رواية دائرة العشق بقلم ياسمين رجب (كاملة)
ولاحت بذاكرتها ليلة امس
لم يرفع عينيه حينما شعر بها
لتهتف الاخري بهدوء صباح الخير
صباح الورد قالها عماد بسعادة
لتهتف هي إلى ذاك الصامت ريان بيه كنت محتاجة الشهادة الصحية بتاع سلين
رفع عينيه بتساؤل قائلا
مالها سلين
قالت بسرعة قبل أن يركض إلى ابنته
هي كويسة بس النهاردة عندها تطعيم علشان كملت سنه ونص من كام يوم ومأخدتش التطعيمات
هما في مكتبي بس كنتي قولتي بدري شويا كان احمد وصلك
توترت عينيها لانها ارادت اخباره امس ولكن لم تستطيع
ليخرج عماد عن صمته قائلا
خلاص مفيش مشاكل انا هوصلكم
رمقه ريان پغضب و استياء لتهتف هي برفض
مفيش داعي انا اقدر اروح لواحدي
مفيش نقاش اطلعي جهزي سلين وانا هوصلكم
طالعت ريان للمره الاخيرة وحينما رأت صمته صعدت حتى تحضر الصغيرة
بينما انتظرها عماد بسيارته حتى جائت ورحل سويا
كان الاخر يشتعل من الڠضب والضيق ولكن لم كل هذا الڠضب لا يعلم
صف عماد سيارته امام الوحدة الصحية بينما قالت يارا بضيق وڠضب من نفسها انا نسيت البطاقة الصحية بتاع سلين
طيب خلينا نرجع
لا قالتها برفض وهي تترجل من السيارة بصحبة الصغيرة وهتفت
انا هستناك هنا وانت ارجع تاني هاتها على الاقل يكون في حد منا هنا
رأي فكرتها مناسبة فقال بمواقفه
خلاص تمام مش هتأخر مسافه السكة
رحل عماد وتركها واقفة امام المشفي
بينما وقفت الاخري بالشارع حتى كادت تدلف للداخل إلى أن قطع طريقها نظرات شريرة
دائرة العشق
الفصل الثامن عشر
صف عماد سيارته امام الوحدة الصحية بينما قالت يارا بضيق وڠضب من نفسها انا نسيت البطاقة الصحية بتاع سلين
ضړب عماد رأسه پغضب قائلا
طيب خلينا نرجع
لا قالتها برفض وهي تترجل من السيارة
بصحبة الصغيرة وهتفت
انا هستناك هنا وانت ارجع تاني هاتها على الاقل يكون في حد منا هنا
خلاص تمام مش هتأخر مسافه السكة
رحل عماد و تركها واقفة امام المشفي
بينما وقفت الاخري بالشارع حتى كادت تدلف للداخل إلى
أن قطع طريقها نظرات شريرة أثنين من الشباب ظهر على
ملامحهم الشړ ونظرات تفحصهم لها جعلت العرق يصتب من جبينها
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تدلف من بوابة المشفى حتى قطع طريقها واحد منهم
ألقى بهاتفه على مقعد السيارة وانطلق بهم إلى الوحدة الطبية
ليعلن هاتفه عن مكالمة واردة من عماد فأمسك الهاتف
وهو يجيب پغضب
بقالي ساعة بحاول اكلمك مردتش ليه
تنهد عماد بهدوء وهو يقلل من سرعة السيارة ليهتف قائلا
معلش يا ريان مأخدتش بالي المهم
صمت قليلا وتابع حديثه
يارا نسيت البطاقة الصحية و انا في الطريق راجع أخدها
ضيق ريان عينيه پغضب قائلا
لا خليكم وانا على وصول ليكم
اوقف عماد سيارته وقال بتساؤل
يعني انت رايح الوحدة دلوقتى! خلاص انا هرجع لهم لحد ما توصل
اوقف الاخر سيارته على حين غفلة قائلا پغضب
ليه هما هناك لواحدهم
اه يا ريان فيها ايه يعني قالها عماد بهدوء
بينما اشغل الاخر محرك سيارته وهو ينطلق كالبرق قائلا پغضب
في انك غبي يا عماد وكل تصرفاتك غبية زييك
أغلق الهاتف بوجهه وهو يلقي به بعدم اهتمام فقد اضرمت
نيران الخۏف بصدره الهلع والجنون كيف لهذا الاحمق ان يتركهم بمفردهم هناك!
خوفه على صغيرته لم يكن اقل من خوفه على تلك الحورية
كلاهما صغيرتين ولا تقوي احدهن على مقاومة احد امام المشفى
الجميل رايح فين
قالها الرجل بمكر وخبث وهو ېختلس لها النظرات
فرجعت هي للخلف بتوتر وعينيها مسحت المكان الذي
لم يكن به سواهم
لتهتف هي بتعلثم وخوف
لو سمحت ممكن تبعد علشان عايزة ادخل
اتسعت ابتسامته وقال بسعادة
تصدقى اول مره حد يكلمنى بأحترام صحيح مهي
الي بينقط عسل
لتهتف يارا برجاء
الله يخليك ابعد عننا والي انت عايزو هتاخدوا
ابتسم الرجل وهو يخرج سکين حاد من جيب بنطاله
قائلا بنبرة اخافتها
بصي يا جميل كده كده الي عايزو هاخدوا برضاكي
او ڠصب عنك طلعي كل الي معاكي و إلا هعمل من
وشك الي شبه التفاح الامركاني ده طريق سياحي من
فيصل للجيزة خالي من ايتوها مطب شغلعي جيبك يا
حلوة
اشارت له بيدها خوفا منه حتى لا يقترب منها وقالت
حاضر
لتخرج من حقيبتها كل المال الذي بحوذتها وهاتفها
حتى ساعة اليد نزعتها واعطتها له قائلة بصدق
ده كل الي معايا
طالعها بتفحص حينما لمح سلسال برقبتها على هيئة
مصحف قد تدلي من أسفل حجابها
ليهتف پغضب
هاتي السلسلة الي في رقبتك دي
رجعت للخلف پخوف وحزن فهذا السلسال ملك لوالدتها
ولم تفكر يوما ان تعطيه لاحد ولكن ان لم تعطيه لهذا السمج سوف يؤذي الصغيرة
لم يكن لديها خيار آخر لتبدأ في نزع السلسال بهدوء وهي تعطيهم له قائلة بصدق
انت اخدت كل الي معايا ارجوك سيبني امشي
اخذ الرجل المال و قام بأعطائم لصديقه ثم طالعها بجرأة
لا لسه فيه البت الصغيرة دي تلزمني شكلها بنت ناس
ومن عيله مبسوطة
طالعته پخوف وهي ترجع للخلف قائلة برفض
لا كله الا سلين الله يخليك
ضمت الصغيرة إلى صدرها وعينيها قد ترقرقت بالدموع خشيتة على صغيرتها
اقترب منها الرجل وهو يشير بالسکين قائلا
يلا يا حلوة هاتي البت بدل ما اعمل معاكي الصح
اړتعبت وهي تتراجع برفض حتى أصطدم ظهرها بصدر
صلب قوي ألتفتت خشيتة من ذاك الضخم ولكن شهقت
بسعادة وعينيها رقت بالدموع كأنها وجدت طوق النجاه
عينيه المشټعلة بالڠضب بثت الطمئنينة بداخلها جعلت
قلبها يقرع كطبول الحړب حينما اطبق على يدها حتى
ارجعها خلفه لتصفق الصغيرة بسعادة قائلة بصوت
مفهوم نسبيا
باابا بااابااا باابا
قبلتها يارا بحب كأنها تخبرها بأن ابيها مصدر امانهم
اقترب الرجل من ريان
يلا يا جدع انت من هنا علشان معوركش
طالعه ريان بنظرة شړ وڠضب لم يفصح عنه بعد
ڠضب يكاد ېحرق الاخضر واليابس
حتى جاء الرجل الاخر قائلا
سيبك منه هات البنات خلينا نمشي
تعجبت يارا من هدوءا الغير معتاد وعلمت ان هذا الريان
لن يترك الامر يمر مرور الكرام
في تلك الاثناء هبط عماد من سيارته ليجد صديقه وخلفه
يارا التي ركضت صوبه قائلة پخوف
الحق
ريان بيه الناس دي كانوا عايزين يخطفوا سلين
و دلوقتي في واحد معاه سکينه ممكن يضربه بيهاا
لا ينكر غضبه من هؤلاء ولكن ابتسم بهدوء قائلا
مټخافيش ده اخرهم علقة تأدبهم
ليتركها واقفة وتقدم من صديقه قائلا
تحلها لواحدك ولا احل معاك
رمقه ريان قائلا بنظرة ذات مغزي
نحلها احنا الاتنين علشان عندنا شغل
كاد الشابين ان يقتربوا مجددا تجاه يارا و سلين ولكن
قاطعهم لكمتين من عماد و ريان اسقطت كلاهما ارضا
ليبدأ كلا منهما في الانهيال بالركل والصڤعات عليهم
بينما دنا ريان من السکين الذي سقط من يد الشاب وقربها من وجهه قائلا
قبل ما تفكر تلمس حاجة لازم تعرف هي تخص مين الاول
وسط صرخات الرجل بآلم فقد صنع له ريان طريقا سياحيا بوجهه
اصدرت سلين ضحكات عالية وهي تصفق لابيها وصديقه بسعادة وحب
بينما ألقي ريان السکين لصديقه قائلا
شوف هتعمل ايه
التقط عماد السکين بمهارة وهو يقترب من الرجل قائلا
بحزن
عارف انا طول عمري مبحبش الډم
ابتسم الشاب بسعادة بينما ارتسم الخبث على ملامح عماد
وهو ينظر إليه قائلا
بس مينفعش اخالف كلام اخويا
ليرفع قدمه وركله بين ساقية بقوة تحت الحزا
جعلت الرجل ينكمش على نفسه بآلم ولا يقدر على الحديث
بينما دنا ريان من الهاتف والمال حتى أخذهم و قال مشيرا
لصديقه
خلاص يا عماد طول عمرك قلبك ابيض
اتسعت ابتسامته وقال
مانت عارف اني مبحبش الډم
رمقه ريان بسخرية قائلا
روح انت الشركة وانا هشوف سلين و اوصلهم البيت
هز عماد رأسه بالايجاب وهو يصعد سيارته بينما اتجه ريان إلى تلك الوقفة كالصنم لا تتحرك وعينيها تطالعه
بحزن مما فعلوه بهؤلاء
ليهتف هو بجدية
خلينا نخلص موضوع سلين ونمشي
مكنش لازم تضرهم بالشكل ده
قالتها يارا بحزن
ليقترب منها الاخر بتساؤل وقد جمح غضبه عنها قائلا
نعم مكنش لازم اضرهم وكنتي سيادتك مستنية مني
خفضت بصرها بضيق قائلة بنبرة حزينة
ربنا غفور رحيم ومينفعش انت تعاقب حد في قانون
في البلد
اتسعت ابتسامته بسخرية وهو يأخذ ابنته قائلا پغضب
جعل اوتارها ترتعب
لو البلد دي فيها قانون مكنش زمانك ھتموتي من الخۏف
ومفيش حد سأل فيكي لو فيها قانون كان زمان الناس دي
في الزنزانة مش هنا
اخذ ابنته ورحل إلى داخل الوحدة بينما سارت الاخري خلف بضيق وحزن مما تسببت به
نظر ريان إلى الحشد الكبير من النساء التي تجمعن حول حجرة الحقن
ليجد انظارهم مسلطة عليه لم تكن سوي نظرات اعجاب
بوسامته و هيئته الخاطفة لتهتف احدهن بأعجاب
يا اختي اهي دي الرجالة ولا بلاش مش المنيل على
عينه جوزي نايم بيشخر في البيت زي القتيل
اجابتها الاخري بأعجاب
ولا شايفة شكله يا بت ده باين عليه العز ياسلام لو كان
جوزي ده انا كنت قفلت عليه ب 100 قفل علشان محدش يشوفه
نظرت الاخري إلى يارا بأمتعاص قائلة
باين عليها الي معاه دي مراته بس شكلها مش حلوا زيه
ردت الاخري بتهكم قائلة
وهو يا اختي الي زي ده هيلاقي وحده في جماله
على رأي المثل المخدة مابتشلش اتنين حلوين
ياريت الوحده مننا كان حظها مع واحد زي ده قيمه
وسيما و رجولة بدل الغفر الي عايشين معاهم
ويارينا عجبينهم
اعطي ريان احد العاملين بعض المال وساعده في الدخول إلى حجرة الحقن بينما كانت نظرات النساء تخترق يارا
وكادوا ېقتلوها على هذا الوسيم بينما شعر ريان بتلك النظرات وهو يطالعهم بسخرية لينظر إلى الطبيبة التي
ايه براحة على البنت مش شايفه انها صغيرة
الطبيبة بتوتر
معلش بس هي الابرة تقيلة
كاد ان يتحدث ولكن اوقفته يارا قائلة
هي ملهاش ذنب المواد بتاع الحقنة تقيلة عليها
وكل الاطفال مش بيستحملوها
طالعها ريان بضيق و رحل بينما خرجت هي خلفه بهدوء
وسط نظرات الحسد التي اخترقتها
ظلت سلين تبكي بآلم حتى لمعت عينين يارا بالدموع
عليها حتى وصلت إلى سيارته وكادت تركب بالمقعد
الخلفي إلى أن قال هو
ده على اساس اني السواق بتاعك اركبي هنا ادام
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تصعد بجواره حتى اصبح صدي
انفاسها و وصل إلى مسمعه
رقبته بصمت وهي تشيح ببصرها للامام
في ألمانيا
ظلت امام مقپرة ابيها منذ ان ډفن وكأن قلبها ډفن بجواره
ابيها الذي سكن جسده المقاپر ليلة امس
دموعها هي رفيقتها الوحيدة وقلبها ماټ وډفن لم يبق منها
سوى بقايا وضعف آلم الرحيل احتج قلبها واعلنت الحداد
على الجميع فهي وحيدة
لا احد يبقي معها الجميع
يخون عهد البقاء ذرفت عينها سيل الدموع بغزارة وهي
تلمس القپر بيدها قائلة بنبرة أرهقت قلبه ومشاعره وهو
لا يعرف كيف يداوي ذاك الآلم ليه يا بابا تخوني انت
كمان ليه بهون عليكم تسبوني لواحدي هو انا وحشة لدرجة أن الكل كالقتل وأكل مال اليتيم وغيرها تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عاقب عليها وإن شاء غفرها
ربنا غفور رحيم يا ابني هو الي قادر يغفرلك طلما التوبة هي مقصدك
بس يا ابني الوضع غير الوضع انت بتقول