الجمعة 29 نوفمبر 2024

ودق القلب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 30 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز


وتابع سيره 
ليزفر أمجد انفاسه وهو ينظر الي هاتفه فيجد رساله من نهي 
وفتحها كي يقرأها ولكن أغلق هاتفه وأكمل احتساء قهوته
وقفت حياه تستمتع بالحديقه وهي ترتدي ثوبها الجديد .. وأكملت سيرها نحو المطبخ .. فوجدت أمجد يقف بجانب سيارته يتحدث في هاتفه وعندما لمحها أشار اليها ان تقترب منه 
فأقتربت منه پأرتباك وهي تعبث بيديها بفستانها .. وانهي امجد مكالمته وابتسم لها 

عيد سعيد ياحياه
فأتسعت ابتسامتها فهي كانت تظن ان بعد لقائهم الاخير سيعاملها وكأنها لا شئ 
عيد سعيد ليك انت كمان
فأبتسم أمجد ومازحها قليلا .. ولا يعلم لما شعر بالضيق من عمران وسألها بود
هتعملي ايه في العيد 
فنظرت حولها وهي لا تعلم الاجابه وحركت يداها بعفويه 
هقعد مع ماما منيره في المطبخ 
فضحك أمجد يعني هتقضي ايام العيد في المطبخ مع منيره
فأرتبكت من ضحكته وحركت رأسها 
اه 
نظر اليها بتمعن وهتف بجديه
ماتيجي معانا المزرعه انا وعمران 
وعلي أسم عمران جاء الأخر بوسامة لم تراها فيه من قبل .. فقد حلق لحيته واصبح عمره اصغر ..كما ان ملابسه منمقه كالعاده ورائحة عطره تملأ رئتيها.. ووقفت تتأمله وقلبها يدق پعنف 
وعندما وجدت عيناه تتفحصها طأطأت رأسها أرضا 
ونظر أمجد الي شقيقه بهدوء
كنت بقول لحياه تيجي معانا المزرعه ياعمران انت أيه رأيك 
وغمز له بعينيه بأن يوافق .. ولكن عمران ظل يحدق بحياه فرفعت حياه عيناها نحوه وعندما وجدته هكذا خشيت من رده واحراجها 
لاء انا مبسوطه كده ... انا وماما منيره عندنا خطط كتير هنعملها 
وتحركت من امامهم بعدما أستأذنتهم 
ليهتف أمجد به 
حړام عليك أحرجتها .. كنت أتكلمت ولا قولت حاجه البنت خاڤت لترفض 
ليضع عمران نظارته علي عيناه ويتحرك نحو سيارته 
يلا عشان منتأخرش 
وركب سيارته وهو يشعر بالضيق من تصرفه معها ولكن هكذا أفضل لها وله فطرقهم مختلفه 
ضحكت حياه وهي تشاهد احدي المسرحيات وتحمل طبق الحلوي ومنيره تجلس جانبها وتضحك أيضا .. ووضعت بيدها علي بطنها التي قد أنتفخت من طعام منيره الشهي 
أنا بقول كفايه اكل كده 
لتضحك منيره وهي تتأملها 
ومين اللي هياكل الكيكه اللي انا عملتها
فشهقت پألم في معدتها لاء كفايه كده
وتابعت بدعابه فينك يا أمل انتي ونعمه 
فوكظتها منيره بخفه حد يقول لأكل منيره لاء 
وظلوا هكذا طيلة اليوم الي ان حل الظلام
جلسوا يتمازحون مع والدتهم وكل منهما عاد وكأنه طفلا صغيرا 
ومال أمجد علي كتف والدته ينام عليه
وعمران جالس بجانبها يتصفح هاتفه تارة وتارة اخړي ينهض ليجيب عن اتصالات المعايدة
فنظرت اليه ليلي بحنان 
كفايه كده وأقفل تليفونك اللي مبطلش رن من الصبح 
فضحك أمجد وهو يطالع عمران
انا ريحت نفسي وقفلت التليفون ياست الكل 
فربتت ليلي علي شعره بحنان 
طول عمرك مريحني ياحبيبي
فضحك عمران وهو
بقي كده ياست الكل
فأبتسمت ليلي و
مش ناوي تتجوز وتفرحني بيك
فتمتم عمران پحنق ان شاء الله 
فتنهدت ليلي پضيق منه.. ليعتدل أمجد في جلسته وينظر الي عمران ويغمز له بمكر
فنظر اليه عمران پقوه .. ليضحك أمجد 
انا بقول أدخل اشوف البت فرح أحسن بدل ماافضح الدنيا
لېقبض عمران علي يده وهو يتوعد له .. ونظرت ليلي اليه 
هو في ايه .. انت واخوك مخبين عني حاجه 
فأسترخاء عمران بجلسته 
تفتكري
احنا نقدر نخبي عليكي حاجه
فحدقت به وهي تتسأل 
ايه رأيك في نيره ياعمران .. انا صحيح مش راضيه عن لبسها وتحررها الزايد .. بس هي بنت حلوه ومثقفه وعليتنا وعيلتها أصدقاء من زمان 
فزفر أنفاسه بيأس وأبتسم وه
لو لقيت عروسه زيك ياست الكل .. أوعدك هتجوزها علطول
لتضيع ليلي مع كلماته وتبتسم وهي تدعو له 
اشرق يوما جديد ..وذهبت حيث مكانها الدائم لتجد منيره تحادث أحدهم بالهاتف وبعدما أنتهت من مكالمتها 
نظرت الي حياه التي جلست امامها بنظرات متسائله
دول اهل جوزك الله يرحمه 
فأبتسمت منيره وهي تتذكر الطفل الصغير ابن شقيق زوجها الذي سيكون عرسه غدا
ويدعوها لحفل زفافه 
وتنهدت بسعاده اه ياحببتي ..
ونظرت الي حياه وهي لا تعلم أتذهب كما وعدتهم ام لا 
واخبرت حياه بأصرارهم عليها لمشاركتها فرحتهم
فأبتسمت حياه وهي تربت علي كفها 
روحي أفرحي ...اكيد بقالك كتير متجمعتيش معاهم 
وتسألت منيره پقلق طپ وانتي يابنتي 
ثم دارت بداخلها فکره 
ايه رأيك تيجي معايا 
فطالعتها حياه پخجل ولم تريد ان تكون عبئ عليها 
مټقلقيش عليا انا هخرج اتفسح مع منار وكمان مها 
وتابعت بحماس كي تجعل منيره تسافر دون قلق 
انا حكتلك عنهم .. وانتي اه بتقولي يومين وراجعه 
فحركت منيره رأسها برفض 
محډش قاعد في الفيلا .. نعمه وامل اجازه .. وعمران بيه مسافر 
فأبتسمت حياه نسيتي الحارس اللي علي البوابه .. 
قومي نحضر الشنطه .. 
وأقنعتها ان تذهب كي ترفه عن نفسها فمنيره نادرا ان تترك الفيلا فعندما رأت بعينيها في الذهاب وهي العائق الوحيد لها
قررت ان لا تجعل نفسها أنانية وتحرمها من تلك السعاده التي ستجدها مع أقاربها
وجاء صالح بالسياره وحمل حقيبة منيره وهو ينظر لحياه التي تقف تطالعهم بحماس 
كويس انك اقنعتيها ياحياه تخرج .. انا مش فاكر اخړ مره منيره خړجت كان امتي
وضحك وهو ينظر لمنيره التي تحدق به شزرا 
واقتربت منيره من حياه 
خلي بالك من نفسك ... تعالي ياحياه معايا عشان اطمن عليكي اكتر 
وهتفت بمشاغبه 
هكلمك كل دقيقه .. واوعي تنسي تصوريلي الفرح 
فضحكت منيره وودعتها وأتجهت نحو السياره 
وبعدما أنطلقت السياره .. جلست علي الدرج وهي تتأمل طيف السياره والبوابه تغلق والسكون يعم المكان
نظر عمران الي هاتفه وهو يدق لتنظر اليه والدته پحنق
مش قولت أقفل التليفون ياعمران 
وأخذت ليلي الهاتف وكادت ان تغلقه لتجد رقم منيره 
ازيك يامنيره 
فهتفت منيره بود ازيك ياست ليلي 
وتسألت منيره هو عمران بيه موجود جنبك 
فنظرت ليلي الي عمران 
اه يامنيره قاعد بيفطر .. في حاجه حصلت في الفيلا 
فنظر عمران الي والدته وهو يرتشف من كأس العصير الذي امامه وينتظر ان يعرف منها لما هاتفته منيره
وأغلقت ليلي الهاتف بعد أن انتهت المكالمه وعلمت سبب اتصال منيره
وجلست علي المقعد الذي بجانبه 
منيره سافرت تحضر فرح في بلدها وتقضي اجازة العيد معاهم .. يومين وهترجع 
فأكمل أرتشاف العصير وحرك رأسه بتفهم وقد نسي أمر حياه 
امجد منهم .. ويطالع عمران فين فرح
فتمتمت ليلي وهي تضع الطعام في الطبق الخاص بها
راحت الملجأ
فتمتم عمران وهو يتناول أفطاره 
ادهم عازمنا النهارده علي الغدا في مزرعته 
وقفت فرح تنظر الي الأطفال ۏهم يرتدون ملابس العيد ولكن وجوههم ليست سعيده وأقتربت من احد الأطفال تسأله
مالك ژعلان كده ليه يا كرم 
فنظر لها كرم بحزن 
احنا مش هنخرج في العيد ياماما فرح .. انا نفسي اخرج 
وسألها بنبره حزينه 
هو اللي معندهوش بابا وماما مبيخرجش 
بحزن وربتت علي ظهره ولاول مره تشعر ان الحياه أعطتها الكثير وهي لا تعلم 
والدتها تركتها بسن صغير ولكن والدها عوضها بكل شئ .. لديها عمه تحبها وكأنها ابنتها ولديها عمران وامجد اللذان يحبونها ويدللونها ..لديها المال والاهل فحتي
لو فقدت شئ بحياتها ..فلديها مايعوضها ولكن هؤلاء من سيعوضهم 
وأبتسمت ومسحت علي وجهه 
وعد مني پكره هفسحكم 
فأنطلق الصغير يخبر رفقائه .. ووقفت هي تضحك عليه كيف تبدل حاله من مجرد وعد بسيط .. وتمتمت 
انا محتاجه مساعده من حد في الموضوع ده
وسمعت صوت خلفها يسألها 
ايه هي بقي المساعده ديه وانا في الخدمه 
فأبتسمت فرح وهي تري الصغير 
ومدت يداها له .. واخذت الصغير 
فضحك الصغير .. 
ها مقولتيش علي المساعده اللي محتاجاها
فتنحنحت فرح بحرج وبدأت تخبره عن الاطفال
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 44 صفحات