رهف وعاصى بقلم رغده
وانا مش حاسه اني بردانه
اطلق تنهيدة ومد يده وسحب المعطف ووضعه على قدمها بلاش عناد والبسي يلا
عقدت يديها ولم تنفذ ما طلب منها فالتزم هو الصمت
وحين اوقف السيارة اتجه نحوها بسرعة والبسها المعطف وهو يقول يلا البسي عشان الجو هنا برد
فارتدته وهي تنظر بانبهار لليخت امامها بانبهار فقد كان يختا متوسط الحجم مضاء بأضواء مختلفة الألوان والسماء صافية
واجلسها على طاولة الطعام حيث كان قد جهز عشاء رومانسي والموسيقى الهادئه تصدح في الأجواء و سار بهم اليخت الى وسط البحر والامواج تتحرك ونسمات الهواء
بعد ان أنهوا العشاء دون أن يتحدث اي منهم فقط تاركين العنان لعيونهم ان تبوح عما في قلوبهم
كان معها على تلك الأنغام بحركة هادئه وهي مندمجه مع دقات قلبه كأنها تحصي عددها
انتهت الموسيقى ولكن لم يبتعد اي منهم عن الآخر ولكن توقف اليخت وبعد دقيقة صدح صوت القارب السريع المرافق باليخت رفعت رأسها وقبل ان تسأل أجابها ده القبطان رجع وسابنا لوحدنا
عاصي مټخافيش يا حبيبتي انا عارف انه هيسيبنا
قالت انا عاوزة اشرب عصير
ابتسم وقال حاضر ذهب واحضر كأسين من العصير وناولها أحدهما فقالت ايه ده مفهوش تلج ممكن تجيبلي تلج
وضع خاصته على الطاوله وتحرك سريعا يحضر التلج
فاسرعت هي واخرجت علبه دواء صغيرة من حقيبتها ووضعت حبة في كأسه واراحت ظهرها على الكنبه وهي تتذكر حين طلبت من هناء ان تحضره لها
كانت تنظر له وتبتسم بخبث اما هو فكان ينظر لها بعشق يود ان تنهي كأسها بسرعة
ارتشفت اخر رشفة بكأسها ليأخذه منها شعر بعينيه بدأت تقفل حاول المقاومه ولكن ما هي الى بضعة ثواني حتى غط بنوم عميق
ابتسمت وصفقت بيديها بانتصار وبدأت تقفز كالاطفال على نجاح خططها والتقطت العديد من الصور لهما معا كما أرادت وبخركات مضحكه حتى انها امسكت قلم الوان ورسمت على وجهه
في الصباح استيقظ عاصي يشعر بثقل رأسه نظر لها كانت تنام بهدوء ووداعة طفل صغير
بدات اصابعه تزيل خصلات شعرها التي تحجب جزء من وجهها فتحت عينيها الناعسه تنظر له بخجل
نظر لها يحاول تذكر ليلتهم ولكنه لم يذكر شيء ولم يتكلم او يسأل فهو غاضب من نفسه كيف ينسى ما تعتبر ليلة العمر حاول أن يتماشى مع الموقف وهو من الداخل يعصر عقله لكي يتذكر ولكن بلا جدوى
انهت حمامها وخرجت فلم تجده في الغرفة فخرجت لتجده يقف على سطح اليخت تاركا الهواء البارد يضرب جسده وهو يفكر ويؤنب ذاته كيف له ان يفعل ذلك كيف ينسى اجمل لحظاته معها تلك اللحظات التي كان متشوقا لها ومتلهفا ليعش معها ويحفرها بقلبه وذاكرته
شعرت به يصدر تنهيدة وهمست له انا مبسوطه اوي معاك يا عاصي متتخيلش سعادتي قد ايه انا حاسه اننا بقينا شخص واحد
شعر بغصة بسبب كلماتها فالتف لها شعرت بالندم ولكنها خشيت ان تبوح له بسرها فيغضب منها فقالت وهي تبتعد عنه عاصي انا جعت وعاوزة اكل وكمان تعبانه وعاوزة نرجع
عاصي ليه يا حبيبتي في حاجة بټوجعك قالها بلهفة وخوف
اغمضت عينيها وقالت پغضب وهي تبتعد مفيش حاجة ۏجعاني انا عاوزة اروح وخلاص
دلفت للداخل تؤنب ذاتها ولكنها خائفه من الاعتراف
دلف عاصي وارتدى ثيابه وتوجه الى المطبخ ووضع بعض الأطباق وتناولا الطعام في
جو يسوده الصمت
وبعد ذلك توجه عاصي ل كبينة القبطان وقاد اليخت
بعد ان وصلوا القصر أصرت رهف الذهاب معه للشركه رغم اعتراضه لكي تنال قسطا من الراحه ولكنها رفضت وتحججت بالاجتماع الذين يحضرون له منذ شهر لصفحة كبيرة ستنقل الشركه لمستوى اكبر
انصاع لها وتوجه كلاهما للشركه ويعد ساعه بدا الاجتماع وبداوا يتناقشون في بنود الاتفاقيه مع الطرف التاني
اغلقت رهف الملف امامها وقالت بكل ثقة دون أن تستشير عاصي او المحامي العرض ده مرفوض شكرا لحضوركم
هاج الجميع وبدا الكل يتحدث وعاصي صامت ينظر لها
وقف علي الشريك كده مينفعش يا عاصي بيه هي الستات اللي هتمشينا ولا ايه
ابتسم له عاصي وتوجه نحوه يصافحه فابتسم علي بنصر وهو يرمق رهف پغضب ولكنه تفاجأ حين قال عاصي انا بشكر عرضكم بس انا مع المدام العرض مرفوض
كانت كلمة عاصي كالصاعقه التي نزلت على الجميع حتى رهف التي ظنت لوهله انه موافق على إتمام الصفقه
صاح علي وهو يلملم أوراقه انت اكيد اټجننت ولا خلاص الهانم لحست مخك
امسكه عاصي من تلابيب قميصه وقال اعتذر للمدام حالا
نظر علي ل عاصي التي كانت عيناه تشع ڠضبا فقال بتلعثم انا اسف يا مدام رهف
ترك عاصي ملابسه و ربت على كتفه وهو يقول الباب من هنا
فخرج علي ومن معه دون حتى ان يلقوا السلام
وقفت رهف محتارة فكيف ل عاصي ان يوافقها بهذا الشكل حتى هي لم تخبره بالسبب
نظر لها ورأى حيرتها وقال مالك
رهف وعينيها مثبتة على عينيه انت بجد لغيت الصفقة
عاصي بابتسامه مطمئنه طبعا
رهف بس
وضع عاصي وقال انا متأكد ان قرارك كان لمصلحتنا ومعنديش شك بقرارك مهما كان سببه حتى لو كان مجرد احساس او انك مش مرتاحه اعرفي دايما اني معاكي باي قرار تاخديه
اعرفي ان انا وانتي واحد وهفضل طول عمري سند ليكي
رهف انتي قبل ما تكوني شريكتي انتي مراتي وبنت عمي اللي حبها عايش جوا قلبي من لما كنتي صغيرة وبضفاير ايوة غلط لما مصدقتكيش بس الغيرة عمت عنيا حسيت پقهر لما حسيت انك لغيري حسيت بۏجع بقلبي مقدرش اوصفهولك الا انه كانت ڼار وبتحرقني . حسيت اني بمۏت
ما ان نطق هذه الكلمه حتى وعينيها اغرورقت بالدموع وقالت بلهفة بعيد الشړ عنك متجبش سيرة المۏت تاني
وقال خاېفه عليا قالها وكأنه يستجديها ان تطفئ الڼار داخله
وضعت كفيها حول وجهه وقالت خاېفه عليك تصدق لو قلتلك قد ما كنت بخاف منك كنت بحس بأمان بوجودك جنبي كنت متأكده انه هييجي يوم وتصدقني حتى لو سنين كتير عدت لما قلتلك طلقني كنت من جوا بتقطع وبدعي ربي انك ترفض ولما انت حطيت الشرط اني اقضي معاك ست شهور ... صمتت قليلا ليرفع وجهها نحوه ويكمل عنها كنت واعد نفسي اني قبل ما تخلص المده اكون زارع حبي هنا وأشار باصبعه نحو قلبها .
اخفضت عينيها بخجل فأكمل وهو يزيح خصلات شعرها التي انسدلت على وجهها تخفيه عمري ما كنت هسيبك ولا اطلقك انتي بنت قلبي اللي بتنفس هواها وعايش بقربها . رهف اوعديني نبتدي صفحه جديده ونرمي الماضي كله بحلوه ومره ورا ضهرنا
اغمضت عينيها وابتعدت عنه قليلا وقالت الماضي مقدرش انساه ولا اتخطاه انا لازم اخد حقي واعرف اللي حصلي ده كان ليه وازاي انا هتجنن من التفكير
عاصي شششششش حقك انا خدتهولك وكل مذنب اتعاقب
نظرت له بذهول ليقول اوعي تفتكري اني ممكن افرط بحقك تكوني مجنونه ومتعرفنيش لو افتكرتي اني سكت وسيبت حقك
رهف بصوت مرتجف يعني انت عرفت مين عمل كده
هز عاصي رأسه وقال ايوة وكل حد فيهم خد جزاؤه
رهف ودموعها تتسابق على وجنتيها مين وليه انا عمري ما اذيت حد
مسح دمعاتها وهو يهمس لها متعبطيش انا عارف قد ايه قلبك طيب ومأذتيش حد بس هما اللي كانت نفوسهم مريضه
نظرت له بتساؤل ليكمل جارتكم سعاد اللي كانت عاوزة تجوزك لابنها
فتحت عينيها باتساع غير مصدقه ما ينطق به ولكن بدأت تستعيد ذكريات لهذه الصديقه المخادعة والتي كانت دايما عندهم وبكل سهوله كان من الممكن أن تبدل الدواء وتذكرت حين رفضت ابنها و اصرار سعاد على ذكر صفاته ومميزاته امامها وهي تصدها
غير مباليه به
ولكن الطبيبه كيف
قال عاصي والدكتورة دي قريبة سعاد وصاحبتها وخدت فلوس بالمقابل
شعر الذي يرتجف وزادت شهقاتها نعم هو ملاذها وامانها وسندها بهذه الدنيا التي يملؤها الشړ والحقد يملأ قلوب ساكنيها
همس باذنها مټخافيش طول ما انا موجود
نظرت له بعينين حمراء من أثر دموعها وهمست له انا بحبك اوي
رمش بعينيه عدة مرات غير مصدق هل هو يحلم ام انها حقا قالتها
وهو يقول بصوت مرتفع وانا بحبك بحبك بحبببببك
تبدلت دموعها لدموع فرحة وبدل شهقاتها المتألمه اخذت تضحك بصوت مرتفع تشعر بذلك الذي ينبض داخلها انه سيقفز من مكانه هذه لحظه السعاده التي كان بانتظارها كلاهما ليبدآ حقا صفحة جديده دون ماض دون أسرار دون حدود ولا خوف ولا شك
امسك يدها ليخرج ولكنه توقف وقال لها رهف انا عاوز اعترفلك بحاجة
وقفت وبدا القلق ينهش قلبها فقال بتلعثم يحاول ترتيب كلماته وهو يمسك يدها وينظر لعينيها بصراحه انا انا
رهف بهمس انت ايه
عاصي بسرعة قبل ان تخذله الكلمات وتنتهي هذه الفرصه انا مش فاكر ليلة امبارح
انتظر ان تنفعل او تبدي اي رد فعل مناسب للموقف ولكن رد فعلها ادهشه حين قالت مهو محصلش حاجة عشان تفتكرها
عاصي وهو يرفع حاجبه محصلش ازاي
مدت يدها لداخل حقيبتها واخرجت علبة المنوم ووضعتها بيده وهي تتجنب النظر لعينيه
تأمل الدواء وتأمل وجهها الذي اصتبغ باللون الاحمر وقال يبقى كده انا ليا عندك وحده ولازم اخد حقي عشان نتعادل ونبتدي من جديد
وصل عاصي و رهف القصر والفرحة تغمرهم وكانت هنالك سيدة يبدو الشحوب والكبر على ملامحها وما ان راتهم حتى اتجهت سريعا خلف السيارة ودخلت من البوابة و ما ان هبطا من السيارة حتى ركضت نحوهما وچثت سريعا تحت قدم رهف رجليكي يا بنتي تسامحي ابني وتسامحيني ابني بېموت ومفيش على لسانه الا اسمك
رفعها عاصي من كتفيها ونظر لها ليصدم حين عرفها فقال بتساؤل مش انتي.....
مش انتي سعاد
هزت رأسها ووجهها غارق بالدموع وامسكت يده وهي تشهق وتبكي
سحب عاصي يده ونظر ل رهف الواقفة مكانها متجمده لا تؤتي بأي حركة فقط عينيها مثبتة على سعاد التي تتناوب فيما بينهما وهي ترجوهما السماح
بحركة تلقائية أخفى رهف خلف ظهره بحماية ووقف كالسد بينهما وقال عاوزة ايه مش خلاص خلصنا
سعاد باڼهيار ابني اللي بيخلص ارجوك قولها تسامحه وانا هعملها اللي عاوزاه مستعده اعيش خدامه تحت رجليها
زفر بضيق وقال في ايه لكل ده انا مش خرجته من السچن
كانت رهف تستمع لكلامهم لا تعي ما الذي يحدث وما علاقتها بابن السيده سعاد فقالت وانا مالي ومال ابنك