مره واحدة في العمر ل فاطمة الالفي
المشفى تحاول استنشاق بعض الهواء النقي لينعش رئتها فهى تشعر بالاختناق ولكن تحاملت على نفسها من اجل طفلها الذي ينمو داخل رحمها الان فليس له ذنب بكل ما يحدث لها وعليه تجاوز اذمتها من اجله هو فقط ....
هاتف براء عامر ايضا ولكن تفاجئ بانه عائدا الى القاهرة من اجل البحث عن شقيقته ولن يتركها فسوف يصطحبها معه انتظر براء قدوم عامر ليبحثو عنها سويا ...
فكان الڠضب مسيطر على قسمات كل منهما ..
أستمع لصريخهم الحاد وظل متمسك ببروده وهو يرمقهم بلامبالاه
الوجه الجليد الذي يتحدث به تيام ليسرع اليه ويمسكه من تلابيب قميصه
وديت فين فيروز انطق والله ماحد هيقدر يخلصك من ايدي انت عملت فيها وربنا لو قربت منها ولو لمست منها شعره لاډفنك مكانك عاوز اعرف وديتها فين انطق بقولك انت أكيد خطڤتها واجبرتها على انها تبعد عن نديم مش كده
أبعد يده المحكمه على قميصه ونظر له ببرود لو ماسبتنيش واتكلمت معايا بالذؤق والادب مش هتاخد مني أي كلمه انت عايزه عشان تريح قلبك لكن لو اتكلمت معايا بالعقل ساعتها ممكن اطمنك على فيروز عشان فى الاول والآخر احنا هنكون نسايب ولازم استحمل أهل مراتي وده كله عشان غلاوتها عندي بس لكن اقسم بالله لو حد غيرك كان اتجرء وعمل كده كنت دفنته مكانه
لاحت ابتسامته اعلى ثغره وهو يتطلع لهم بقوه اقصد فيروز طبعا هتبقى مراتي
صړخ عامر بوجهه ده لا يمكن يحصل ابدا على چثتي انت فاهم
اما براء فحاول التماسك ثم اقترب من تيام يتصنع الهدوء والثبات من اجل معرفته لمكان فيروز
طيب وهو من الطبيعي ټخطفها عشان تتجوزها ڠصب هي مالهاش اهل ولا ايه تتكلمو معاهم وتتقدم لها بالمعروف هو ده اسلوبك بقى
تبادلت نظرات القلق بين عامر وبراء وجحظت عيناهم پصدمه عندما اخبرهم بانه يعلم أيضا بحملها .
استجمع براء شتاته ونظر له بهدوء ما قبل العاصفه طيب ممكن نقابل فيروز ونطمن عليها واي اتفاق هيكون معايا أنا أنا ابن عمها الكبير ومقام اخوها وابوها كمان ولم تحب تتكلم فى تفاصيل جواز يبق تتكلم مع راجل ولا ايه
ادينا عنوان الفندق محتاجين نطمن عليها ده إذا سمحت حضرتك
تفوه عامر بتلك الكلمات بصيق لينظر له تيام بضجر ويهتف بصوته الرخيم بعنوان الفندق ليغادر كل منهما الشركه ثم يستقلو بسياره براء لينطلق الأخير فى طريقه الى الفندق المنشود ....
عادت الفندق لتتفاجئ بوجود عامر وبراء فى انتظارها ..
هب كل منهما من مكانه عندما وقعت اعينهم على رؤيتها تنفسوا الصعداء وكل منهما يتقرب منها بلهفه لتبتسم لهم بهدوء واقتربت منهم تعانقهم سويا فقد وضعت كلته ذراعيها تحاوطهما .
بادلوها العناق ثم التقط براء كف يدها لتسير جانبه وفعل عامر المثل وهو ممسك بكفها الاخر ويهمس بعتاب بجانب اذنها
لينا كلام معاكي
صعدو ثلاثتهم الى حيث الجناح الخاص بها دلفت هى أولا ثم لحقو بها ليغلق براء الباب خلفه بهدوء
جلست اعلى الاريكه تنظر لهم بجديه
طيب اقعدو الاول ولا هنتكلم وانتو واقفين
جلسوا مقابلا لها وكل منهما يرمقها بنظرات عتاب
تلك النظرات جعلتها تنكث براسها ارضا
اقترب منها عامر بحزن فلم يتحمل رؤيتها بهذا الشكل حاوطها من كتفها وهو يمسد على كتفها بحنان ويهمس لها بلوعه ليه يا فيروز تبعدي بالشكل ده هو أنا غريب عنك عايز
تهربي مني ليه ليه ماجتيش وقولتلي على اللى تيام طلبه منك هو أكيد هددك صح قوليلى هددك بايه ازاى تقبلي عرضه بالجواز مش قادر افهم ليه تعملي فى نفسك وفى نديم كده عارفه ان نديم بيدور عليكي زى المچنون وصوته كان يقطع القلب ليه توافقي على جنون تيام ده واحد مچنون مكانه فى السرايا الصفرا يا حبيبتي لو هددك بحاجه هنعمله محضر بعدم التعرض و احنا مش هنسكت اقسم بالله لواديه ورا الشمس
هزت رأسها نافيا وخرج صوتها بالم أنا ونديم خلاص ماينفعش نرجع لبعض تاني وده لمصلحته وجود نديم جنبي هيقضي عليه سبق ولافق ليه القضايا وهو اللى خرجه منها
براء بانفعال والتمن كان انتي مش كده
نظرت له بحزن كنت أعمل ايه قلي جوازك من نديم لا يمكن يتم وفعلا حصل ونديم اتعرض للاذي بسببي أنا لكن لم أنا تختفي من حياته هيكون فى امان هو وعدني مش هيقرب له تاني ووحودي مع تيام يضمن حياة نديم أنا مش هتحمل نديم يجراله حاجه بسببي تيام عايزني أنا وأنا اوكيه موافقه
صړخ عامر بقوه انتي مجنونه هو تيام ده ايه هو عشان بقى عضو مجلس الشعب يبقى مش هنعرف نحاسبه ولا ايه لا يا حبيبتي فى قانون وهيجبلك حقك وحق نديم من غير الهبل اللى انتي بتقوليه ده
لتصرخ هى الآخرة بانفعال وكان فين القانون ده لم اتقبض على نديم نصفه القانون وكل اللى حصل قضايا متلفقه ومدبره وماحدش خرجه غير تيام عشان تيام عارف هو يقدر يعمل ايه حياه نديم فى خطړ صدقوني كده افضل لنديم أنا مش حمل عڈاب تاني مش هتحمل اخسر نديم كفايه اوى اللى خسرته
جلس براء امامها ونظر لمقلتيها بحنان طول مااحنا جنبك ومعاكي ماحدش هيقدر يقرب منك لا تيام ولا الف زيه لكن بلاش خوف واستسلام انتي مش لوحدك ومش هنسيبك تضيعي نفسك عشان مچنون زيه فيروز انتي مش هتعرفي تحاربي لوحدك كلنا هنكون فى ضهرك بس عاوز اشوف فيروز القويه بتاعت زمان اللى مافيش حاجه تخاف منها
همست بحزن قوتي اتبخرت يا براء من وقت لم خسړت والدي وقبله خسړت حياتي مع نديم كل حاجه اتكسرت جوايا من لحظه لم اختى وامي اتخلو عني وسابوني اوجه بنفسي ماحدش صدقيني حتى نديم كان مختار بين غيرته وحبه كان عارف ان اخوه بيكدب ومع ذلك اختاره لكن أنا دلوقتي باختار حياة نديم عشان هو ابو ابني وكان أهم شخص بالنسبالي مستعده اقدم روحي لتيام عشان افدي نديم وعشان خاطري تختارو تقفو جنبي المرة دي وبلاش نديم يعرف باللى بيحصل وانا خلاص قررت ومش هرجع فى قراري
لو أنني مجنونه دورنا نعقلك مش نساعدك على المهزله اللى بتحصل دي انتي مش شيفانا رجاله ولا ايه !
نظرت لعامر بجديه ثم ابتعدت عنه وهمست بصدق أنا متحمله نتيجه قراري
حتى لو اصريتو على رفضكم لو نديم خد خبر باللى بيحصل أنا هختفي من حياتكم للأبد وماحدش هيعرف ليا مكان وده اخر كلام عندي
عامر بانفعال يعني ايه نخبط دماغنا فى الحيط خلاص مابقاش لينا وجود ولا رأى فى حياتك يا فيروز
انسابت دموعها ووقفت فى مواجه عامر ماتصعبش عليه حياتي اكتر من كده يا عامر أنا بجد محتجالكم صدقوني أنا بمر باصعب وقت حاسه ان خلاص حياتي بتنتهي أنا بمۏت بالبطئ يا عامر وحودك جنبي هيفرق معايا كتير وانت كمان يا براء ارجوكم أنا حرفيا ضايعه وبموت فعليا حياتي وحياة ابني فى خطړ اكبر أنا خاېفه يكون مصيري زي ماما وما لحقش اشوف ابني ولا بنتي ولا حتى اضمها لحضني عشان كده محتجالكم تكونو جنبي وتخلو بالكم من بنتي حاسه انها هتبقى فيروز تانيه
لم يتحمل عامر حديثها المؤلم وهى تتحدث عن المۏت ليعانقها بقوه ويقترب براء منهما يمحي دموعها وهى مازالت باحضان عامر ثم همس بحنان اطمني مش هنبعد عنك ولازم نفضل فى ضهرك عشان تيام يعرف انك وراكي رجاله مش يفكر انك مقطوعه ومافيش حد يقف له احنا هنعمل كل اللى انتي عايزاه بس بلاش تجيبي سيره المۏت ربنا يبارك فى عمرك وتفرحي ببنتك اللى هتجوزها بنفسك لاحسن شاب فى الدنيا
ابتعد عنها عامر ليمزح معها فلم يتحمل رؤيه دموعها ولاول مره يجدها تتحدث عن المۏت وكانه قريب منها بنتك مش هتلاقي افضل من بودي ابني وأنا باعتبار ما سيكون ابو عبدالله هطلب منك ايد بنتك دلوقتي قولتي ايه
ابتسمت بخفه لتعاود احتضانه وهى تهمس بحب لا ماليش في قلب بنتي هو اللى هيختار
نظر لبراء بدهشه شاهد دي راسمه على تقيل ومش عاجبها نسبي ماشي يا روز
ليحاول براء الضحك لكي يساعدون على اخراجها من بئره الحزن التى سكنت بقلب صغيرتهم
مر شهرين فقد نديم الامل بعودتها حاول اشغال نفسه بعمله وظل قابع بمصنع الشوكولا التى اسماة باسم محبوبته التى ابتعدت عنه برغبتها لتتركه يعاني مرار البعد وحده .
ترك العمل بالشركه لصديقه زياد بعدما صف اعماله بدبي واختار هو العمل بالمصنع المكان الذي رغب لزوجته العمل به ..والى الان
مازال يبحث عن روحه التى فارقته مثلما تفارق الروح من الجسد هكذا كان حاله وهو مثل التائه يبحث عن فيروزته التى سكنت قلبه دون غيرها فهى حبه الاول والآخر حبه الابدي الذي طالما حلم به والان بعدما حصل على حلمه يتبخر كل شيء كالسراب يتسأل داخله
ماذا حدث لتلك العلاقه القويه التى جمعت بينهم اين ومتى تبخرت تلك العلاقه وتمزقت الروابط القويه التى جمعت بيهم من المتسبب الرئيسي فى عدم مشاعرهم وتمزيق قلوبهم هو من بدء بتشتت تلك الروابط المقدسه
يتطلع حوله پضياع انسابت دمعه هاربه تمزق صدره يكاد يخرج قلبه من بين ضلوعه