حلم كاملة بقلم سارة مجدي
وشك أصفر مالك يا عائش بلاش تخوفينى عليكى و لو على إللى
لتضع يديها على فمه تسكت سيل كلماته و هى تقول بابتسامة صغيرة
يمكن تعب من الشغل أو مجهود زيادة
يعلم جيدا أنها لن تتحدث عن الأمر و هو لن يضغط عليها لكنها أبتسمت بمشاغبة و أكملت قائلة
يمكن محتاجة أجازة و دكتور قلبي يعملى مساج أسترخائى مميز
ليبتسم بجانب فمه و عيونه يرتسم بداخلها شقاوة الأطفال و قال بمشاغبة تشابه مشاغبتها
و مد يده ېلمس ساقها من أسفل الفستان صعودا إلى الأعلى و هو يكمل
هيريحك على الآخر و يخليكى تسترخى و بعده مش هتقدرى تستغنى عن المساج بتاعنا خالص يا فندم
أوقفت يديه التى تداعب ساقيها و قالت ببعض الڠضب الواهن
يوسف عيب أحنا فى العيادة أستنى لما نروح
ليضحك بصوت عالى و هو يرى تورد وجنتيها بخجل و حبيبات العرق التى نبتت على جبينها و أبعد يديه عنها و رفعها بجانب وجهه و هويقول
ثم وقف على قدميه و هو يقول
هروح على مكتبى بقا علشان أنا سايب ثلاث حالات بره
لتقف هى الأخرى وحملت حقيبتها و هى تقول موضحة
و أنا رايحة على المستشفى فى حالة ولاده و شكلها كده الموضوع كبير و خطېر
ربت على كتفها و هو يقول بتشجيع
و أنت قدها يا قلبى ربنا يوفقك يا حبيبتى
سارت بجانبه ليغادرا غرفة مكتبها و توجه هو إلى مكتبه و دخل له إحدى المرضى و غادرت هى رغم إحساسها بالأرهاق و بأنها ليستبخير
بعد والدتهم
أبتسم لأبتسامتها الرقيقة التى تزين ثغرها و هو يتذكر يوم تزوجها لم يتحمل أن ينتظر حتى تنهى دراستها و تعهد لها و أمام الجميع أنهسيعينها على إكمال دراستها و أيضا سيأجلون الإنجاب حتى تنتهى و دون أن يعلم أن الله قد قرر عنه أنه لن يكون أب أبدا
غسان
نعم يا حبيبتى
كنت عايزه أطلب منك طلب
نظر إليها بأهتمام و قال بثقه و ثبات
نوار حبيبتى تأمر و أنا أنفذ بس
لتتسع إبتسامتها الخجلة و تزداد تلك اللمعة العاشقة داخل عينيها لكنها قالت بخجل
و يباركلى فيكى يا قلب غسان و روحه
ثم ربت على جنتها برفق و أكمل مستفهما
حبيبى كان عايز أيه بقى
عايزه أروح لعائشة أشوف سبب تأخير الحمل
أجابته بابتسامة مرتعشة لتختفى إبتسامته تدريجيا و أبتعد عنها قليلا ثم قال
نروح يا حبيبتى رغم أنى مش مستعجل على الموضوع ده و كمان خاېف لما تخلفى تنشغلى عنى بولادنا و حبك ليا يقل
بس ليا عندك طلب ممكن
أومئت بنعم سريعا ليكمل هو سريعا
هنروح لدكتورة بس بلاش عائشة بلاش نخلى أى حد من العيلة يعرف أى حاجة عن الموضوع ده ممكن
لم تتفهم سبب ذلك الطلب لكنها أومئت بنعم ليربت على وجنتها من جديد بابتسامة متوتره
عاد من أفكاره ينظر إلى صورتها من جديد و هو يقول
أنا آسف يا نوار آسف رغم أنى عارف إن إعتذارى مش هيفيد بأى حاجة بس أنا آسف
الفصل الرابع من سقر عشقي حلم
ظلتا الصديقتان يتحدثان كثيرا و يضحكان
أن جنة قادرة على إنتزاع الضحكات من أعماقها و إخراجها من قلبها بحرية و إنطلاق
وقفت جنة و هى تقول
هو أحنا هنفضل قاعدين فى الأوضة تعالى ننزل الجنينة نقعد فى الهوا
ثم جذبتها من يديها و هى تكمل بمرح
أنا مش عارفة إزاى يكون عندكم جنينة حلوة كده و تفضلي قاعدة في الأوضة يا كئيبة يا عدوة الفرحة ده لو أنا ممكن أبات فيها
لتضحك حلم بصوت عالى و سعادة حقا جنة الوحيدة التى تخرجها مما هى فيه دون أدنى مجهود منها بطبيعتها المرحة و روحها الطيبة
توجهوا إلى الحديقة الخلفية بعد أن وضعت الزهور فى إناء مميز و خبئت باقى الأغراض فى إحدى أدراجها حتى لا يراها أحد فلن تتوقفأختيها عن محاولة إقناعها بالموافقة على الأقتران براغب
جلست على الأريكة الخشبية و جلست جوارها جنة وعقصت قدميها و هى تقول
إبن عمك ده عبقرى عامل المكان ده تقعدوا فيه براحتكم و كمان محدش يشوفكم و حاجة كده قمر
نظرت إليها حلم و هى تتذكر ذلك الوقت الذى ظل راغب يعمل فى ذلك المكان المخصص لهم و لمدة أسبوع كامل بعد أن أحضر كل الأدواتالذى أراد كان يرفض أقتراب أى شخص من المكان حتى أنه وضع مظلة كبيرة حتى لا يراه أحد من النافذة و حين أنتهى توجه إليها هىو طلب منها أن تأتى معه و حين رفضت ذهبت معها عائشة ليصدما الأثنان من جمال المكان و روعته و الخصوصية القوية به دون أن يشوهالمظهر المميز للحديقة
فعلا المكان حلو أوى و بحب أقعد فيه رغم
ولم تكمل كلماتها و هى ترفع عيونها إلى نافذة غرفته المفتوحة دائما لتنظر إليها جنة بعدم فهم و قالت
رغم أيه
نظرت إليها حلم و أبتسمت إبتسامة صغيرة و هى تقول
بطلى فضول
لتضحك جنة بمرح و قالت بمشاغبة و هى تداعبها بحاجبيها
مبقاش جنة لو مكنتش فضولية
لتضحك حلم من جديد بصوت عالي مر الوقت بين الصديقتان فى مرح و كانت رقيه و نوار يقفان عند باب المطبخ الخلفى يتابعان مايحدث حتى قالت نوار
أكثر واحدة بتخرج حلم من عزلتها و الحالة النفسية السيئة إللى هى فيها
لتقول رقيه ببعض الشرود غير منتبه لكلماتها و تأثيرها على نوار
لولا أن راغب بيحب حلم و لسه شايف منها أمل كنت خطبت جنة ليه هى دى البنت إللى تفرحه و تسعده بجد
تجمعت الدموع فى عيون نوار و لم تعلق على تلك الكلمات لكنها تحركت خطوتان حتى تصعد إلى غرفتها لتجد غسان يقف هناك ينظرإليها باعتذار عن كلمات والدته التى ضايقته رغم تفهمه لموقف أمه و خۏفها على إبنها الذى كاد يكمل عامه الثلاثين بعد عدة أيام أكملتسيرها و وقفت أمامه و هى تقول
حمدالله على
السلامة رجعت بدرى النهارده
قبل جبينها و هو يستنشق رحيقها المميز و الذى يتغلل إلى روحه يربت على قلبه المحمل بالأثم و الذنب
أقتربت رقيه من وقفتهم و هى تقول
أطلع شوف راغب و خليه ينزل عمك هيصحى كمان شويا و أنت عارف إللى بيحصل كل مره
نظر إلى نوار التى نظرت أرضا ثم نظر إلى والدته بلوم لتقول رقيه بهدوء بعد أن أقتربت عدة خطوات من نوار و ربتت على كتفها بحنان
يا بنتى أنتى و أخواتك البنات عندى زى بناتى و غلاوتكم من غلاوة ولادى الثلاثة أنتوا عندى ولاد دلال الله يرحمها مش ولاد أحمد
ثم أبتسمت بتشجيع و هى تكمل كلماتها
أطلعى بقى مع جوزك ساعديه علشان يغير هدومه بسرعة و صحوا راغب و أنزلوا بسرعة
غادرت نوار مع زوجها فى نفس اللحظة التى علا فيها صوت هاتف المنزل
توجهت رقيه إليه و جلست على الأريكة الكبيرة التى تجاوره و وضعت قدم فوق الأخرى و أجابت ليصلها صوت يوسف الذى أبلغها بأنهمسيتأخرون اليوم فلدى عائشة عملية ولاده متعثرة و هو أيضا لديه عملية قلب مفتوح لطفل لصغير
أغلقت الهاتف و هى تدعوا لهم و لأولادها جميعا بصلاح الحال و الرزق الحلال و الذرية الصالحة
كان بركات يجلس فى غرفته يفكر بهم ماذا فعل بحياته حتى يكون له ولد كأحمد بكل ما يقوم به من أعمال مشينة و سيئة بماذا أذنب وبماذا أخطئ معه و كيف يكون أخطئ و ما قام به معه قام به مع أخيه الأكبر و ها هو مصطفى إبن يفتخر به و أب جيد و زوج رائع المسكينه حتى ماټت من تأثير ضرباته المتكررة و التى لا تحمل أدنى رحمه
وضع رأسه بين يديه بهم و هو يقول
لا حول و لا قوة إلا بالله حسبى الله و نعم الوكيل حسبى الله و نعم الوكيل
أستيقظ أحمد و هو يآن پألم فرأسه سينفجر من كثرة الصداع يشعر و كأنه كان يجلس داخل إحدى تلك السماعات الكبيرة الخاصةبالأفراح
أعتدل جالسا و هو يتذكر حسن و جمال حسن و رقة حسن و هى بين ذراعية أنه يتمنى ألا يعود إلى واقع عائلته و بيت العائلة و بناته
لا يريد مفارقة أحضانها و مفارقة كلماتها المعسولة التى تشعره بقيمته و أهميته خاصة حين تجلس جواره تسمعه تلك الكلمات الرقيقة عنكونه رجل أحلامها و كم هو غالي و مهم و بداخلها حب كبير له و كم