ابن الخادمة وسليلة العائلة فاطمة حمدي
ريقها بخجل شديد ثم دفعته في صدره وإبتعدت عنه قائله بإرتباك آآ أنت قليل الأدب إطلع بره لو سمحت
ضحك عمر وإقترب منها مره ثانيه وهو يقول بلاش غلط ماهو خلاص أنا بقيت جوزك وهربيكي علي ايديا
عبست أمل بوجهها وقالت بحدة ده علي أساس اني مش متربيه ولا إيه لا بقولك ايه أوعي تفتكر إني مکسورة الجناح وهقولك لا والنبي يا سي عمر وهخاف منك !
أومأت أمل رأسها قائلة بالظبط كده
رفع عمر حاجبه وقال يعني لو ضربتك بالقلم هتعملي ايه !
نظرت أمل إليه بتحدي وقالت أولا متقدرش ثانيا ضړبة علي قلبك ثالثا هردهولك علي طول
باغتها عمر بحركة سريعة حيث ألصق ظهرها في الحائط وحاوطها بذراعيه وهو يقول ناظرا إلي عينيها لسانك طويل يا أمولتي ! وعايز قصه ده أولا ثانيا بقي أنا عمري ما همد ايدي عليكي ثالثا وده الأهم ... إقترب من آذنها قائلا بحبك
ضيق عينيه بمكر وهو يقول بمراوغة بتقوليلي بقا زي ما هعمل هتعملي قد كلامك يعني
عادت نظرة التحدي إلي عينيها لتنظر له قائلة بثقه ايوه طبعا
علي وجنتها متمهلة لتتفاجئ بها وتدفعه ليبتعد عنها وقالت بجديه أنت بحد قليل الأدب
توترت أكثر وقالت ها لاء طبعا أنت مچنون أصلا
تنهد بنفاذ صبر وقال طب اديني ايدك ألبسك الشبكه يا روح قلبي
زفرت بضيق ومدت له يدها فأمسك بها وشرع في تلبيسها الخاتم والمحبس وإنسيال رقيق وسط خجلها ونظراته المتفحصه لها وما إن إنتهي مد يده لها وقال غامزا لبسيني دبلتي بقا
غمز لها مره أخري وتابع قائلا أنا مرتاح عشان معاكي يا مراتي العزيزة !
رمشت بعينيها وأشاحت بوجهها كي لا تضعف أثر غزله الصريح لها وتكشف نفسها أمامه وأنها كأي أنثي تذوب من كلمة رقيقة....
تنهد عمر قائلا بمزاح أحبك وأنت مكسوف .... ثم أمسك يدها وقال طب تعالي نخرج للناس ولا عايزني اقعد معاكي هنا ها قوليلي متتكسفيش
ضحك وسار معها إلي الخارج فهلل الجميع حين رأوهم بكامل أناقتهم بينما عانقتها فاطمة والدة عمر وكذلك إيناس شقيقته وبينما ساعدت نجية زوجها علي الوقوف فنهض بصعوبة بالغة و إحتضن إبنته التي أقبلت عليه وعانقته بشده لتشهق بقوة ولم يتحمل محمود فبكي هو الآخر وهو يشدد من إحتضان إبنته الغاليه ويمسد علي ظهرها ويقول متعيطيش يا بنتي إفرحي ده جوزك ونعم الرجال وأنا كده مطمن عليكي مش عايزك ټعيطي أبدا يا حبيبتي ربنا يهنيكي ويسعدك ..
نظر الحاج محمود إلي عمر وقال أوعدني يابني تحافظ عليها ومتهنهاش عمرك عشان أبقي مېت مطمن عليها
أسرع عمر واجاب عليه قائلا متقولش كده يا حاج أمل في عنيا ربنا يبارك في عمر حضرتك
إبتسم له الحاج محمود وقال أنا متأكد انك هتحافظ عليها يابني ربنا يسعدكوا ...
ثم جلس ونظر إلي إبنته أميره الواقفه مع المعازيم وحدث نفسه قائلا عقبالك يابنتي أنتي كمان ربنا يسعدك زي اختك ....
مر إسبوع علي عقد قران عمر وأمل كانت الحالة مستقره للجميع ما عدا الحاج محمود الذي كان يتدهور يوما عن يوم ...
وفي ذات يوم في المساء
تشاجر مصطفي مع إيمان لنفس ذاك السبب وهو عملها الذي أخذ وقتها في الفتره الأخيرة وعادت تهمل في بيتها مرة أخري مما جعل مصطفي يثور عليها ويخرج تاركا إياها تبكي وخرج هو غاضبا ....
في منزل الحاج محمود
نهض عن فراشه بخطوات متثاقله ولكنها سريعه نوعا ما متجها إلي المرحاض ليتقيئ وينازع مع الآلآم التي سكنت جسده الواهن أصبح في حالة من الهزيان والمړض حاصره بل وتمكن منه ظل يتأوه بصوت
عال في المرحاض حتي إنتفضت نجيه في الفراش ومن ثم أسرعت متجهه إلي الخارج وهي تقول بلهفه يالهوي يا ساتر يارب مالك يا حاج
أخذ الحاج محمود يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة وهو يشير لها بيده ويقول بصوت متقطع ه ه ھموت يا نجية
أمسكت نجيه به وهي تقول من بين دموعها التي إنسابت بغزاره حزنا علي زوجها بعد الشړ عليك يا حاج محمود متقولش كده تعالي معايا يا حاج تعالي ...
سار معها الحاج محمود وهو يستند عليها حتي وصلا إلي الفراش ومن ثم ساعدته نجيه علي النوم وجسده يرتعش وكأنه أصبح لوحا من الثلج وأخذت حبات العرق تنبع من جبينه بغزاره حتي لاحظت نجيه فأمسكت كف يده رأته كالثلج تماما إنتفضت ذعرا من هيئته وهي تري جسده يتشنج وكأنه بالفعل يصارع وقفت لثوان لا تعرف ماذا تفعل !! إقتربت وهي تهزه بيديها بقلق وخوف شديدين وقالت بتوجس يا حاج فيك ايه طمني اطلب الدكتور ولا إيه
أخذ محمود زفيرا قويا بصوت عال مما جعلها تلطم علي صدرها وهي تنادي بأسماء أولادها ... يا أميره . يا أمل .. يا سالم
أنتفض ثلاثتهم ونهضوا متجهين الي غرفة والديهم أسرعت أميره وهي تقول في ايه يا ماما بابا ماله
نجية من بين دموعها مش عارفة يابنتي مش عارفة
وبينما صدمت أمل وهي تري والدها يطلق أصوات غريبة عليهم ف لأول مرة يروه علي هذه الحالة ...
تقلصت عضلات جسده أكثر وكأن الډم هرب منه وعيناه تنفتح ثم تنغلق ببطئ شديد ! وهو يحاول نطق الشهادة ولم يستطيع صوته يطلع بخفوت ليقول بتقطع آآ أش أش ه هد ثم يصمت وهو ينازع مع سكرات المۏت وكأن أنفاسه تنتزع منه نزعا فيعود يردد بصعوبة بالغة آآ أش أش ه هد آ آ
صړخت أميرة عاليا وقد علمت أن آباها سوف يفارق الحياة لا محالة وقالت پذعرا ب بابا بيحتضر يا ماما بابا بېموت يا أمل
لتصرخ أمل هي الأخري باكية لا لا بابا لا بابا
وكذلك سالم الذي كان مذهولا ودموعه علي وجهه تتساقط بشده وهو ينادي علي والده الممدد علي الفراش لا حول له ولا قوه !
جلست نجية بجانب زوجها وهي تبكي ولكن محاولة التماسك وقالت حاج لا متسبناش ده احنا ملناش غيرك يا حاج
صمتت لبرهه وهي تراه يحاول نطق الشهادة ولكنه عاجز فمسدت علي فروة رأسه وهي تردد له الشهادة عله يردد خلفها وظلت هكذا لعدة دقائق حتي نطقها بصعوبة بالغة ثم بعد ذلك تجمد جسده فجأه ووأخرج آخر نفس فيه ولم يستنشق نفس بعده فلقد خرجت الروح وصعدت إلي بارئها ليصبح چثة هامدة منغلقه العينين لم تصدق نجيه أن زوجها قد فارق .. فارق الحياة ولن يعود مرة ثانية لتطلق صړخة مداويه يكاد أن تهتز لها جدران المنزل بينما حضنت أمل إخواتها في آن واحد ليشهقوا ثلاثتهم باكين بمرارة فها هو الأب قد رحل ... رحل من كان سندا وأمان وحماية رحل الرجل الذي كان يفني حياته لأجلهم ويشقي ويسعي من أجل إسعادهم الآن رحل !
عاد مصطفي إلي المنزل بعد أن سار بسيارته ساعتان متواصلان ليخرج فيهما شحنة غضبه دلف إلي الداخل وأغلق الباب خلفه وإتجه إلي غرفة النوم فلم يجد زوجته فأتجه إلي غرفة إبنته فوجدها جالسة علي الأريكه الصغيرة وقد غفيت وهي جالسة أمام إبنتها الغارقه في نومها تنهد مصطفي بعمق ثم إتجه إليها ليفيقها بهدوء وهو يقول اإيمان .. إيمان !
لم تجيب إيمان عليه وتصنعت النوم وما كان من مصطفي إلا أنه حملها برفق بين ذراعيه بعد أن إعتقد أنها نائمة وإتجه بها إلي غرفتهما وكاد أن يضعها علي الفراش ولكنه تفاجئ بها تتعلق في عنقه وتقول بدلال خليك شايلني شوية يا مصطفي عشان خاطري
رفع مصطفي أحد حاجبيه وقال بجديه يعني كنتي عامله نفسك نايمه !!
إبتسمت له وطبعت قبلة علي وجنته وهي تقول أعمل إيه ما أنت أكيد لسه زعلان فقولت أتدلع عليك عشان تصالحني
أنزلها مصطفي لتقف علي قدميها وينظر إلي عينيها ايمان ملكيش كلام معايا من فضلك ياريت تخليكي في حالك ودلوقتي أنا عايزك تختاري بينا ! يا أنا يا شغلك يا ايمان !!
أغلقت ايمان عينيها في ضيق ثم أعادت فتحها وهي تقول يا مصطفي ليه عايز تمحي وجودي و....
قاطعها مصطفي پحده وهو يقول كلمة واحدة يا ايمان ومعنديش غيرها
كادت أن تتحدث ولكن قاطعها رنين هاتفها لتقول باستغراب وهي تلتقطه من علي الكومود خير يارب يا تري مين الي بيتصل !
تسرب القلق إلي قلبها حين وجدت إسم أمل علي الشاشة فأجابت سريعا قائلة بقلق أمل في ايه أنتوا ك ......
لم تكمل جملتها حتي آتاها صوت شقيقتها الباكي وهي تقول ايمان بابا ماټ يا ايمان إلحقينا بابا ماټ
تصلبت إيمان في وقفتها وقد إتسعت مقلتيها وهي تنظر إلي
زوجها بأعين دامعة ضائعة لينتابه مصطفي القلق وقال متساءلا بقلق في ايه يا ايمان مالك !
خرج صوتها كمن تحت صخرة كبيرة لتقول بصوت باكي مټألم ب ب بابا ماټ ب بابا أمل أنتي بتقولي ايه .... لتصرخ باكيه بهستيريه بعد ذلك فأخذ مصطفي الهاتف وقال بحزن لا اله الا الله حصل امتي يا أمل
أمل پبكاء مرير دلوقتي احنا مستنينكم ... ثم أغلقت الخط ونظر مصطفي إلي زوجته ليأخذها في أحضانه بحزن شديد فقد كان الحاج محمود عزيزا عليه ويعتبره مثل والده أخذت إيمان تبكي وتشهق بمرارة وهي تنتحب وتقول بابا ماټ يا مصطفي بابا ماټ
أخذ يهون عليها وهو يربت علي ظهرها وهو يقول بنبرة حزينه ده مكتوب علينا يا ايمان اهدي يا حبيبتي ربنا يرحمه برحمته
إبتعدت عنه لتركض الي الخزانه قائلة من بين دموعها لازم نسافر دلوقتي يا حبيبي يا بابا يا حبيبي
دلف مصطفي إلي غرفة إبنته وحملها من فراشها وهي نائمه علي كتفه ثم خرج وأخذ مفاتيح سيارته حتي انتهت ايمان من ملابسها وسارت معه إلي خارج المنزل وسط بكائها المرير
.....
. الحلقه الرابعة عشر
انه احساس غايه في الألم والابناء يصطفون لوداع ابيهم وفي قلب كلا منهم غصه
لحظة خروج والدهم محمولآ علي الاعناق فيما يسمي بالنعش
وبناته يقفن علي باب البيت وكلا منهن تبكي بحرقه
احتضن مصطفي ايمان ووقف عمر