السبت 23 نوفمبر 2024

ماسة العابد بقلمي سارة مجدي

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

فى حاره من حوارى القاهره القديمه .... حاره بها كل الاناس طيبين ... يساندون بعضهم بعضا .... فنجدهم يقفون جميعا بجوار ذلك الشاب الصغير الذى فقد والده واصبح هو الان معيل عائلته الصغيره فنجد
عابد الحسينى شاب فى الثالثه والثلاثون ... بقلمى ساره مجدى يعمل محاسب بحدى الشركات التجاريه الكبيره .... والده الاستاذ محمد الحسينى مدرس اللغه العربيه ... توفى وعابد فى سن الثامنه والعشرين ...ومن وقتها وهو يعول اسرته المكونه من امه واخته الصغيره فله ... ولديه اخت اخرى امال  المتزوجه من المنهدس حاتم ابن المعلم رشيد صاحب اكبر ورشه نجاره فى المنطقه وايضا لديه معرض للمفروشات ..وكل ذلك يديره حاتم ولديها طفلان قاسم وحنين 

كان عابد شاب هادئ مطيع ... بار بوالديه .... كانت امه الحاجه سوسن تعمل فى حياكه الملابس منذ كان صغير ... كنوع من الهوايه واصبحت تجنى منها المال فى السنوات الاخيره فى محاوله منها لمساعدة عابد .... رغم اعتراضه على ذلك ولكنه لم يستطع ان يغير رأيها
كان عابد ايضا امام المسجد فرغم صغر سنه الا انه حافظ لكتاب الله وصوته رائع فى قراءه القرآن ... واهل الحاره هم من طلبوا منه ان يكون امام المسجد بعد ان استمعوا الى صوته ذات مره وهو يقرأ القرآن وطلب منه صديقه ان يسمعه الأذان بصوته ومن وقتها وهو امام الجامع ....
فى صباح احدى الايام يستيقظ عابد على اصوات عاليه واخته الصغيره فله تقول بصوت عالى 
هيموتها يا ماما وهو مفيش حد بيلحقها منه ليه
ليخرج عابد سريعا و يطرق الباب المقابل لهم بقوه لم يستجب له حد وصوت الصړاخ يعلوا لينادى على امه بصوت عالى 
تعالى يا امى من فضلك بسرعه 
لتلحق به سوسن سريعا وتقف فله عند باب شقتهم خائفه بقلمى ساره مجدى
ليضرب هو الباب بكتفه عده مرات ليفتح ويدلف الى الداخل وخلفه امه ليمسك سامح من كتفه ويقيده بقوه وتحركت والدته تخلص تلك المسكينه من بين يد اخيها واخذتها وغادرت الى شقتها
كان سامح يعافر مع عابد حتى تركه ونظر له بشړ ثم بدء يبحث عن اخته حوله وهو يقول 
هى راحت فين الفاجره الى محدش مالى عينها 
ليقترب منه عابد پغضب وهو يقول 
ايه الى انت بتقوله ده ... عيب عليك ..فى حد يقول على اخته كده .. لما الناس تسمعك هيقولوا ايه
اومال الى هى بتعمله ده اسمه ايه .. مش عايزه تتجوز ليه ..كل ما اجبلها عريس ترفضه لازم فى انه ... انا لازم اخلى الدكتوره تكشف عليها .
ليضربه عابد فى صدره بقوه وهو يقول 
كل الحاره بتحلف بأدب اختك وأخلاقها وانت بتشكك فيه انت مچنون يا بنى انت .
اقترب سامح من عابد وهو يقول 
طيب قولى انت الحج شلبى عيبه ايه علشان ترفضه 
لينظر له عابد باندهاش وهو يقول 
الحج شلبى ... الحج شلبى الى عنده 60 سنه .. الحج شلبى الى على زمته ثلاثه وعنده اكتر من عشر عيال اصغر واحد فيهم اكبر من اختك بعشر سنين على الاقل .... انت بتتكلم ازاى 
ابتعد سامح خطوه الى الخلف وهو يشيح بيده فى وجه عابد قائلا باقرار 
ما هى هتتجوزه يعنى هتتجوزه انا مديون له بفلوس ... ومش هتسجن علشان هى بتدلع وبتتشرط الهانم
كان عابد يشعر انه على وشك قتل ذلك الاخ القذر الذى يقف امامه ... وقال 
هتبيع اختك وعمرها كله لراجل اكبر من ابوها علشان انت متتسجنش ... وكانت هى الى استلفت الفلوس دى ... ولا انت تشرب وتلعب قمار وهى الى تحاسب يا سامح 
نظر له سامح بسماجه وقال 
اساسا انت ايه دخلك فى الموضوع ... انا حر انا واختى ... وانت ملكش فيه 
وتركه وغادر الشقه ظل عابد واقف فى مكانه يتحصر على تلك الفتاه البريئه ... بقلمى ساره مجدى انه لم يراها يوما ولكنه يذكر تلك الفتاه المنتقبه التى يراها على الدرج وحين تراه بمفرده تنكمش بخجل واذا كانت معه والدته تلقى السلام سريعا وتختفى داخل شقتها
خرج من شقه سامح ولم يغلق الباب جيدا  فالفتاه المسكينه خرجت دون نقابها ومؤكد ليس معها المفتاح كاد ان يطرق باب شقه امه حين استمع الى كلماتها المؤلمھ من وسط شهقات بكائها 
قوليلى انا عملت ايه غلط بس يا خالتى علشان يحصل فيا كده ... انا راعيت ربنا فى كل تصرفاتى .. وابويا وامى شلتهم فوق راسى لحد ربنا ما افتكرهم وسابنى انا فى العڈاب 
صمتت لثوانى ثم قالت پقهر والم 
الهم ان لم يكن بك ڠضب على فلا ابالى ان لم يكن بك ڠضب على فلا ابالى ... بس انا  تعبت والله تعبت ... ارحمنى برحمتك وخلصنى من الى انا فيه 
استمع بعدها لصوت والدته الحنون وهى تقول لها 
اهدى يا بنتى ... ده اختبار من ربنا وان شاء الله كل حاجه هتتحل ... اهدى يا بنتى اهدى 
لا حول ولا قوه الا بالله 
كاد ان يطرق الباب مره اخرى حين سمعها تقول 
لولا انى عارفه انه حرام كنت دعيت ربنا يخدنى ويريحنى من الحياه دى اكيد عنده احسن من الدنيا دى والى فيها 
شعر بغصه الم فى حلقه ونزل سريعا يحتاج ان يقف بين يدى الله يدعوه ان يريح صدر تلك المسكينه .. وان يلهمه الصواب .
ظل جالسا فى المسجد يصلى ويصلى حتى حان موعد صلاه الظهر  .... بقلمى ساره مجدى انتبه لنفسه حين سمع صوت الشاب الذى يؤذن فى عدم وجوده وغالبا فى صلاه الظهر والعصر  نظر الى ساعته وانتبه انه لم يذهب الى عمله استغفر بهدوء وهو يدعوا بصلاح سامح الذى قلب اليوم رأسا على عقب .... وقف بين المصلين وحين انتبه اليه احدهم اشار له بالصمت حتى لا يشعر الشاب الاخر بالضيق 
انتهى من صلاته وفكره ملحه تطرق باب عقله ولكنه لا يعلم درجه صوابها ورائ والدته بها صعد الى شقته وطرق الباب لتفتح له فله سائله باندهاش 
كنت فين يا ابيه كل ده 
قال سريعا قبل ان يدلف 
الضيفه لسه هنا 
هزت راسها بلا ليدلف وهى تقول 
دى اول ما هديت اتخضت وفضلت تعتذر و كانت مكسوفه منك جدا ..  وماما كانت خاېفه ليكون اخوها لسه فى البيت .. بس هى قالتلها يعنى ما هى كده كده لازم تروح ... وغطت نفسها بعبايه وطرحه من عند ماما ومشيت 
تنهد بتعب وهو يغمض عينيه ليفتحمها
سريعا حين شعر بقبله اخته على يده لينظر لها باندهاش حين قالت 
ربنا يخليك لينا يا ابيه ... انا مش عارفه كان ممكن حياتنا تبقا عامله ازاى لو انت كنت زى سامح ده ... انا مكنتش هقدر اتحمل زى ماسه .
لفت انتباه الاسم ولكنه لم يعقب وابتسم الى اخته بحب ابوى وربت على وجنتها وهو يقول 
الاخ لازم يكون سند وحمايه ... سامح الله يهديه ربنا هيحاسبه حساب عسير على الى بيعمله فى اخته ... بس مقولتليش ماما رأيها ايه وهى فين اصلا 
جلست بجانبه وهى تقول 
دخلت صلت الظهر ونامت شويه ... اصلا مامه بتحب ماسه جدا وديما ماسه بتسأل على ماما وبتزورها
نظر لها باندهاش لتقول 
هى عارفه انك بتخرج كل يوم الصبح وترجع بعد العصر ... فا هى بتذورها الصبح ...واحنى مش موجودين .. وساعات بتساعدها فى شغل البيت كمان 
شعر بشعور غريب ولكنه ربت على وجنه اخته ووقف على قدميه ليتجه الى غرفته وهو يرتب الافكار بداخل رأسه حين قالت فله 
مش هتاكل يا ابيه 
اشار لها بيده لا ودلف الى غرفته واغلق الباب بقلمى ساره مجدى كانت ماسه ترتب البيت و دموعها ټغرق وجههت لكن لسانها لم يتوقف عن الاستغفار والدعاء الى الله ان يرحمها مما هى فيه 
كانت لا تعلم ماذا عليها ان تفعل ... كيف تقف امام اخيها 
انهت كل شئ وجلست تأخذ نفسها من كثره التعب تشعر ان جسدها يؤلمها بشده وشعرت پألم فى معدتها  لتتذكر انها لم تأكل اى شيء منذ استيقاظها  دلفت الى المطبخ تبحث عن اى شئ تأكله ولكنها لم تجد تنهدت بيأس ثم ذهبت الى غرفتها تبحث عن المال التى تخبه عن عين اخيها لتاتى بطعام ولكنها لم تجد الكثير ولكنها اخذت ما وجدته وارتدت نقابها ونزلت لتاتى بالخبز فما معها من مال لا يكفى لتحضر شيء اخر معه 
وصعدت سريعا و وقفت فى المطبخ تأكل بشراهه وسرعه 
دون ان تنتبه لتلك العيون الحانيه التى لمحتها وقلبها يتألم من اجلها ... وتدعوا لها 
فى تلك اللحظه دلف عابد الى المطبخ لتغلق هى النافذه سريعا نظر لها باستفهام فقالت موضحه
ماسه واقفه فى المطبخ من غير النقاب ومش واخده بالها ان الشباك مفتوح 
ليهز رأسه بنعم فى تفهم لتكمل هى بحصره 
يا قلب امها شفتها بتاكل عيش حاف ... ربنا ينتقم من اخوها الظالم ده 
ليشعر پألم على حال تلك الفتاه ولكنه قال 
ادعيلوا ربنا يصلحه يا امى .
لتتنهد بحزن ليقترب منها وقبل اعلى رأسها ويدها  وقال 
كنت عايز اتكلم معاكى فى موضوع 
نظرت له باهتمام ليمسك يدها ويخرج من المطبخ اجلسها على الاريكه وجلس امامها وقال بعد بعض الوقت بقلمى ساره مجدى
ماما انا فكرت فى حاجه كده وعايز اخد رأيك فيها .
لتقطب جبينها بحيره وقلق وقالت 
خير يا عابد فى ايه يا ابنى قلقتنى 
ليبتسم بحنوا وهو يقول 
خير ان شاء الله يا ست الكل متقلقيش ... بصراحه انا كنت بفكر فى حل لموضوع جارتنا والى حصل النهارده وبيحصل كل يوم .
نظرت له باندهاش وقالت 
حل ايه يا ابنى .
تنهد بتعب وقال 
بصى يا امى اسمعينى للاخر من غير ما تقطعينى ماشى 
لتهز رأسها بنعم ليكمل هو قائلا 
انا يا امى عمرى ما فكرت فى الجواز عارفه طبعا مسؤليه اخواتى البنات كمان الجواز عايز تكاليف كتير جدا و اى عروسه محتاجه فرح وشبكه وبيت وعفش ... وكل ده هجيبه منين .
صمت لثوانى ثم اكمل 
لكن دلوقتى ... انا ممكن اتجوز واحل مشكله البنت المسكينه دى ... يعنى اقصد ان هشوف دين
 

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات