غمزه الفهد حب بالمصادفه ياسمين الهجرسي
انت في الصفحة 21 من 21 صفحات
السلامه ياأبوالفهود
زفر بتعب واستدار يدلف للداخل يرى ما فى جعبة الضابط فهو لم يرتاح لكلماته أحس أنه يوارى بعض الأشياء
فتح فهد الباب هاتفا
آسف اتأخرت علي حضرتك
قالها وخطى يجلس علي كرسى المكتب
الضابط أردف
لا أبدا عادى أنا يدوب لسه مخلص قهوتى
حك ذقنه وقطب حاجبيه قائلا
تفتكر مين اللي ممكن يعمل كده
أنا لسه راجع من السفر وفعلا مفيش لينا أعداء وحضرتك عارف الكلام ده كويس جدى ووالدى مشهود ليهم بالنزاهه
تطلع له باستغراب وتابع
ليه بتقول كده مع أنه برا حضرتك قولت أنه ماس كهربي
الضابط بمهنيه
ده عشان اللي شغالين في الفيلا لو فيهم حد هو اللي عملها او شريك فيها ياخد الامان بس الچرح اللي في حصانك الخاص بيقول أن في حد قاصد يعمل ده بس للاسف مفيش أي دليل عليه
بس احنا لسه بنجمع الخيوط والتحقيق هيبقي سرى عشان نحاول نكشف مين اللى ورا اللى حصل ودلوقتي ممكن والدك عشان اخد اقواله وريان شكله مش موجود ياريت تبلغه يجيني بكرا النيابه عشان أقفل المحضر
صډمه احتلته بعد كلام الظابط والذى أكد ظنه من البدايه
هز فهد رأسه قائلا
حاضر ثواني أندهولك
استأذن منه واستقام يخرج ينادى والده ولج لغرفة جده ألقى التحيه وسأل على صحة جده
الحمد لله نايم فين الأدويه بتاعته
رد فهد
أنا هبعت الغفير يجيب الأدويه بس الضابط عاوز يسألك كام سؤال
نهض سعد يغادر قائلا
خليك معاهم عشان لو احتاجوا حاجه
هز فهد رأسه يطمأنه واستدار يهاتف أمه بحنو
ماما لو سمحتي أكلي تيته أي حاجه عشان شكلها تعبان
هنيه بحب
عيوني يا حبيبي أنا قولت ل بهانه تحضر الأكل وهأكلها وأنت كمان خلص مع الظابط وهات الأدويه لأن أبوك شكله هو كمان تعبان بس بيكابر من ساعة ما خرج من المكتب بعد حفلة المحافظ وهو شكله متغير
عيونى ياست الكل متقلقيش ياأمى كله هيبقى تمام بابا قوى بس هى شوية زوابع وهنخلص منها قريب
ذهب لمخدع جدته وجثى أمامها قائلا بحنو
كده يا حجه راضيه معقول في حاجه صغيره تهزك كده يا جدتي
مسدت الجده على يده برضا بقضاء الله هاتفه
مفيش حاجه يا فهد أنا بس قلقت علي جدك
جدى جبل يا كبيره عيله الراوى إن شاء الله هيقوم أحسن من الأول
تابع بود
محتاجه مني حاجه يا جدتي
الحجه راضيه بحب
ربنا يرضي عنك يا فهد يا كبد جدتك
فهد باستأذان
عن أذنك يا جدتي
غادر الغرفه ينادى على الغفير هريدى هرول له بطاعه قائلا
أمرك يا فهد بيه
فهد بأمر
هز هريدى رأسه بطاعه
أمرك يافهد باشا رهوان وهكون هنا تركه مهرولا ليأتى بالأدوية
فى نفس الأثناء خرج سعد من غرفة المكتب يجاوره الضابط هتف يودعه
اتفضل ولو عرفت حاجه هبلغ حضرتك
أجابه الضابط
إن شاء الله مع السلامه
استدار سعد ليشاهد فهد يخرج من غرفة جده هتف بتساؤل
جدك لسه نايم أصلي قلقان عليه
عقب عليه فهد بود
آه لسه نايم متقلقش يابابا إن شاء الله جدى هيقوم زى الحصان
وتابع يبتسم بدعابه
ويتجوز كمان علي كبيره االبلد الحجه راضيه
فلتت ضحكات سعد
دى جدتك كانت تقوم الحړب العالمية الثالثه
استرسل باهتمام
المهم طمني علي حصانك حصله ايه بعد ما نقلته عند الدكتوره
حاول فهد طمأنته
ده نصيبه يا فهد ونصيبك انت كمان انا خاېف عليك انت من زعلك
عليه بس
عقب فهد
إن شاء الله ربنا كبير ومش هضطر لكده الدكتوره دى شكلها شاطره
باستحسان هتف سعد
إن شاء الله خير
قاطعتهم هنيه
يالا عشان تتعشوا
أجابها فهد بإرهاق
أنا آسف محتاج أنام جعان نوم وراحه وبكره ربنا يسهل أشوف الخړاب اللي حصل في المزرعه هحاول أنام عشان أعرف أروح الصبح أطمن علي صخر ولو حصل حاجه صاحينى
تابع برجاء
عشان خاطرى ياأمى صالحي فجر قبل ما تنام عشان متنمش زعلانه
ابتسمت هنيه بحب
هما ناموا بكره أصالحها
أكملت بأمر
اطلع نام وأنا هبعتلك الأكل
فوق ومتقولش لأ
هتف فهد بطاعه
خلاص هاتي الأكل أخده معايا عشان لو نمت محدش يقلقني
اومأت له بحنو ودخلت تعد له وجبه خفيف وكوب لبن يساعده على الاسترخاء
أخد منها الاكل هاتفا
تسلم أيدك يا ست الكل أنا هظبط المنبه عشان أبقى اطمن علي جدى
أجابه سعد مقاطعا
لا يا حبيبي احنا كلنا هنبات معاه ارتاح أنت جيت من السفر ومطبق بقالك يومين بسبب اللى حصل
استدار سعد وهنيه يدلفوا لغرفة الحج الراوى ليقضوا ليلتهم معه حرصا منهم على سلامته
هتفت الحجه راضيه باعتراض
خد مرتك ياسعد واطلع أوضتك معيزاش حد معاى أنا زينه وابوك زين ولو جد جديد هنادم عليكم ياولدى اطلع ريح جتتك فى فرشتك أنت التعب ظاهر عليك بزياده وبكرا يوم طويل عشان تشوف حال المزرعه والفلاحين فهد لسه جاى مش هينفع تسيبه بطوله
أنهت كلامها تحدق فى هنيه بنظرات مطوله ذات مغزى فهمت
عليها مقصدها
اقتربت هنيه من سعد تمسد على ظهره هاتفه
الحجه عندها حق انت من قبل اللى حصل وانت تعبان تعالى نطلع والصباح رباح كل حاجه هتبقى تمام
تنهد بارهاق يوافقهم الرأى مردفا
تمام ياحجه التليفون جانب راسك اى حاجه رنى عليا هتلاقينى تحت رجليكى
دعت له الحجه راضيه بهدوء البال وصلاح الحال استودعوهم فى حفظ الله وغادروا
فى حين هو
والمقصود به إصابة صخر فعلة خبيثه الغرض منها إيلامى لمعرفتهم الشديده بمدى تعلقى به
تهمهم بسخريه
الأصابع الخفيه بدأت اللعب من أول وهله لرجوعى بغتينى بوضع العثرات فى طريقى لتنالى منى وتشعرينى بعجزى فى مقاومتك وردعك
بإصرار شحذ عزيمته
هيهات لم أعد الطفل الصغير ضعيف البنيان ما حدث فى الماضى لن أسمح أن يكرره الزمان افرحى قليلا انتظارك المزيف وأهلا بك فى چحيم اليتيم
قبض على الباب يفتحه پغضب وضع صينية الطعام على المنضده ووقف يضع يده بخصره يزفر أنفاسه بضيق خلع عنه ملابسه إلا من بعضا منها ذهب لمخدعه يتسطح ليسطع بذهنه عدم تواجد أخيه سؤال راوده أين هو من هذه الكوارث التى حطت على العائله اعتدل قليلا وجذب هاتفه يحاول الاتصال به أدار الإتصال عدة مرات كلما حاول يأتيه الرد رنين طويل يتصاعد لنهايته بدون إجابه زفر بملل التعب والإرهاق أخذ منه الكثير اليوم منهك الجسد عينيه بها نعاس لا يقاوم ولكن لابد من طريقه للتواصل مع هذا المستهتر عبث بتطبيق الواتس آب يكتب له رساله لعل عندما يستفيق يقرأها بدأ يكتب ورأسه تترنح بثقل عينيه ترى الأحرف متداخله وأخيرا فاز جسده وغلبه النعاس ليسقط الهاتف من يديه دون إرسال الرساله
سقط على الفراش بجسد منهك يغط فى النوم وكل ما يردده ذهنه الهلاك لهذه الروح الشريره التى استوطنت العائله وآن الأوان لمقاومتها
يتبع
الجديد برونق مختلف أتمنى ينول اعجابكم
غمزة الفهد حب بالمصادفه
ياسمين الهجرسي
البارت العاشر
غمزة الفهد حب بالمصادفه
ياسمين الهجرسي
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
انتصف النهار وهى تجلس على وضعها شارده فى نقطه وهميه تسرح مع ماضيهم وأشياء تتراكم قى أعماق قلبها قرار اتخذته بعاطفيه كان نتاجه أن العائله ټنهار بالبطئ إن فتحت مجال للبوح به ستمطر سماء بيتها غيث يحصد الأرواح لن يجدى معه سد من الكلمات أن يوقف سيلها تفكيرها منصب على أنه حانت بداية النهايه لكشف مستور متوارى منذ سنوات يعتمل قلبها جمر خوف على من أحبتهم تحاسب نفسها الآن عندما أيقنت أن الماضى الذى استوطن بيتها تحول لغول يلتهمهم ولعتمة ليل حالك تبتلعهم
زفرت نفسها تكتمه بجوفها عندما طل عليها ابنها يدلف بخطى متهدله حزينه استرخت ولانت ملامحهما تحاول مواساته فى محنته
دلف سعد بعد عناء للاطمئنان على العالمين في المزرعة وجد والده الحاج الراوى والحجه راضيه
يجلسون في حديقة الدوار يستنشقوا بعض الهواء النقي لعله يساعده على الشفاء سريعا القي عليهم التحيه وانحني يقبل كف يدى والده واقترب من والدته طبع قبله على مقدمة رأسها وجلس معهم مهموم ملامح وجهه لا توحي غير بالقلق
وضعت الحجه راضيه يدها علي كتفه هاتفه
مالك يا جلب أمك الهم راكبك ليه يا والدى اللي له تمن فداكم يا والدى
ابتسم لها ابتسامه هادئه هاتفا
تعرفي أن دا هو اللي يزعلني بردو ياما أنا اللي مزعلني أن ده حصل بعد ما فهد رجع خاېف يكون فى حد قاصد يوصلي رسالة معينة
اعتدالت في جلستها ترفع زراعها المزين بأساور الذهب تلوح بكف يدها علي المكان من حولها قائلة
مين اللي يقدر يهوب ناحيه أرض الراوي ده الطير الغريب ېخاف يطير فوق أرضنا تقول في حد وازه شيطانه يعملها متخافش يا والدى الكل عارف أنك ماسك الناحيه بأيد من ڼار وأيد من اللين يعني لو نص البلد پتخاف النص التاني بيحبونا سبها علي الله يا والدى ومتشلش هم
هز رأسه قائلا
ربنا ما يحرمني منك يا حجه ريحتي قلبي
ابتسمت له وهي تتهرب من نظارات زوجها لها هي تعلم معني هذه النظره أنه يشك بأمرها
رفعت نظرها وجدت مكيده تقف تشاهدهم من شرفه غرفتها حدثت نفسها
ما هو اللي أنا سكت عليكي زمان كان خۏفي من غدر تصيبي بها حفيدى يا بنت الأبلسه لكن ناويه تعيديه تاني مكنتش عامله حضڼي وكر أفاعي ليكي تعيشي فيه عشان تبقي تحت عيني وجايه دلوقتي توجعي قلبي اصبري عليا يامکيدة أما وريتك النجوم في عز الضهر مبقاش ست ناسها يا واكله ناسك
حول نظره لوالده هاتفا باستعلام
الظابط جالك ياحج عشان ياخد أقوالك
أجابه الحج الراوى بنبره متعبه
آه يابنى جه أخد أقوالى أنا وريان
أومأ له بتفهم تنهد بتعب واستقام يغادر معتذرا نظرا لأرهاقه واحتياجه للراحه
بينما الحج الراوى على نظراته يبادل الحجه راضيه باستفهام ماذا تخفى عنه أدارت وجهها للجهه الأخرى وتلعثمت هاتفه
هستأذن منك ياحج هدخل اشوف البنات جهزوا الغدا ولا لسه عشان تتغدى وتاخد علاجك
لم تمهله الرد ونهضت تخطو للداخل حتى تقطع عليه نظرات التساؤل فهى لو أباحت الآن بما يختلج صدرها حتما ستكون العواقب وخيمه
بعدما انتهى
من استجاوب الضابط صعد غرفته كالثور الهائج هيئتها المتبجحه الرافضه له لا تبارح ذهنه طنين صڤعتها لازال يصفر بأذنيه وهج وجنتيه يضرم ڼار فى صدره يود الفتك بها أطاح بكل
ما تقابله يده أرضا حتى عثر على حقيبة الهدايا الخاصه بأخيه زاد صراخه وغضبه ليلقى بها على آخر زراعه لا يعطى لها أهمية فبالأخير هو يلقى كل اللوم على أخيه فيما هو عليه الآن زاد إصراره على الاڼتقام منها وبداخله يعزز فكرة معاقبتها على رفضها والتقليل منه عقله يشتعل بفكره واحده أنه مرفوض من الجميع لا أحد يرحب به فى حياته هل أنا نكره
لهذه الدرجه الكل ينفر منى حتى من كان ملجأى فى يوم من الأيام خذلنى إلى هنا ظنه السئ هداه إلى فكره شيطانيه أخذ هاتفه وأدار
اتصال بعامل المزرعه التى زوجته وضعت مولودها أثناء الحريق
تحدث بغطرسه
عاوز سبوع البلد كلها تتكلم عليه طبل وزمر وهيصه عاوزه يسمع البلاد اللي حوالينا
العامل بفرحه
ربنا يباركلك ياريان باشا الفلوس اللي حضرتك ادتهالي هتكفي سبوع عشر ليالي
أغلق العامل الهاتف وهو لا يعلم نية ريان الخبيثه بينما ريان ابتسم بشړ قائلا
أما وريتك يا بوسي وكسرت مناخيرك
انتهى دوام الفتيات وحان موعد رجوعهم للبيت كلا منهم عادت ولكن بداخلها مشاعر مختلفه غمزة حيره من أمرها بشأن معاملتها المندفعه مع فهد وبسنت قلق متخوفه من رد فعل ريان على صفعها له
تصادف الاثنتان على باب البيت تبادلوا التحيه مرتدين قناع الراحه لموارة ما يقلقهم استقبلتهم أنعام بابتسامه عذبه وهتفت بحنو
ماشاء الله بناتى الحلوين جايين مع بعض يامحاسن الصدف يالا ياقمر منك ليها ادخلوا غيروا الغدا جاهز يادوب يتحط عالسفره
أومأ لها الفتيات بهدوء ودلفوا لتغيير ملابسهم
بما انها ساعة الغداء فالجميع متواجد على السفره فدوما عزت وأنعام يحرصون على تناول هذه الوجبه سويا للحفاظ على روح الترابط الأسرى بينهم
فى المطبخ لاحظت أنعام شرود كلا من غمزة وبسنت هتفت قائلا باستفهام
مالكم يابنات شكلكم مش عجبنى فى حاجه حصلت النهارده
سريعا هتفت غمزة
أبدا يامامتى مفيش حاجه بس چرح أيدى شادد عليا
عقبت عليه أنعام بحب
يابنتى انا قولت لك ريحني النهارده أنتى اللى أصريتى تنزلي عشان خاطر الحصان اللى بتعالجيه عموما اتغدى وادخله ارتاحي شويه
استدارت ل بسنت هاتفه بريبه
وأنتى يابسبس أيه حكاية سرحانك
تلعثمت وأجابة كاذبه
مفيش ياماما فكرة تصميم محيرانى شويه
هموا يحملو الأطباق يضعوها على السفره وكلا منهم أخذ مكانها يتناولوا طعامهم بهدوء يتجاذبوا أطراف الحديث عن يومهم وما حدث به
صدح صوت عزتيسألعبدالله
أيه أخبار عنبر تسمين العجول سمعت من بسنت الصبح أنه كان فى مشكله وانت نزلت بدرى لما اتصلوا بيك
أجابه عبدالله
لسه مش مبين حاجه ياحج خدنا عينات للمعمل نشوف أيه سبب المشكله اللى صابت العجول ربنا يلطف خساير الراوى كتير اوى اليومين دوول
عقب عليه عزت
ربنا يجيب العواقب سليمه
مضى الوقت وانتهى الغدا واستقام كلا لوجهته ومازالت أنعام تتجول بعينيها بين الجميع والقلق يأكلها على ابنتها من حالة الشرود التى بها
انفردت بها جانبا وهتفت بقلق
خليكي فاكره عماله أقولك مالك من ساعه ما رجعتي وأنتى مش راضيه تحكي
أجابتها بسنت بتوتر حاولت اخفاؤه
مفيش حاجه يا ست الكل أنا مرهقه من الشغل مش أكتر
تركتها وفرت من أمامها ولكن قلب الأم لم يرتاح للاجابه دعت الله أن يحفظها بحفظه وغادرت ترتاح قليلا
بعد عناء العمل طيلة اليوم
أحداث كثيره مرءت طيلة الأسبوع ذهاب فهد لعيادة غمزة للاطمئنان على حصانه وبنفس الوقت المعامله برسميه قدر المستطاع حاول أن يغلف نفسه بها ليحجم اندفاعها وفى المقابل غمزة تتاكل غيظا منه بسبب بروده معها
بينما ريان رابط فى البلده
لم يبرحها لسهراته ولكن شغله الشاغل مراقبتها عن بعد كلف أناس لمراقبتها وإرسال معلومات شامله عنها بشغف يدرس تفاصيل يومها وتعاملتها بها شئ يجذبه لها كالمغناطيس مسحور بتفاصيلها كمن ندهته النداهه بحكايات القصص قديما يكاد يجزم أن خلاصه على يدها شعور يراوده أن هى من سيرسلها القدر لانقاذه وإعادة ترتيب حياته
ولكن بداخله اضطراب وتذبذب قاټل
من أقصى اليمين لأقصى الشمال إزدواجية مشاعر وأفكار تخبطات كثيره يحبسها داخله اختلال نفسى يمنعه من إدراك هوية مشاعره وضبط سلوكه وكأنه متلبسه شخصان أو بالأدق لديه انفصام شخصيه شخص ودود محب عشقها من الوهله الأولى يعطيها كل الحق فيما فعلت فهى بالاخير أنثى حره لها الحق فى الدفاع عن سمعتها وشرفها والآخر شخص عڼيف دموى ناقم على حياته يود الاڼتقام ثأرا لفكرة أنها رفضته وكأنه شئ نكره لا يزن شئ دوما إحساسه بالتهميش والتقليل من شأنه هى المسيطره على تفكيره وعند هذه النقطه تلبسته شياطين الشخصيه المضطربه سيئة المزاج متقلبة المشاعر ليصر على ما عزم عليه مهما كلفه الثمن
اليوم يحتفل عامل المزرعه بمولوده والذى يقام على شرف عائلة الرواى فمن مول الحفل ريان هو من قام بدفع كافة المصاريف فى الخفاء دعى العامل جميع فلاحين البلده بما فيهم الدكتوره غمزة التى أنقذت حظائر البهائم والدكتور أحمد الذى قام بتوليد زوجته وجميع أفراد أسرتهم ليتشاركوا معه فى فرحته بمولوده تزين سكن العمال بأبهى زينه من الأنوار والكهارب الملونه وصدح صوت الطبل والمزامير يدق بصخب فى جميع الأرجاء
فى السبوع يجلس فهد وأحمد وعبدالله بجوار بعضهم ويبعد عنهم قليلا ريان لتكون زاويته أمام بسنت
فى الجهه المقابله تجلس الحاجه راضيه وهنيه وزينه وفجر وغمزه وبسنت ولكن يغيب عن الاحتفال عزت وأنعام لاعتذارهم بسبب مرض عزت
يتبادل كل معجب النظرات مع من تخصه فى إنبساط مشاعر جديده
كلا منهم يختبرها لأول مره
عند عبدالله هداه القدر ليكتشف هوية من أحبها ودوما طيفها يزور منامه انها تلك الشقيه التى كان يراها بجوار أبيها وهى صغيره وكيف الآن فتاه يافعه تسحر نظر من يراها
فى حين أحمد يخطف النظرات لكتلة البرأه التى أمامه لتبادله هى النظرات بنفور هتفت لحالها أى معتوه هذا يفتعل حركات غير ملائمه لشخصيته وعند الإمساك به يتهرب بعينيه كالطفل الصغير أما عنه النظر لها يجعله يتصبب عرقا رغم برودة الجو فيتنحى جانبا بمقلتيه يستغفر ربه لاستباحته النظر إليها دون رابط شرعى
بينما فهد يتصيد لها النظرات والضحكات يتابعها بشغف رغم قناع البرود يتحين أى التفاته منها ليشاكسها لا يتعب من عناء التحديق أما هى نظراته تزيدها خجلا وتوترا لتتورد وجنتيها تكاد تنصهر من عينيه التى تخترقها
فى ظل هذا يوجد لدينا قنبله موقوته الهدوء الذى يسبق العاصف ريان وتدابيره الشيطانيه هل سيمرء فعلتها هكذا دون عقاپ فما جدوى كل تلك المصاريف على مظاهر الاحتفال الا اذا كان السبب الرئيسى الاڼتقام منها
أخرج هاتفه من جيب سترته وبعث رساله ل بسنت فحواها أن مكتبها أضرمت به الڼار
اقترب فهد منه بمرح يكسر حدة الجفى بينهم قائلا
مش هتقوم تنقط المولود وتفرح أهله أيه يا عم البخل ده
ارتبك ريان من
قرب فهد المفاجئ وکسى ملامحه التوتر خوفا من ان يكون شاهد الرساله سريعا دس الهاتف فى جيب بنطاله ولم يتفوه معه بكلمه واستقام يحى العامل ببضع ورقات من النقود ويتمايل بالتحطيب بالعصا
بينما فهد والشباب قرروا الرقص بالعصا استقاموا كلا منهم يتناول العصا للتحطيب أمام فهد يتبارزوا معه إذا ما كان متذكر لعادتهم الصعيديه أم سفره أنساه تلك المظاهر
الخيانه و الغدر مثل سکين حادة تقطع شرايين المودة والحب والثقة تحول الحياة إلى خړاب والقلب إلى خواء والروح إلى هشيم
وسط انشغال الجميع بالاحتفال بهدوء انسحب ريان يجلس جانبا يتابع ردت فعلها
أما عن بسنت أخدت الرساله بأيدى مرتعشه فنظراته منذ قدومها لا تبشر بخير تخوفت علي مكتبها وحدثها يخبرها أنه هو فاعلها افتعل حريق المكتب لينتقم منها لم تخبر أحد من أخواتها وتركتهم وهرولت والفزع يأكل روحها بلا رحمه
رأى هيئتها ليبتسم بفرح لنجاح مخططه الشرير للأسف هو من نسل حيه بارعه فى التخطيط الشيطانى توارى واستقام يغادر ورائها دون أن يراه أحد
قادت سيارتها سريعا وصلت فى وقت قياسى حاولت السيطره على أعصابها عندما شاهدت المنطقه هادئه ولا ټشتم أى روائح دليل على حريق صعدت مكتبها تتلفت يمين يسار الوضع آمن مستقر
زفرت براحه هاتفه
الحمد لله ده باينه مچنون هيفضل يهددني كده كتير
اقتربت تغلق الباب لتغادر وجدت من يضع قدمه يحيل غلق الباب دفع الباب بقوه ودخل عنوه تطلعت له بزهول أخذت تتقهقر للخلف والړعب يسيطر عليها
هتفت بسنت ونبرة الخۏف هى المتحكمه
أنت بتعمل أيه هنا يا مچنون أنا كنت متأكده أنك أنت اللي بتهددني
ريان بسخريه
أيه كان عندك شك أنى أنا هسيب حقي ده أنا البنات والنسوان بتبقي ھتموت عليه
انطلقت صړخة ألم وضعت يدها تتحسس جرحها شهقت بخضه وامتلئت عينيها بالدموع
هتفت بصړاخ
أنت واحد مريض ومش طبيعي أنت أيه ياأخي مبتخفش ربنا
بانفصام هتف ريان باستمتاع
اصړخي أنا عاوزك ټصرخي كمان نفسي الناس تسمعك وتشوفني عندك في مكتبك وأقولهم إنك جيباني هنا
إنهارت بسنت لمجرد الفكره وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها تهز رأسها بالرفض تطلعت له تستعطفه بأعز ما يملك
هتفت پذعر تستجديه
لا عشان خاطر اللي بتحبهم بلاش تعمل فيا كده أنت عندك أخواتك وپتخاف عليهم أكيد
بكائها ورجائها زاد من ريان بانتصاره بالتمتع بها أردف
أهلا بيكي في جحيمى يا منقذت الديب
هتفت بسنت بهستريه
أنت مچنون قالتها وهى تدفعه بعيدا عنها
وتابعت بنفور
أنت متخيل أني ممكن اخليك حتي ولو في احلامك
تقهقر للخلف سريعا أخذت تبحث عن شئ تحتمى به وتدافع عن نفسها من بطش غدره
تلوى ريان بصړاخ أثر ألمه من ضړبتها الغاشمه تدلى بنصفه للأمام وضم يحاول تهدئة جسده نظر لها بتوعد هاتفا بجبروت
أما وريتك يا روح أمك
قالها واعتدل قليلا
بقوى متهلكه أدركت استحالة أن يرحم ضعفها و يتركها دون أن يمسها بضرر هداه عقلها لفكره وقررت أن تتعامل معه بالعقل حتى يتثنى لها أن تخلص نفسها من شره
تنفست بعمق وأهدته نظرات مستكينه بنبره حاولت
أن تكون لينه لتخيل عليه خدعتها وهتفت بوداعه
سيب شعرى وأنا هريحك وأعملك اللي أنت عاوزه مش أنت عاوزني وأنا معنديش مانع لأني فى الآخر مش هقدر عليك
قالتها وأهدته ابتسامه تومئ برأسها هاتفه
صح أنا أضعف من أنى أصدك
حدق ريان بها پصدمه يتطلع لها باشمئزاز قائلا
كلكم زى بعض
قالها وترك شعرها ينفضه بعيدا عنه بتقزز
زفرت بسنت براحه لنجاح حيلتها وهتفت بزيف
الجديد برونق مختلف أتمنى ينول
غمزة الفهد حب بالمصادفه
ياسمين الهجرسي