الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

إمرأة العقاپ ل ندا محمود

انت في الصفحة 3 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز


بحبك ياروح عدنان 
جالت بعقلها جملة قالتها لها أسمهان ذات مرة ستظلين الأولى في كل شيء بالنسبة لعدنان لطالما حافظت على الصدارة ولم تخسريها ! 
في الوسادة حتى تختبأ من أشعة الشمس ولكن
دون فائدة فتحت عيناها وهي تزفر بخنق ثم نظرت إلى جانب الفراش الفارغ من ابنتها فقطبت جبينها ثم استقامت جالسة وهي تفرك عيناها لتزيح أثر النوم وترجع بخصلات شعرها الناعمة إلى خلف أذنيها ثم نزلت من الفراش وسارت إلى خارج الغرفة وهي تصيح منادية على ابنتها 

هنا ! 
لم تجد إجابة منها فكانت وجهتها الأولى نحو التلفاز فلم تجدها عادت و اتجهت نحو غرفة صغيرتها ولا يوجد لها أثر أيضا بها انقبض قلبها وبدأ الخۏف يتسلل لقلبها وزاد تدفق هرمون الادرينالين في جسدها حيث اندفعت تبحث عنها في باقية المنزل وهي تصيح بارتعاد 
هنا هنا !!!
الفصل الثاني 
انقبض قلبها وبدأ الخۏف يتسلل لقلبها وزاد تدفق هرمون الادرينالين في جسدها حيث اندفعت تبحث عنها في باقية المنزل وهي تصيح بارتعاد 
هنا هنا !!!
بينما هي تمر من جانب الشرفة لمحت شيء بالحديقة فعادت مرة أخرى ونظرت من النافذة وإذا بها تجد ابنتها مع حاتم ويلعبون معا أصدرت تنهيدة حارة بارتياح
ثم ابتعدت عن الشرفة واتجهت لتغادر المنزل بأكمله وتقترب منهم وهي على وجهها ابتسامة معاتبة فنظر لها حاتم وقال بإحراج 
عارف إننا اتخانقنا إمبارح أو هي متعتبرش خناقة بس حبيت أجي واعتذر منك لو ضايقتك 
ضحكت باستهزاء ثم اقتربت ونكزته في كتفه
وهي تقول بمداعبة 
مفيش زعل بينا ياحاتم مقدرش ازعل منك أصلا ثم انك فسرت نظرتي غلط أنا ببصلك كدا لأنك جيت ومصحتنيش واخدت هنا وبتلعبوا انت وهيا هنا وأنا لما صحيت وملقتهاش جمبي اټخضيت 
غمز لها بعيناه في مغازلة صريحة وهمس 
سلامتك من الخضة ياجميل أنت !
كبحت ابتسامتها الخجلة من الظهور وضړبته على ذراعه بخفة تهتف في جدية شبه مصطنعة 
احترم نفسك 
خرج صوت هنا وهي تقول بتذمر 
ماما أنا جعانة 
انحنت عليها جلنار وطبعت قبلة على شعرها وهي تهتف بحنو امتزج بالمزح 
حاضر ياحبيبتي هروح احضر breakfast بس عمو حاتم مش هيفطر معانا 
احتجت الصغيرة وتشبثت بقدم حاتم وهي تقول پغضب 
لا هيفطر معانا 
قهقه حاتم وقال ضاحكا 
ظهر الحق عشان بتأجي عليا ياظالمة ده أنا حتى غلبان اخص على الندالة اخص هي مفيش غير البنت هنا دي حبيبتي
ثم رفعها من على الأرض وحملها ليلثم وجنتها بحب فتتعالى ضحكات جلنار وتتركهم وتتجه للداخل حتى تقوم بتحضير الفطار بينما حاتم نظر لهنا وقال يترقب 
يعني إنتي عايزاني أقعد 
هزت رأسها بإيجاب في ابتسامة جميلة فيقول هو بحزن مزيف 
انا بقول امشي افضل بكرامتي لاحسن مامتك تطردني
ظهر الغيظ على ملامح هنا الطفولية لتقول بلهجة مٹيرة للضحك 
مش تمشي ياعاتم 
حاتم 
عتمتيني ليه يا ام لسان مقطوع عارفة يابت ما اسمعك بتقوليلي عاتم تاني لامسكك السلك 
أخفت هنا ضحكتها الخجلة بكفها وهي تضحك على سخطه ونطقها الخطأ لاسمه 
كان كل من آدم وأسمهان يجلسون على مائدة الطعام والصمت يغلف المكان من حولهم إلا عند نزول فريدة من غرفتها وهي ترتدي ملابسها تستعد للخروج فنظرت لها أسمهان باستغراب فتقول فريدة بابتسامة صفراء بعض الشيء 
أنا خارجة هشتري كام حاجة وراجعة بسرعة ياماما 
أسمهان بتعجب 
مش هتفطري طيب ياحبيبتي ! 
لا لا مش جعانة لما ارجع هبقى أكل 
ثم اندفعت مسرعة إلى خارج المنزل مما جعل أسمهان تحدق بها بريبة أما آدم فهتف ببرود وهو يلقي بقطعة خيار في فمه 
مش ملاحظة إن خروج فريدة زاد أوي الفترة دي وكل مرة بتخرج لنفس السبب هو
عدنان عارف بخروجها المستمر ده !!
رمقته أسمهان بتهكم ولم تجيب عليه بينما هو فاستكمل أسألته وهو يطرح هذه المرة السؤال بخصوص زوجة أخيه الثانية 
لسا مفيش أخبار عن
جلنار وهنا 
أسمهان بصيحة عڼيفة 
متجبليش سيرتها يا آدم أنا مش ناقصة حړقة ډم على الصبح 
ابتسم بسخرية وهب واقفا دون أن يكمل طعامه ثم قال بنظرة ممېتة 
هتفضلي كدا دايما يا أسمهان هانم مش بتقتنعي غير باللي على مزاجك ولعلمك بقى فريدة فيها حاجة مش مظبوطة وصدقيني لو طلع اللي في دماغي صح مش هسكت
انتهت كل حلوله للوصول إليها ولم يعد يعرف كيف يصل إليها بعد محاولات لا تعد من كثرتها وجميعها باتت بالفشل 
وقرر بالأخير أن يلجأ للورقة الأخيرة وهي صديقتها المقربة لعلها تكون تعرف مكانها وتخبره ترجل من سيارته أمام مقهى صغير ومعروف ملكا لها ثم قاد خطواته إلى الداخل ووقف بين الطاولات ينقل نظره بين الجميع يبحث عنها حتى وجدها تقف مع أحد العاملين بالمكان فتحرك نحوها حتى وقف خلفها وهتف بصوت
رجولي قوى 
ازيك يا هبة 
التفتت بكامل جسدها للخلف
مڤزوعة على أثر الصوت وبمجرد ما وقعت عيناها عليه تمتمت بدهشة 
عدنان !
أنا كنت جاي اسألك لو تعرفي حاجة عن جلنار هي ملهاش اصدقاء غيرك تقريبا 
ارتبكت بشدة وهمت بالابتعاد عنه وهي تقول بعجلة 
معرفش حاجة عنها
أمسك برسغها قبل أن تذهب وقال بحدة 
هبة إنتي قريبة من جلنار جدا وأكيد هتكون قالتلك حاجة قبل ما تختفي أو يمكن لسا بتتواصل معاكي كمان 
حاولت إفلات يدها من قبضته وهي تقول باضطراب 
قولتلك معرفش عنها حاجة ياعدنان وسبب إيدي لو سمحت 
الټفت عدنان برأسه ينظر للزبائن التي بدأت تلاحظ الوضع المشحون بالتوتر بينهم فجذبها من ذراعها عنوة إلى خارج المقهي وهتف بشبه صيحة وهو يضغط على ذراعها بقوة 
قولي اللي تعرفيه ياهبة 
تأوهت پألم وقالت بسخط ونبرة مرتفعة 
سيب إيدي أنت اټجننت !! 
ترك يدها ورفع كفيه لأعلى كدليل على أنه لن يلمسها مجددا ثم قال بنظرات مشټعلة 
اديني سبتها أهو يلا اتكلمي 
أجابته بنظرات مستاءة وهي تدلك ذراعها موضع قبضته المؤلمة عليه 
معرفش غير إنها برا مصر وهي مقالتش ليا حاجة غير ده وآخر مرة أشوفها أو اكلمها كان قبل ما تسافر ومن وقتها معرفش عنها حاجة خلاص عرفت وياريت بقى متجايش تاني الكافيه عندي
ثم تركته ودخلت إلى المقهى مرة أخرى بينما هو فأخذ يطرح الأسئلة
على ذهنه بحيرة ودهشة كيف خارج مصر
وهي ليس لها أثر في سجلات المطار نهائي 
وقفت أمام المعرض مترددة اتستمع لنصيحة خالتها أم تستدير وتعود مرة أخرى من حيث أتت رؤيتها له تثير الكثير من العبث في نفسها المتيمة به 
منذ سنين وهي تعاني من عڈاب الهوى ولا تتمكن من الاعتراف أو حتى الأقتراب منه كلما تأخذ خطوة وتبرر أنها ستتقرب منه أكثر لعله يشعر بمشاعرها تجاهه خجلها يرجع بها للخلف ألف خطوة لكنها هذه المرة عزمت على أن تتخلي عن هذه الخجل أو ربما القليل منه ! 
رأته وهو يخرج من المعرض فارتبكت واستدارت فورا متخلية عن قرارها ولكن صوته الهادئ وهو ينده عليها جمدها بأرضها 
زينة ! 
لعنت نفسها ألف مرة وهمست بندم 
يارتني ما سمعت كلامك ياخالتو 
أخذت نفسا عميقا ثم استدارت له مرة أخرى بجسدها وانتظرته حتى اقترب ووقف أمامها لتهتف متلعثمة كالعادة 
أااصل أصل أنا ك كنت معدية بالصدفة من قدام المعرض وقولت ادخل اسلم عليك بس خۏفت تكون مش فاضي ولا حاجة فكنت هرجع تاني 
أجابها آدم ضاحكا 
لا فاضي تعالي ادخلي هفرجك على التجهيزات اللي خلصت ونقعد نشرب فنجانين قهوة مع بعض 
زينة بابتسامة متوترة 
مبحبش القهوة ! 
آدم 
خلاص هنشرب شاي يازينة ادخلي يابنتي مالك متصنمة كدا ليه ! 
سارت معه للداخل باستحياء ثم بدأ هو يعرض عليها ويريها كل مكان بالمعرض وكل لوحة سيتم عرضها وهي تتابع فقط بصمت وتكتفي بكلمة واحدة على كل شيء تراه من فرط خجلها جميلة ! 
لم يكن آدم بأحمق حتى لا يفهم مشاعرها تجاهه ولكنه كان يتصرف بطبيعية تماما وكأنه لا يدري بأي شيء 
في أمريكا 
غربت الشمس وحل الظلام وكانت جلنار تجلس مع ابنتها على الأريكة أمام التلفاز يشاهدون أحد أفلام الأطفال المحببة لهنا لكنها لم تكن في حالتها المعتادة عندما تشاهد هذا الفيلم حيث كانت تجلس بجوار والدتها وتضع كفها أسفل وجنتها وعيناها معلقة على التلفاز دون أن تظهر أي تعبير وجه أو تفاعل فقط العبوس يستحوذ عليها 
كانت جلنار تلقى نظرة عليها كل آن وآن قلبها ېتمزق ألما كلما تراها حزينة هكذا من فراق أبيها وشوقها له وبنفس اللحظة تخشي أن تتصل به فيعرف مكانهم الهروب ليس من شيمها أجل لكن حين يتعلق الأمر بصغيرتها هي على استعداد أن تفعل أي شيء من أجلها 
حين يتصرف الولدين بأنانية وعدم حكمة ورزانة يكون الضحېة الوحيدة بينهم هو الطفل 
وهذا ما حدث بالضبط كل منهم فكر في طريقة تروق له حتى يكون مع صغيرته ولم يفكروا بماذا تريد هي وكانت النتائج هكذا تجلس الطفلة
حزينة تعاني من اشتياقها لأبيها ولا تقوى على فعل شيء سوى الاستماع لحجج والدتها الواهية في غياب أبيها عنهم وابتعادهم عن منزلهم لكل هذه الفترة الطويلة ! 
تنهدت جلنار بعدم حيلة واقتربت من ابنتها تقول بخفوت 
هنا هنكلم بابا بس بشرط 
تهللت أساريرها فورا وقالت بفرحة غامرة 
إيه هو 
مش هنقوله احنا قاعدين فين لأن كدا المفاجأة اللي احنا عاملينها ليه هتبوظ 
هنا باستغراب 
مفاجأة إيه 
أجابت جلنار بابتسامة عذبة 
مش بابا عيد
ميلاده قرب احنا هنعمله مفاجأة حلوة وهنرجع البيت في يوم عيد
ميلاده عشان يتفاجيء بينا لكن لو قولناله مكانا هياجي هو والمفاجأة هتبوظ
وثبت الصغيرة فرحا على الأريكة بمجرد سماعها لجملة والدتها حول عودتهم القريبة إلى منزلهم الأصلي وقالت بإيجاب في ابتسامة ماكرة وهي تغمز لها 
مش هنقوله 
أمسكت جلنار بهاتفها وطالعت صغيرتها بابتسامة متوترة بدأت دقات قلبها تتسارع وصوت بعقلها يلح عليها بطريقة مرهقة للأعصاب تراجعي لا تفعليها !! ستندمين صدقيني كانت على وشك التراجع بالفعل لكنها لم تفعلها على آخر لحظة فقط من أجل صغيرتها التي تتحرق شوقا لمحادثة والدها بعد غياب شهرين وربما حتى هي التفكير بأنها ستحادثه بعد كل هذا الغياب أربكها 
كان عدنان بمكتبه الخاص في المنزل يمسكبالدموع كانت دمعة تقف على أعتاب جفنيه وما منعها من النزول سماعه لصوت رنة مميزة خرجت من هاتفها كانت رنة أحد تطبيقات السوشيال ميديا ضيق عيناه بريبة وأمسك بالهاتف يحدق في اسم المتصل بدهشة حيث كان الملف الشخصي الخاص بزوجته رفرف قلبه بتلهف امتزج بالڠضب المدمر وأجاب فورا بصوت جهوري 
جلنار أااا 
توقف عن الكلام ودخلت السکينة لصدره وكأن الحياة أعطته فرصة جديدة ليحيا وهو يستمع لصوت فتاته وهي تهتف بفرحة
وحشتني أوي يابابا 
لاحت الابتسامة الأبوية والحانية على شفتيه ليحيبها بصوت ضعيف بعد أن تلألأت العبرات في عينه 
وإنتي كمان ياهنايا وحشتيني أوووووي عاملة إيه ياقلب بابا إنتي كويسة 
أخذت جلنار الهاتف من على أذنها وضغطت على زر فتح محادثة الفديو ثم أعطتها الهاتف مرة أخرى وهمست في أذنها بصوت
منخفض 
قوليله افتح الفديو
يابابا 
قالت هنا بحماس طفولي وصله في صوتها تردد ما قالته لها والدتها 
افتح الفديو يابابا 
انزل الهاتف من على أذنه فور سماعه
 

انت في الصفحة 3 من 86 صفحات