رواية روعه للكاتبه الرائعه
النطق ولكن تعجز حتي قالت بتلعثم علي فكرة دي حياتي وانا حرة فيها و مالكش انك تدخل فيها....
أجابها پصدمة فعلا أنا غبي اني بتدخل في حياتك ...صمت لوهلة ثم أتبع غبي اني حبيتك.....!!
اعتدل وانصرف من جانبها مسرعا....تسمرت مكانها وقد فاضت عينيها بما فيها..وخفقان قلبها يزداد بشدة يكاد أن يقفز من بين ضلوعها...كادت أن تلحقه وتعترف له هي الأخري ...نعم أحبته ولم تدق هذه التحفة الأثرية التي تحتفظ بها أيسر صدرها لأحد غيره..ولكنها لم تفعل فهذا ما تريده وقد تحقق بسهولة....
انتفضت حين سمعت شخص ما بجانبها يهتف شنو هالجمال
أجابها ببرود ايه انا...
أتبعت بنفس نبرتها انت عايز مني ايه
صدمها باجابته آبيكي...آبي اتزوجج!!!
وقفت غصة في حلقها كادت ان تختنق...ابتلعتها بصعوبة وهي تعتدل انت مچنون
مد يده ببطء ليخنق معصمها بكفه العريض وهو يقول پغضب آبي اقطع لسانج كمان
اړتعبت وظلت أنفاسها تتلاحق وهي تتأوه ...فجأة ظهر حمزة ثانية وقال وهو يفرك أذنه فريدة عايزك ثواني لسة مخلصناش كلامنا
لم يلاحظ قبضة بشار علي معصمها وجاءها ثانية كالطفل المتشبث بدميته...
انصرفت ولم تلتفت الي بشار وحمزة خلفها يلاحقها....كانت تمسح دموعها المتبقية علي وجنتها...حتي وصلا لآخر الردهة ...
اقترب منها حمزة وهو يكز علي أضراسه من الغيظ كان عايزك ليه ده
صمتت لم تدري ماذا تقولولكنها قالت
بالفعل....
مسح علي شعره بكفه و اعتلت صدره خفقات لا حصر لها...ضغط علي فكيه سائلا اياها پغضب وانتي رديتي قلتي ايه
قالت وهي معلقة نظرها علي اضواء البحر وكأنها تائهة ملحقتش أرد....
صړخ في وجهها ولو كنتي لحقتي تردي يعني كنتي هتقولي ايه
تركته ورحلت ..حتي لاحقها وقطع طريقها ماسكا ذراعها وقال بهدوء فريدة انا بحبك...
حركت رأسها واڼفجرت مقلتيها الحمراء بالدموع بلاش ياحمزة..بلاش عشان خاطري...
ورحلت سريعا....
االحلقة الحادية عشر
قالت فريدة ماقالته ورحلت مسرعة..
تجمد حمزة مكانه لا يعلم لماذا ترفضه هكذا ولماذا كل هذا الحزن المدفون بداخلها رغم شعوره بشئ ما من ناحيتها تجاهه ..
فقد كسر أخيرا جزء ليس بضئيل من ذلك الحاجز بينهم ولكن ماذا حدث ولما تأبي وقف مكانه لدقائق يفكر بالأمر وهو بائس من ردة فعلها تجاه مصارحتها بحبه..حتي عاد الي الحفل وجلس علي الطاولة منفردا...
هل فقط لمجرد انها مطلقة ..هل ستظل تحمل تلك اللقب وكأنه وصمة عار في حياتها...!!!
انكمشت علي فراشها تفكر في اعتراف حمزة بحبها ..وطلب بشار
المفاجئ ...هذا الطلب الذي يفترض أن يطلب بشكل رومانسي .. صدر منه علي هيئة ټهديد او ربما محاولة لكسرها...طلبه كان مخيفا تماما بالنسبة اليها...جعلها ترتجف ..وتكرهه أكثر..
مر الوقت وهي علي حالها حتي انتهت الحفل وقدمت الفتيات ...دلفن للاطمئنان عليها فقد سألن حمزة أين اختفت فريدة ..وأجابهن بأنها رحلت....
قالت رغدة ايه يا فريدة مشيتي ليه
أجابتها بهدوء معلش يا رغدة أصل انا صدعت شوية..ثم اتبعت بابتسامة مبروك يا عسل كنتي زي القمر والله..
ابتسمت بفرحة الله يبارك فيكي يافريدة عقبالك يارب وعقبالكوا كلكوا يا بنات...
أجابتها مشيرة بحسم لا ماتعمميش الدعوة انا امتنع...
ضحكت الفتيات وقالت نوارة بمزح بكرة تندبي علي وشك وتحبي واحد ينسيكي امتناعك ده...
نظرت اليها مشيرة باستنكار مش انا يا ماما...
أتبعت رغدة ضاحكة موجهة نظرها الي فريدة ماشي يافريدة هسامحك المرة دي انما في مصر السهرة هتبقي صباحي وعلي الله تمشي بدري...
ابتسمت فريدة وحركت رأسها نافية لأ ماهو انا مش نازلة مصر اصلا...
انتبهن اليها جميعهن وقالت نوارة بتهكم ازاي يعني
أجابتها بجدية عادي يعني ايه المشكلة وبعدين هو انا لحقت اقعد اصلا عشان اخد الاجازة ..طب انتوا هنا من اول السنة انما انا يادوب جيت علي الترم التاني و ملحقتش...
قالت مشيرة عادي علي فكرة مستر طلال مش هيقول حاجة طالما ده معاد اجازتنا لأن ماينفعش تفضلي لوحدك .....
قالت بثقة لأ عادي ينفع انا مش صغيرة...
اتبعت نوارة بعصبية هو ايه اللي ينفع انتي نسيتي اللي حصل
لأ مانستش بس دي كانت غلطة وغباء مني اني فتحت من غير ماعرف مين كنت فاكرة انتوا....
أتبعت نوارة ياسلام طب ماهو ممكن الغلطة دي تتكرر تاني بأي شكل وڠصب عنك بردو ...
قالت فريدة بحسم ريحوا نفسكوا ..انا مش هنزل وخلاص ...
في ظهر اليوم التالي...
دلفت فريدة الي مكتب مستر طلال لتخبره بعدم رغبتها في الأجازة فوافق علي ذلك علي الفور في سبيل أنها تستمر معه أثناء الدورات الصيفية للمدرسة ..أحبت الفكرة ورحبت بها وقبلت شرطه....
كانت قد بدأت مراسم الامتحانات في المدرسة...كانت تعمل علي قدم وساق ..تنهي عملها وتساعد بشار في عمله مضطرة تحت ضغوطاته عليها وتلميحاته السخيفة ..وظلت تلك الوتيرة يومين وهي تحاول التهرب بشتي الطرق من حمزة الذي كان يراقبها طوال الوقت ويتركها قليلا لعلها تعيد النظر مرة أخري وتترك قلبها يتحرك تجاهه ...
وبعد مرور ايام.. وبعد انتهاء اخر يوم في العام الدراسي ....
اجتمع البنات والشباب في ساحة المدرسة يخططون لأجازاتهم و يودعون بعضهم البعض..
آثرت فريدة الجلوس بعيدا عنهم نسبيا حتي تنتهي الفتيات و ترحلن معا.... تفاجئت ببشار يجلس بجانبها ...نظرت اليه منتبهة ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه ...
قال بغلاظة ما بتتخيلي قديش فرحان انج مانج مسافرة ...
التفتت اليه برأسها مسرعة ..صمتت قليلا ثم قالت بلسان مضطرب أنا مش فاهمة انت حاططني في دماغك ليه
أجابها وهو ينظر اليها برغبة قلتلج شو آبي منج ..انتي ماعطيتيني رد...
ابتلعت ريقها قائلة انت عارف ردي كويس....
اعتدلت في الحال لترحل ..اعتدل هو الاخر ليعترض طريقها قائلا بټهديد مو بمزاجج يا حلوة...انا أبيكي و بيكفيني...
نظرت اليه بحړقة و هي تطبق علي أسنانها ثم رحلت الي مجلس الفتيات والشباب وهي تلهث و دقات قلبها تتسارع....
كان يراقب حديثهم في غيظ ...أقبل عليها هو الأول قبل أن تصل اليهم و هتف بها في حنق أنا ساييك براحتك اليومين اللي فاتوا ومش عايز أضغط عليكي ولا أتكلم معاكي وأنا أصلا مش موافقك خالص عاللي بتعمليه ده...معرفش ازاي هتعدي لوحدك هنا والحيوان ده مش سايبك في حالك كدة ...
أجابته بقوة مصطنعة عكس ما يثور بداخلها أنا حرة علي فكرة و أقدر اخد بالي من نفسي كويس...
زفر وهو يشيح بنظره بعيدا ثم عاد بنظره اليها وكان بيقولك ايه تاني
بيسألني عن رأيي يا حمزة في الموضوع اللي فاتحني فيه وقلتله لأ خلاص ....
تركته كقدر يغلي ماؤه ورحلت متجهة الي نوارة لتخبرها بخفوت أنها سترحل..رفضت نوارة واستئذنت الرحيل من الباقين ..ورحلن سويا....
كانت مقدمة السيارة مفتوحة ...يشع منها دخان رمادي كريه الرائحة ..وهي تحاول جهدا فك ما تريده منها وهي تتصبب عرقا ...حتي تفاجئت بشخص بجوارها ...اعتدلت ونظرت اليه واذا به
ينهار من الضحك فور رؤيتها ...
عقدت حاجبيها وقالت پغضب حضرتك جاي مخصوص عشان تضحك
اعتذر منها في الحال وقال بضحكة خفيفة أنا اسف والله بس وش حضرتك مبهدل خالص..
قالت مروة بتهكم وانت شايفني فاتحة علبة مكياج ولا كبوت العربية...مانا لازم اكون كدة...
ابتسم محمد باعجاب قائلا ربنا يقويكي والله..
وأتبع طيب مش عايزة مساعدة انا ممكن اشتغل معاكي
أجابته رافعة حاجبها وانت تعرف ايه في الشغلانة دي وبعدين انت مش بتشتغل مع يوسف
قال بمزح اولا انا هساعدك بعد الضهر لما اخلص شغل في الشركة...وثانيا بقي انتي علميني واعتبريني بلية بتاعك يا اسطي...
ضحكت بخفة وقالت اوك موافقة بس انا معنديش هزار في الشغل وانا سامعة عنك كدة انك متدلع ومش بتاع شغل....
قال بتهكم وهدوء مصطنع ظلم وافتري والله ..ده انا غلبان...
ابتسمت وقالت ماشي هجرب .....
انتهت الفتيات من تجهيز حقائبهن و لملمن جميع أغراضهن ...كانت فريدة تراقبهن وهي تظهر أنها علي سجيتها ولا يهمها شئ..لكنها كانت بداخلها مړتعبة...تشعر بشئ ما يغزو قلبها ويجعله سريع الخفقان....تتنهد شهيقا و زفيرا لتسيطر علي شعورها محاولة اقناع نفسها بأن لا أحد يقوي علي كسرها أو هزيمتها....
جاءت لحظة رحيل الفتيات ...قمن بوداعها واحتضانها بعمق..و لا يخلو وداعهن من الوصايا وبالأخص نوارة ....
وما أن أقبلوا ليفتحوا الباب حتي دق جرسه ..فتحت رغدة لتجده حمزة ....لمحته فريدة من بعد ...اضطرب قلبها و ازدادت خفقاته ..لم يتفوه مع رغدة بكلمة ولكنه علق نظره علي فريدة وكأن كليهما لم يروا أحد غير بعضهم البعض..
انسحبت الفتيات في صمت ورحلن ....أقبلت عليه بخطوات واهنة و عينين ثابتتين ...وقفت علي مسافة قريبة منه وهي تمسك بيدها مقبض الباب وكأنها تتشبث به..
قال حمزة بأسي مش مستوعب لحد دلوقتي انك هتفضلي هنا لوحدك...
ابتلعت ريقها وقالت بتلعثم ان شاء الله خير..توصلوا بالسلامة....
طيب أنا مخدتش رقمك ..هطمن عليكي ازاي
زمت شفتيها في حرج وزاغت نظراتها قائلة مفيش داعي يا حمزة..ماتقلقش يعني انا هبقي كويسة ان شاء الله.
زفر بضيق يعني مش هتديني الرقم يافريدة
نظرت للأسفل في صمت...سمعته يقول ماشي يا فريدة هسيبك براحتك وهبقي اطمن عليكي من البنات ..
أومأت برأسها مبتسمة وهي تحبس عبراتها بين مقلتيها حتي قال مودعا لا اله الا الله....
سقطت عبراتها وهي تختم قوله بخفوت محمد رسول الله....
رحل مسرعا ليخفي عبراته هو الاخر ..
أما هي فسقط قلبها أسفل ساقيها ..أوصدت الباب خلفه في حالة من الفزع واڼهارت جالسة علي الأرض لتسند برأسها علي الباب وتتصارع أفكارها....خلاص بقيتي لوحدك يافريدة ..خافي بقا و بطلي كدب ...بطلي تبيني انك قوية ..انتي أضعف واحدة في الدنيا ...انتي لوحدك دلوقتي يا فريدة .....
تكررت الجملة الأخيرة في وجدانها وظل صداها يتردد علي فكرها ..أنفاسها تعلو وتهبط ..اعتدلت مسرعة والتفتت
لتغلق ترباس الباب في ذعر...هرولت علي غرفتها لتفتح حقيبتها وتحضر مفتاحها...عادت مسرعة وأحكمت الباب بالمفتاح ....
هرولت ثانية الي غرفتها وهي تلهث ړعبا ...تدثرت في فراشها