولها الهواء الشجر...وعندما فتحت عينيها وجدته أمامها يتأمل وجهها بحب
نظرت له بدهشة_ أنت جيت أمتى وأزاي وصلت من غير ماأحس بيك...ده أنا كنت مستنياك
أجابها بابتسامة عاشقة _ كنتي سرحانة في أيه خلاكي مش تحسي بوجودي...أكيد فيا طبعا
ردت بابتسامة_ لا مش فيك بالظبط...كنت سرحانة شوية مع الطبيعة
وضع يده على قلبه وقال بضحك _ أااه ياقلبي وبتقوليها في وشي طب قولي أه
غلب ضحى الضحك _ أه كنت بفكر فيك
_ بعد مازعلت خلاص مش مسامح
_ هو ده شكلك وأنت زعلان ياريت تبقا زعلان علطول ثم ضحكت
أمسك بيديها وقبلهما بحب جارف...نظر الى عينيها قائلا بشوق_ واحشتيني أوي...أخذ يداعب يديها برقة ثم ضمھا الى ه...كل حاجة فيكي واحشتني
_ وأنت كمان واحشتني
أدارها في ه وقال بحب_ أنتي ليه دلوقتي حلوة أوي بزيادة
أبتسمت بغرور متصنع_ ده العادي بتاعي على فكرة
ضحك على طريقة كلامها وغمز لها _ طب ماتيجي ندخل الأوضة
حاول ضمھا فدفعته بمرح _ نتعشا الأول أنا مأكلتش طول اليوم ولا أنت كمان
غمز لها مرة أخرى _ هتندمي
ضحكت وهي تبتعد عنه _ هندم على حاجة واحدة لو سمعت كلامك ومعملتش العشا وأتعشينا
بعد وقت قليل أعدت ضحى الطعام ووضعته على السفرة
كريم بابتسامة _ كلي دي من أيدي ...قام بأطعامها وسط جو مليء بالضحك وكلمات الغزل
كانت تبتسم له ولكن كل ذلك لم يمنع شرودها الغير مقصود فيومها كان حافل بالمفاجأت فالمصائب تأتي دفعة واحدة على رأي المثل بداية من خطڤ زهرة حتى زيارة حماتها
وضع كريم يده فوق يديها وربت عليها برقة ثم رفع يديها وقبل باطنها بحب...نظر لها مبتسما وقال _ هنضطر نسافر بعد بكرا نيويورك
قالت ضحى_ بسرعة كده
_ المفروض كنا نسافر قبل كده لكن بسبب الظروف اللي حصلت من مرض بيسان وخطڤ مرات أكنان منعوني عن السفر...دلوقتي بيسان بقيت أحسن وزهرة وولادها كويسين
_ عايزه أروح أشوف زهرة بكرا...بحاول أتصل بيها تليفونها مقفول...عايزه أطمن عليها
_ حاضر بس خليها بعد بكرا قبل مانسافر هوديكي ليها ومن عندها على المطار دوغري...
_ ومينفعش بكرا ليه أنا عايزه أشوفها
_ مينفعش ياضحى ورايا كام مشوار مهمين بكرا
أبتسمت في تفهم _ طيب خليها بكرا... طلب أخير عايزه
كريم بابتسامة _ أطلبي ياحبي
أبتسمت قائلة_ الكلام اللي قولتلهولك بخصوص زهرة وأكنان ...ياريت محدش يعرف بيه ولا حتى أكنان...هو لو عايز يتكلم هيتكلم
كريم تصنع الزعل_ أنا مش وعدتك لما حكتي ليا حكايتهم...قولتلك أيه بعديها أعتبري سرك في بير
قالت بهدوء_ حبيت أكد عليك مش أكتر ...ثم مدت يديها وقامت برفع أول طبق...أمسك يديها وأرجع الطبق مكانها غمز له قائلا _ وبعدين ياحبي ..أنا أستنيت كتير
جفل أكنان وجلس فوق فراشه عندما ظهرت أمامه بدت في غاية الجمال والعذوبة...كانت ترتدي فستان أبيض...كان وجهها وجسمها يشعان بالنور وشعرها البني الذهبي منسدل طليقا على ظهرها...وعينيها الرزقاوتين تلمعان ببريق خاص...وأسنانها تكشف عن أبتسامة عابثة...
قال بذهول _ زهرة أنتي كويسة
ردت عليه ضاحكة _ صحتي تمام وقامت بفرد يديها ثم ثنتهم بحركة رياضية... أبتسمت له ثم رقصت أمامه بخفة كالفراشة وبقدميها الحافيتين أخذت تدق على الأرض بنعومة
...حركت سبابتها بأغراء لكي يأتي لها
وجد نفسه أمامها في غمضة عين وبشوق ظل محپوس لوقت طويل ها بكل مايملك من قوة ...قال أكنان برقة _ بحبك يازهرة
ردت عليه بابتسامة أسرة _ وأنا كمان ...ردها أسكره بالسعادة من رأسه حتى أخمص قدميه...فقبلها بقوة وأصبح ليلهم ليل خاص بالعشاق
قبل أستيقاظه أرتسمت على شفتيه أبتسامة سعيدة...القى يديه بجواره فلم يجدها...جلس فوق الفراش الابتسامة أختفت عندما أكتشف أنه كان يحلم بيها ثم تنهد بعمق قائلا لنفسه...ياليتى هذا الحلم كان واقع...فهذا الحلم كان أجمل أحلامه
أغتسل بسرعة وذهب مباشرة الى غرفتها...فتح الباب بهدوء...ثم دلف ببطء ونظر اليها من مكانه رأها مازالت نائمة ومستغرقة في نوم عميق وصوت شخير ناعم يصدر منها..عندما أطمئن عليها أغلق الباب خلفه...شعر بوخز داخل قلبه...الى متى ياقلبي ستظل تتألم
أخرج هاتفه وأتصل بطبيب بيسان للأطمئنان على حالتها...ثم ذهب لرؤيتها وفي داخل غرفتها في المستشفى
كان الجميع متواجد معاها..فالطبيب أذن لها بالخروج
كريم ممازحا_ماشاء الله وشك منور وبقيتي أحسن من الاول
قالت بابتسامة خاڤتة _ اهو أرك ده اللي جابني هنا
تصنع الزعل _ كده بردو يابوسة...ده أنا سبت العروسة عشان خاطر عيونك الحلويين
_ قولي بقا عامل أيه في الجواز
_ مفيش أحلى من كده يارتني سمعت كلامك من زمان أول لما كلمتك عنها
_عشان المرة الجاية تبقا تسمع كلامي
قاطعهم أكنان قائلا_ أنا عارف لما بتفتحو في الكلام مش بتسكتو...يلا عشان تلبسي ولا قعدة المستشفى عاجبتك
أبتسمت له وبنبرة فيها القليل من الألم _ لأ طبعا ده أنا مصدقت هخرج النهاردة...أنا