ونس بقلم سارة مجدى
الذي كما كان يتخيل طوال حياته منذ وقع أسير غرامها والذي كان بالنسبه لها باب جنة مغلق في وجهها والأن يفتح على مصرعيه لتشعر بروحها تطفوا والسلام يعم كل خلجاتها ..وبعد دقائق كثرت أو قلت كانت تريح رأسها فوق قلبه تستمع لدقاته والدموع تنهمر من عيونها دون توقف ليقول بقلق لكن صوته خرج جليدي ندمانه
عادت لتهز رأسها بلا ليسأل مرة أخرى طيب ليه الدموع
عاد إلى القصر ليجد شاهيناز تجلس مكانها لكن يبدوا على ملامحها الضيق ظل واقف في مكانه يتذكر ما حدث معه منذ قليل حين ذهب ليسهر في نفس المكان المعتاد لكن وقبل أن يبدء في الشرب كالعادة وجد فيصل يجلس أمامه وهو يقول طارق الصواف عاش من شافك يا بوص
أنا كويس جدا لسه راجع من السفر ومعايا قرشين حلوين هفتح بيهم مكتب هندسي كده صغير
أجابه فيصل بفخر حقيقي بمجهوده الذي بذله حتى يحقق حلمه بعد عناء أكثر من خمس سنوات بالخارج.. ليبتسم طارق بسخرية وهو يقول وليه صغيرة ملحقتش تعمل فلوس أكثر ولا أيه
شعر فيصل بالسخرية في حديثه وهو غير غافلا عن أسلوب طارق وطريقته المتعاليه دائما ليبتسم بثقه وهو يقول لا طبعا عملت الحمدلله وجبت شقه كويسة وفرشتها وجبت عربيه كمان وبأسس في الشركة دلوقتي ده غير بقى يا طارق أن كل الفلوس إللي أتعمل بيها كل ده أتعملت في خمس سنين بس ما أنت عارف يا أبن الأكابر أن أبويا الله يرحمه كان بس سايب لنا الستر والتربية الكويسة
وتركه وغادر ليلعنه طارق من بين أسنانه فقد جعل المكان كئيب وتغيرت الأجواء من حوله ليغادر المكان وقرر العودة إلى البيت علها تكون قد عادت ويحاول أن يجد له طريق جديد معها
عاد من أفكاره حين وصله صوت شاهيناز تسأله بهدوء حذر أنت واقف كده ليه يا طارق
هترجع متقلقش أنا مش هسمح أبدا أن يحصل أي حاجه تانيه عكس إللي أنا عايزاه
قالت كلماتها بقوه وثقه جعلته يتأمل من جديد أن تساعده قوتها وتسلطها
رفعت هي عيونها إليه وقالت بأستفهام أديم راح الشركة النهاردة
حرك رأسه يمينا ويسارا بلا وقال موضحا إتصلت بيه وصوته كان لسه تعبان وقال أنه محتاج راحه يومين كمان
وتحركت لتغادر البهو متوجه إلى غرفتها وهي تقول بهدوء تصبح على خير
همم ببعض الكلمات كانت ردا على كلماتها وعيونه تتابع إبتعادها ثم إختفائها من أمام عينيه بعد أنتهاء صعودها درجات السلم الداخلي ليتحرك هو بهدوء وجلس مكانها واضعا قدم فوق الأخرى وهو يقول بقوه قريب أوي كل حاجة هتبقى ملكي وكل عيلة الصواف تحت رجلي ومش هرحم حد فيهم مش هرحمهم
وهو يتصور ما سيحدث في الغد القريب
غادر فيصل المكان وهو يشعر بالضيق من تلك الصدفه الثقيلة على قلبه التي جعلته يستجيب لأحد أصدقائه ويقبل دعوته لحضور حفل عيد مولده ورغم عدم أستساغته للأمر إلا أنه قرر الحضور لبضع دقائق فقط ويغادر سريعا فهو لا يتحمل تلك الأماكن وأيضا تلك الحفلات أخذ نفس عميق وأخرجه بقوه نافثا فيه كل غضبه من لقاء إبن الصواف المتغطرس ولكن رؤيته أعادت له الحنين من جديد لها والأمل البعيد يعود لينير في أفق أحلامه من جديد هل بعد كل تلك السنوات وبعد ما وصل إليه يستطيع على الأقل المحاوله عله ينجح وينول مراده.. ثم صعد إلى سيارته وهو يردد ذلك الدعاء دون توقف حتى وصل إلى بيته أبدل ملابسه وتوضىء ووقف بين يدي الله يصلي قيام الليل وفي سجوده ظل يردد ذلك
الدعاء بيقين في الإجابة
ظل الصمت يخيم عليهم بعد جملتها التي قالتها هل بعد ما حدث بينهم منذ دقائق تلك الحړب الذي خاضوها ليثبت كل منهم للآخر أنه يعشقه تسأله وبكل هدوء متى الطلاق عن أي طلاق تتحدث تلك المچنونة أبعدها عنه ببعض العڼف وأعتدل ونظر إليها وتلك البقعه تلمع أمام عينيه جعلته يغمض عينيه بقوة وهو يفكر لماذا معها دائما يتحول كل شيء جميل ومميز إلى مر وعلقم يظل أثره السيء في فمه وفي روحه بعد غرقهم في بحور العشق وتذوق شهد الوصال وجمال الحب تختتم هي لحظاتهم بتلك الكلمة الغبية..ماذا يفعل معها وماذا يفعل بها فتح عينيه وقال بهدوء قدر إستطاعته قومي ألبسي هدومك يا سالي علشان في كلام مهم لازم يتقال
بعيون غارقه في دموعها أومأت بنعم وغادرت السرير وحين أغلقت باب الحمام نفخ الهواء من صدره بقوة وهمس أهدى يا حاتم أهدى أهدى
توجه إلى الشرفة ليفتح الستائر ثم فتحها ليدلف الهواء البارد الآتي من البحر الذي تطل عليه الشرفة ظل يتأمله بعينيه فقط لكن عقله كان شارد في لحظاتهم معها وكم كانت رائعة ومميزة كم كانت بين ذراعيه عاشقه محبه تذوب كقطعة شكولاته لكنها وكالعادة ټصفعه دائما بما يجعله يعود إلي أرض الواقع على صډمه غير متوقعه.. ولم تكن هي بالداخل بأقل منه حيره وألما. دموعها ټغرق وجهها وقلبها تتصارع دقاته حتى أنها تشعر پألم قوي في تجويف صدرها هي كانت تشعر بين يديه كعصفور صغير يحلق في سماء صافيه وواسعه حوله الكثير من الفراشات الملونه ويرى أسفله بحر صافيه مياه ومرج كبير أخضر .. لكنها وحين عادت إلى أرض الواقع عادت إليها أفكارها السوداويه وتملكها اليأس الذي كانت تعيش وسط أمواجه الهادره لأيام كثيرة لتجد نفسها تنطق تلك الكلمه التي شعرت بها كسکين حاد فوق عنقها.. حين رفعت عيونها وجدت إنعكاسها في المرآه ما جعلها تشهق پصدمه من تلك البائسه التي تقف امامها وما هذه الحاله المزريه التي أصبحت عليها لتغمض عيونها من جديد وأخذت عدة أنفاس متلاحقه وبعد عدة ثوان فتحت عيونها بقوه وإصرار وخرجت إليه عليها الأن المواجهه راضيه بما سيحدث أيا كانت النتائج.
حين سمع صوت بأن الحمام يفتح ألتفت ينظر في إتجاهها ليشعر ببعض الراحه أنه يرى ولو لمحه بسيطة من سالي القديمه تلك المتعجرفه رغم نظرة الحزن والإنكسار التي تحاول موارتها خلف ذلك الغرور.. لكنه سوف يتحكم في مجريات الحديث وعليه أن يسير كما يريده هو تعالي يا سالي أقعدي خلينا نتكلم
أقتربت بهدوء وجلست بصمت ليقترب هو الآخر وجلس بجانبها وقال بهدوء يصل حد البرود الكلمه إللي نطقتيها من شويه دي أنا هعمل نفسي مسمعتهاش ومش هحاسبك عليها لأن عندي الأهم إللي أتكلم فيه.
رفعت عيونها إليه زاهله مما قال ليكمل هو كلماته خلينا نجيب الحكاية من الأول
ظلت شاخصه ببصرها تجاهه دون رد تنتظر أن تستمع لكل ما سيقوله تريد أن تطمئن قلبها لكن هو معه حق لابد أن يتحدثوا في كل شيء من البدايه ..لكنها لم تتخيل أبدا أن تكون البدايه هي ما قاله الأن من أول يوم وعيت فيه على قلبي لاقيته ملك لبنت عمرها ما بصت عليا مره بحب كانت بتتعامل معايا بغرور وفوقيه
كانت ديما شايفه نفسها أحسن من الكل.
أبتسم إبتسامة صغيره لكن تحمل من الألم الكثير لكنه أكمل بنفس الصوت الهادىء لكن ڠصب عني قلبي بقا ملكها حلمت أنها في يوم تشوفني وتحس بيا لكن ده عمره ما حصل وأكتشفت في أسعد يوم في عمري أن راجل تاني هو حلمها وإني من وجهة نظرها راجل ممل ومش فارس أحلامها إللي هي بتتمناه
كانت تستمع لكلماته والدموع ټغرق وجهها تشعر بكم خطأها وبكم ظلمت نفسها وظلمته ليكمل هو كلماته سنه كاملة بشوف فيها حبيبتي حليلتي في أبهى صوره ڼار ڼار بتولع في قلبي وفي جسمي وأنا شايفها جميلة مميزة زي وردة رقيقة أو فاكهة الجنه المحرمه مش قادر أقرب منها ولا قادر أنسى كلامها إللي چرح كرامتي ورجولتي ولا قادر أبعد عنها وأطلقها واريح قلبي من عڈابه كل ليله وهي نايمة جمبي ومش قادر اقربها ليا وأروى عطش قلبي
شهقت بصوت عالي وهي تغطي وجهها بيديها تبكي بصوت عالي وهي تقول بصوت مبحوح أنا آسفه يا حاتم آسفه آسفه آسفه
مد يده يبعد يديها عن وجهها وأكمل كلماته حتى يخرج كل قيح قلبه الذي يؤلمه ويحرم عينيه من النوم يجعله يتلوى على نيران الخسارة والحسره وفي يوم أتفتحت قدامي طاقه طاقة نور خلت قلبي يحس بشويه أمل وبيبان من الحقايق بتتفتح قدامي وبتخليني أعرف أنا بقيت أيه بالنسبه ليها دموعها توسلاتها كلماتها التي جعلت قلبي المجروح يآن بآلم وحسره ورجاء بإنه مش هيقدر يستحمل چرح جديد منها لكن هي فتحت ليه كل الأبواب
وسلمته قلبها وبعد ما عاش معاها أجمل لحظات عمره وحس أنه بقا ليه جناحات قادر يطير بسببها لأبعد سما
كانت تنظر إليه برجاء وتوسل وعدم تصديق ليقول هو من بين أسنانه رمتني في أسفل سافلين وقعتني على جدور رقبتي وهي بتسألني بمنتهى البراءة إللي في الدنيا هطلقني أمتى
أقترب آكثر منها وهو يقول بأستفهام تفتكري يا سالي راجل زي أستحمل منك كل ده ومقدرش يبعد بعد ما داق الشهد معاكي هيقدر يبعد
لم تشعر بنفسها وهي تلقي بنفسها بين ذراعيه تبكي بصوت عالي تقول أنا آسفه أنا بحبك بحبك يا حاتم آسفه والله آسفه
احتواها بقوه وهو يهمس باسمها برجاء وتوسل. لكنها لم تتوقف عن ما كانت تفعله غير مدركه أنها بتلك الطريقه توقظ مشاعره الكامنه بداخل قلبه وروحه المشتاق إليها ظل يهمس بأسمها برجاء وتوسل لعدة ثوان يحاول كبح جماح قلبه ليحملها بين يديه كعصفور صغير وظل ينظر إليها بشوق ولهفه وقال بصوت أجش أنا بجد مش قادر يا سالي مش قادر على بعدك ولا قادر مرجعش للراحه إللي بحسها معاكي قلبي مبقاش قادر يستحمل ف أرجوكي عيشي معايا وخليني أعيش
لتؤمىء بنعم وبتلك الحركة كأنها فتحت له أبواب الجنه ليغرق فيها بكليته يريح قلبه من عناء ألم الفراق الطويل وكانت هي تكسر كل تلك الأسوار التي حاوطت بها من قلبها وحياتها وروحها تترك برجها العاجي العالي التي وضعتها به شاهيناز السلحدار