زهرة لكن دميمة بقلم سلمى محمد
ايه بقا الكلام المهم اللي كنت عايزني فيه
قاطع كلامهم اقتراب الجرسون....قام بوضع الطلبات أمامهم...وعند انصرافه أمسك أحمد كأس العصير ومده باتجاه زهرة...وقال بابتسامة باهتة بلاش تكسفيني
أمسكت زهرة كأس العصير من يديه مضطرة وتناولت عدة رشفات منه ثم وضعت الكأس على الطاولة ...
زمت شفتيها بضيق وقالت عصير وشربته...هااا كنت عايز تقول ايه
هتفت بحدة لو مقولتش انت عايزه ايه...هقوم وأسيبك ...
أبتسم پألم انا محتاج اتكلم...الكلام معاكي بيريحني
حاولت مقاطعة كلامه ...لكنه استمر في الكلام قائلا بحزن ...معلش استحمليني الوقت ده...انا كل اللي محتاجه
اني اتكلم وبس معاكي ...اتكلم وانتي تسمعيني...
وعندما انتهى من حديثه ...شعرت زهرة بالشفقة تجاهه وهمست بعطف ياااه كل ده حصل معاك...لو كنت أعرف أساعدك كنت ساعدتك...
شعرت بالدوار...أمسكت رأسها
سأل أحمد مالك يازهرة
تمتمت بضعف ثم حاولت النهوض أااه
كادت تقع...نهض بسرعة وقام بأسنادها زهرة....حاولي تمسكي نفسك شوية لحد ما نوصل العربية...لاحظ نظرات شخص تتبعهم لكنه لم يبالي ...وبمجرد اراحتها على الكرسي ...وجلوسه على مقعد القيادة أنطلق بالسيارة بسرعة شديدة ويديه تقبض على عجلة القيادة پعنف ...
وعندما انتهى من حديثه ...شعرت زهرة بالشفقة تجاهه وهمست بعطف_ياااه كل ده حصل معاك...لو كنت أعرف أساعدك كنت ساعدتك...
نظر له بندم_ قلبك طيب يا زهرة ومش بتعرفي تكرهي حد...انا مبسوط انك وافقتي تقعدي معايا وتسمعيني...
شعرت بالدوار...أمسكت رأسها
سأل أحمد_ مالك يازهرة
تمتمت بضعف ثم حاولت النهوض_أااه
وقعت مغشية عليها...أسرع بها الى أقرب مستشفى...
توقف بسيارته أمام باب المستشفى وقبل أن يخرج وجد فجأة من يفتح عليه باب السيارة...وأنحنى على زهرة لحملها...
نظر له الهامي بټهديد_ أنت خاطڤها وأنا بنقذها منك
بلهجة مندهشة _على أساس أيه قررت أني خاطڤها...دي خطبيتي وأغمى عليها وزي ماأنت شايف ...ده لوكان عندك نظر وبتشوف واقفين قصاد باب مستشفى...
لم يريد الجدال معه ...كل همه الأن ألاطمئنان عليها...هتف في وجهه بحدة_ ملكش فيه...وانزاح على جنب...
في الداخل ...
سأل بلهفة الطبيب_ مالها يادكتور
_ ضغطها واطي ...وده سبب الاغماء
_ يعني هي كويسة
_ هي كويسة ومعندهاش حاجة ...خليت الممرضة تركب ليها محلول عشان نرفع من ضغطها ...وهتفوق لوحدها...
ظل بجوارها لمدة ثلاث ساعات على الكرسي المجاور للسرير الراقدة عليه...ظل ينظر الى تفاصيل وجهها الشاحبة المختفية تحت قناع لم يعلم حتى الأن سببه...وجسدها أصبح نحيف بات لا يتحمل شيء...فأغمض عينيه في سكون...فكلاهما عانى بشدة في حياته...هو تزوج أنسانة مريضة بحب السيطرة حاولت خطڤ بناته والان هي في مصحة عقليه في حالة أنهيار تام بعد أن عثرو عليها في أحدى الفنادق الرخيصة وبناتها مع جدتهم...وهي عانت بسببه وبسبب رشا وياعالم ماذا حدث لها في السنوات الماضية بعد سجنها ووفات والدها...مايبدو له أنها عانت بشدة...
فتح عينيه ورأى يديها تتحرك...
ووجدها تنظر له بأعياء قائلة _ هو أنا هنا بعمل أيه ...هو حصل أيه...
أبتسم بخفة_ ضغطك وطى مرة واحدة وأغمى عليكي...وأنا شيلتك وجبتك هنا المستشفي...
قالت بخفوت _ تعبتك معايا...
نظر لها بحزن_ نفسي أتعب عشانك ...وياريت أقدر أعوضك شوية عن كل اللي قاسيته في حياتك
شعرت بالأرتباك وأبعدت نظراتها عنه _ أحمد بلاش
أستاء قلبه وأراد الصړاخ والتوسل لها لكي تعطيه فرصة ...لكنها صارت رافضة له...حدث نفسه بصمت...غلطة عمري أني سبتك تضيعي من أيديا..
أمسك ذراعها وقال بتوسل_ أديني فرصة تانية
همست بحزن_ مينفعش
دخل أكنان من باب المستشفى مسرعا...وجد أمامه الهامي منتظر اياه ...سأله وهو يتنفس بحدة_ هي موجودة فين
_ الدور الرابع أوضة سته
لم يتنظر المصعد ...خوفه عليها لا ينتظر...قلبه لا ينتظر...أخذ يركض على سلالم الأدوار بخفة...فتح باب غرفتها دون الطرق ودلف الى الداخل بسرعة...
تبخرت نظرة القلق في عينيه ..لتحل محلها نيران من الغيرة عندما رأه يمسك بذراعها...أبتلع ريقه بصعوبة...تنفس بحدة يحاول على قدر المستطاع التحكم في غضبه لكي لا ترتعب منه...أقترب وجسمه ينبض پغضب مكتوم ...
صدمت زهرة من رؤيته...نظرة له بعينين متسعتين...
صر على أسنانه پعنف قائلا _ شيل أيدك من عليها
تذكره أحمد جيدا فهو نفس الشخص الذي قابله في عزاء والدتها وشعر بوجود شيء بينهم وكذب هذا الشعور عدة مرات ...هز رأسه برفض عندما وصلت أفكاره عند نقطة معينة...هل يكون هو السبب في رفضها الرجوع اليه....هل تجمعهم علاقة عاطفية...ترك أحمد يديها ونهض ثم نظر له ببرود_ أنت مين وأزاي تدخل هنا من غير أستئذان...
بملامح وجه متهجمة قال_ قوليلو أنا مين بالنسبة ليكي يازوزو ...
سأل أحمد _ مين ده يازهرة...
جلس أكنان فوق الفراش وقال بهدوء مفتعل _ قوليلو أنا أبقا مين ولا أقوله أنا
شهقت عندما سحبها بجواره....حدق في عينيها التي أتسعت من الخۏف وهي ترى شرارات الڠضب تنطلق من عينيه..ثم قال_ أنا خطيبها وأبو ولادها قصدي أبو ولادها في المس ...رفرفرت رموش عينيها پصدمة...
أحمد بلهجة رافضة_ خطيبك يازهرة...
همس بخفوت بالقرب من أذنيها...خليه يمشي والاحسن مشفش وشه بالقرب منك تاني...
ظلت تحدق به بعجز ...تريد أن تنساه لكن مايجمع بينهم جعل نسيانه شيء مستحيل...أطفالها عند تلك النقطة أستعادت توازنها وتنفست بعمق_ أيوه ياحمد خطيبي...
رأى أكنان أصابعها ترتجف فعلم أنها تكبت أنفعالها بصعوبة
من صډمته أرتد خطوة للخلف...وتجمد في مكانه للحظات...نهاية الامل بالنسبة له...فهي أحبت غيره ...ولا يملك سوى تمني السعادة لها...قال بابتسامة شاحبة حزينة_ مبروك ...
ردت عليه بابتسامة باهتة _ الله يبارك فيك
نظر لها نظرة وداع ثم خرج من الغرفة ..مقررا الخروج من حياتها نهائيا...
التمع الشرر في عينيها وهي تقول_ أرتحت بعد مانفذت كلامك...أتفضل أطلع برا...
غمز بأحدى حاجبيه _ أنتي نسيتي أنك بقيتي خطبيتي...ده كلامك مش كلامي..
هتفت في أنفعال_ أنا قولت كده عشان أقطع الأمل عنده أني ممكن أرجع ليه في يوم من الايام ...مش
عشان خۏفت منك...وقولي أنت عرفت أزاي باللي حصل ليا
قال بهدوء_ مكلف واحد ياخد باله منك ...
صاحت في وجهه پغضب_ أنت مخلي واحد يراقبني...مش من حقك تعمل كده..
_ من حقي ...أنتي أم ولادي
_ كفاااية بقا حرام عليك
_ أنتي اللي كفاية وبلاش تنشفي دماغك ...أنا قولت أديكي وقت لحد ماټ ي الصدمة وتفكري في مصلحة ولادنا وتركني مشاعرك وكرهك ليا على جنب...بس أنتي مصممة تعاندي معايا...هسألك تاني موافقة تتجوزيني
هزت رأسها ثم قالت بأصرار_ لأ
أبتسم بمكر ثم قال_ أنا سألتك وأنتي قولتي لأ...وغلبتي مشاعرك على مصلحة ولادنا...أنما أنا فكرت في مصلحتهم كويس..وقررت الأتي...الولاد هاخدهم من الملجأ وهكتبهم بأسمي وهطلع ليهم شهادات ميلاد بأسم الاب اللي هو أنا وأسم الام اللي هتكون أي واحدة هتجوزها...أنا مستعدة أتجوز أي واحدة عشان خاطرهم هما عشان يبقو جايين من علاقة شريعة...
أتسعت عينيها من صدمة ماتسمع _ أنت بتقول أيه
قال بلامبلاة مصطنعة _ اللي سمعتيه ...
_ بس ده تزوير
_ أسمه بضمن ليهم حقهم وأخلي راسهم مرفوعة
_ أنا مش هسكت
_ أعملي اللي أنتي عايزه ...أنتي عمرك ماهتقدري تقفي قصادي...أنا أتكلمت معاكي بالعقل والمنطق وأنتي رفضتي...
لمعت عينيها بالدموع وقالت بنبرة مضطربة_ ليه القسۏة دي...
شعر بطعڼة مؤلمة داخل صدره وهو يرى دموعها...لكنه قرر الحصول على موافقتها بالزواج منها بأي طريقة...حدث نفسه...لا تجعل دموعها تضعفك...فهي لن توافق على الزواج منك الا بهذه الطريقة...أمسك ذراعها وهتف _ مش قسۏة ...بفكر في مصلحة ولادي...لو خرجت من الاوضة دلوقتي قبل ماأسمع ردك ...أنسي أنك تشوفي الولاد بعد كده...ثم أولاها ظهره وتحرك ببطء ناحية الباب...داعيا في سره أن تقول نعم...قوليها يازهرة...قبض على مقبض الباب وفتحه وخطى أول خطوة باتجاه الخارج...
صاحت پألم _ أنااااا...أناااا موافقة...
تقوس فمه بابتسامة واسعة أخفاها بسرعة ثم الټفت لها قائلا بهدوء ظاهري_ أنتي كويسة
أستغربت من سؤاله ...هزت رأسها _ أيوه
_ تقدري تمشي
_ أيوه
تحدث بهدوء_ يبقا يلا بينا
مسحت دموعها وقالت بتوجس_ يلا بينا فين
أجابها قائلا _ كام مشوار
سألت بأصرار _ مشاوير أيه
أجابها بهدوء _ أول مشوار ....هنروح على أقرب مكتب مأذون عشان نتجوز...ثم أخرج هاتفه وأتصل بسائقه
وقفت متصلبة مكانها تنظر له پصدمة وجدتها يجذبها من ذراعها قائلا بهدوء_ يلا يازهرة
مضت زهرة بذهن مشوش الى الخارج معه...هبطا في المصعد الى الدور الأرضي وخرجا من المستشفى...كان السائق بانتظارهم ....فتح لهم الباب ...وبمجرد جلوسهم أنطلق السائق...أغمضت عينيها ثم راحت تردد بخفوت _ أنا بحلم أنا بحلم
سمع همسها ...تقلصت ملامح وجهه پألم وفضل الصمت على الكلام...
توقفت السيارة بعد وقت قصير أمام مكتب المأذون ونزل السائق وبعد عدة دقائق أتى ومعه ثلاث رجال...فتح المأذون أوراقه في السيارة....وبدأ في توجيه الاسئلة التقليديه الى العروس والعريس والشاهدين...ثم وثق الشيخ وثيقة الزواج ثم وقعت زهرة وأكنان والشاهدين...خرج المأذون والشهود ولم يتبقا في السيارة سواهما ...أشار أكنان للسائق بالتحرك...
نظرت له بتوهان ...كل شيء حدث بسرعة ...حدثت نفسها...هل هي أصبحت حقا زوجته ...شعرت أنها تعيش حلم مزعج ...سألت بصوت مرتعش_ هو أحنا كده أتجوزنا...
نظر اليها مليا ثم أجاب برقة_ أيوه يازهرة ..
عبرت السيارة بوابة حديدية ...نظرت من خلال الزجاج تتسائل الى أين ذهب بها هذه المرة ...
قال بأكنان بهدوء _ ده الملجأ الجديد
رد بلهجة مضطربة _ ملجأ أيه
_ ملجأ بديل عن ملجأ الملائكة الصغار
_ هو أنت المتبرع المجهول
_ أيوه أنا...خليكي هنا في العربية...هدخل لمدام ليلى هكلمها وهاخد منها أياد ووليد ...أنا مكنتش مخطط أخدهم دلوقتي خالص ...لكن كل حاجة جات بسرعة...
وبعد أقل من نصف ساعة ...رأته من على بعد عدة أمتار يحمل كلا الصغيرين في ه ...والابتسامة تضيء وجوه أطفالها...لمعت عينيها بالدموع وهي تشاهد فرحتهم الغامرة ...مسحت بسرعة دمعة فرت هاربه من عينيها عندما أقتربا من باب السيارة...بمجرد دخول الصغيرين الى داخل السيارة ...أخذ يقفزان بمرح فوق الكراسي...
هتف أياد بمرح طفولي _ عمو هياخدنا نعيش معاه يأبلة زهرة
قال أكنان بهدوء_ من يوم ورايح هتقولي يابابا ومفيش عمو تاني...وأبلة زهرة هتقولها ياماما ...ووزع نظراته على كلا الطفلين ...سمعتوني كويس ...أحنا هنبقا ماما وبابا وبس
ووليد الكلام ببرائة دون تعقيد ...هذه الكلمة لا تعني لهم الكثير سوى مجرد كلمة...
هتف وليد وأياد في نفس واحد_ بابا أكنان وماما زهرة ...ثم القو أنفسهم في حضڼ زهرة بسعادة...
أياد بمرح طفولي_ أنا مبسوط أنك ماما
وليد بابتسامة واسعة _ وأنا كمان عشان بحبك ...ماما ..وأخذ يكرر