هادية بقلمي سارة مجدي
على صخور شطها يجثوا اسفل قدميها راجيا ان تبقا له الى الابد ولكن العقول تريد ان ترتاح هى الاخرى وتستقر .
مر اسبوع كامل على زفاف الأحفاد والسعاده التى تملئ ذلك الببيت الكبير .... كانت تعد اقداح القهوه كعادتها لكل العائله وكانت تدندن مقطوعه العملاق عمر خيرت قضيه عم احمد بانسجام شديد ليبتسم بعشق وليد بداخله يخشاه بشده لم تشعر به وهى ترفع من صوتها قليلا بالنغمات التى تحفظها عن ظهر قلب .... ليقترب وهو يصفر معها نفس النغمه لتلتفت اليه بابتسامه ناعمه بات يعشقها وقف امامها لثوانى دون حديث فاقا من سحر تلك اللحظه على صوت فوران القهوه ليضحك بشده وشاركته الضحك هى الاخرى استند على الطاوله الجانبيه وقال
رسمت على وجهها علامات البؤس والخۏف وهى تقول بلهجه صعيديه
يعنى نجول على نفسنا يا رحمن يارحيم .
ليضحك بشده وهو يقول
Oh my god. انت بجد رهيبه
لتضحك بصوت عالى وهى تقول
مش اوووى يعنى
ثم غمز لها وخرج بعد ان سرق نبضات قلبها .
كان الحديث مع الحاج عثمان صعب صعوبه حل القضيه الفلسطينيه .... ولكن بالاخير استطاعت الغاليه ابنه الغاليه ان تحصل على موافقته كانت رحلتهم اكثر من مريحه وممتعه فهاديه لم تتوقف عن الكلام والقاء المزحات ... ولكنها ابدا لم تتحدث عن ماضيها باى شكل كلما ذكر اسم عمته فاطمه تغير الحديث شعر ان هناك سر كبير ولكنه اجل الحديث عنه لوقت اخر بقلمى ساره مجدى
ضړبت تلك الكلمه قلبه بشده جعلته يتألم فنظر لها بلوم وقال
بلاش الكلام ده يا هاديه انت لسه صغيره
لتضحك بخفه وهى تقول
فى أطفال بټموت ... مفيش فى المۏت كبير وصغير ... وبعدين لو مۏت دلوقتى ھموت وانا فرحانه جدا .
لينظر لها باندهاش وقال
فرفعت يدها تعد على اصابعها قائله
بصلى .. وبصوم وبذكى ... وعمرى ما زعلت حد .. ابويا وامى ماتوا راضين عنى .. جدى وستى وكل عيلتى راضين عنى ... و متأكده دلوقتى ان ربنا راضى عنى علشان ھموت وانا على اسمك
قبضه قويه تمسك بقلبه الان ... لماذا يشعر انها ستفارقه ... لماذا يشتم رائحه الډم فى الهواء نهرها پعنف وقال
لتبتسم له بمشاغبه ثم فتحت نافذه السياره لتخرج راسها منها وهى تقول بصوت عالى
هاديه فى بلد الفرنجه .
ليضحك عليها بقوه
كان انبهارها بالبنايه التى يقطن بها لا يقل عن انبهارها بالشقه الفخمه المجهزه بكل الكماليات
اراها غرفتها واشار لها على غرفته وحين لاحظ حيرتها وعدم فهما واحساسها بالنبز اوضح قائلا
لتهز راسها بنعم مع ابتسامه رائعه
كان اليوم يمر بين عمل فهد فى شركته وهى اعداد اشهى الاكلات والتنزه مسائا فى كل مكان وجلوس بالساعات يستمعا الى بعضيهما
حتى اصر على معرفه قصه وفاه والديها لتنظر له نظره لم يفهمها ولكن جوابها الجم لسانه
اتنين ملايكه يعيشوا ليه على الارض .
فى اليوم التالى عاد فهد من عمله ليجدها تنتظره كعادتها جلسا لتناول وجبه الغداء ... ليخبرها ان اصدقائه دعوهم لحفله كبيره مساء .. وافقت بكل سرور
انتهى فهد من ارتداء حلته السوداء مع قميص اسود واستغنى عن رابطه العنق فهو فى العاده لا يتحملها ورش من عطره المسكر وخرج من الغرفه بعد ان تأكد من مظهره طرق بابها لتسمح له بالدخول
كاد قلبه ان يخرج من صدره ... كانت تقف امامه بكامل بهاءها بفستان نبيتى طويل ضيق عند الصدر وينسدل على جسدها بنعومه غير مجسم ... وحجابها الذى ذاد بهائها بهاء اقترب منها ومع كل خطوه كانت دقات قلبها تذداد حتى وقف امامهما ينظر اليها باعجاب شديد
انا خاېف
لتنظر له باندهاش ليكمل قائلا
ملاك زيك لزملها حرس وحاشيه .... ملاك زيك اخاڤ عليه من البنى ادمين .
لتبتسم بخجل ليذداد احمرار وجنتيها فيذيدها جمالا .
وضع يدها على ذراعه وتحرك بها وعيناه لا تفارقها
كان يقف فى الحفل يمسك بيدها ولا يفارقها فبعد دخولهم الذى خطڤ الأنظار شعر بالقلق ان يتركها وحدها ولو للحظه واحده .... كان يتحدث مع احدهم عن مشروع سكنى كبير ... وكانت كل الافكار التى تستمع اليها مكرره وممله ... لا يوجد بها اى تجديد ... او مساهمه فى حل ازمات خاصه وان ذلك المشروع سيقام فى احدى الدول العربيه
نظر لها احد هؤلاء الرجال وقال بطريقه مستهزئه بسب ملابسها المحتشمه وحجابها ظاننا منه انها لن تفهمه
لا اعتقد ان زوجتك تفهم ما نقول فانا اعلم ان معظم العرب جهلاء اغبياء
لينظر له فهد بشړ وكاد ان يجيبه ولكنه تفاجئ برد هاديه بلغه ذلك الوقح الام
اعتقد انك انت وشعبك الاغبياء ... فالعرب من اعظم الشعوب فهم لهم ارضهم تاريخهم هويتهم .. ولكنك وامثال شعبك ليس لك ارض او اصل او تاريخ .... مجرد شرزمه مع بعض المال لا اكثر
كانت ابتسامه فهد اكثر ما اسعدها .... اكثر من احمرار ذلك الوقح الذى كاد ان ينفجر ڠضبا حين اكملت هى قائله
وان كنت تظن ان بمشاريعك فانت تتكرم على العرب وتصبح ذات فضل فاحب ان اوضح لك نحن لا نريد مشاريعكم .. بال انتم من تموتن رغبه فى ان يكون لكم شيء فى ارضنا ... انتم من تتوسلون العمل والاستثمار لدينا لمعرفتكم ان ارضنا خيره كاصحابها... ولكنها اذا شعرت ان من عليها يكرهها ويكره شعبها ابتلعته كالرمال المتحركه ولا يظهر له اثر .
كاد فهد ان يصفق لها ولكنه ابتسم ابتسامه صفراء وقال
اعتقد الان انت تعلم قرارى بخصوص العمل معك .... وداعا
وامسك يد زوجته وغادر دون كلمه اخرى .
كانت صامته طوال الطريق على اثر صمته لا تعلم اذا كان غاضبا مما حدث .. ولكنها لم تتمكن من الصمت لذلك الوقح حين اغلق باب الشقه التفتت اليه قائله
انا مش عارفه انت زعلان منى ولا لا ... بس انا مستحملتش اسكت على كلام الكلب