الأحد 01 ديسمبر 2024

بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 50 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


نومه متأففا ولم يعد يتحمل حماقتها أكثر من ذلك 
رفع الوسادة من علي رأسه ونظر إليها متحدثا پغضب
أنا مش فاهم إنتي إزاي عايشة كدة ! 
ولا بتعملي حساب لبني أدمين ولا عندك ذرة إحساس بغيرك  
لوت شفتيها بامتعاض وهتفت بحدة 
اصطبحنا وااصطبح الملك لله على الصبح هو انت صاحي تقول ياشر اشتر !
اعتدل من نومته وردد باستنكار

كويس والله إنك عارفه
انه صبح 
أمال بسلامتك منمتيش لحد دلوقتي ليه 
مطت شفتيها وهتفت بكبر 
والله أنا حرة أنام الصبح ولا بالليل هو حضرتك هتتحكم فيا هنام امتي وأصحي امته كمان !
ضړب بكلتا يديه متحسرا داخله علي ردها المتعجرف وردد 
إنتي فيكي كمية كبر وعجرفة وقلة ذوق تكفي العالم كله ياشيخة 
واسترسل تعنيفه قائلا باستنكار
تنامي علشان عندك ولاد محتاجين رعايتك ومحتاجين وجودك جنبهم محتاجين تحسي بيهم  
قلبت عينيها بملل وأجابته بسخط
هو كان حد اشتكي لك يعني ولا انت كل لما تشوفني مبسوطة بتحب تنكد عليا 
حزن داخله من أجل تلك المرأة التافهة التي لاتعرف للأمومة طريقا وهدر بها بحدة 
كل اللي في بالك أنكد !
دي إنتي ست مقرفة وعيشتك مقرفة واللي مصبرني عليكي الولاد 
واستطرد حديثه متهكما 
إنتي من النوع لو جالك الطوفان حط إبنك تحت رجليك بمعني أصح إنتي ممكن تبيعي حد من عيالك علشان الفلوس وحب المال إللي مالي قلبك  
انتفضت بحدة وقامت من تختها وهي تردد بحماقة
وفيها إيه يعني لما أحب الفلوس دي اهم شيء في الدنيا وهي اللي بتحقق لنا كل الامنيات اللي بنحلم بيها وهي اللي بتخلي الكل يحترمنا  
اهتز فكه پغضب وأردف ساخرا
في حاجات الفلوس ما بتشتريهاش لو حتى بمليارات 
الأمومه وانك تحبي ولادك وتراعيهم ما لهاش علاقه بالغنى والمال 
انا لولا والدتي كان زمان جنه وياسر ضاعو لكن ولادك متربيين لدرجه انهم مش بيفوتوا فرض وانتي ما تعرفيش حاجه عنهم  
قول بقى كده ان امك بتعايرني عشان بتساعدني في تربية الولاد وهي
اللي مسخناك عليا      جمله تهكميه نطقت بها تلك الفارغة  
فقد الأمل من استيعابها التافه
وأشاد بفقدان أمل 
تصدقي انك بس مش انانية ومش بتحبي غير نفسك لا ده إنتي كمان تافهة 
واسترسل بإيضاح
للمرة المليون بقول لك ان والدتي بتراعي أحفادها حبا فيهم مش مساعده ليكي واخر تنبيه مني ليكي مش هقدر استحمل اكتر من السنين دي كلها تاني فخليكي بقى في صراع حب الفلوس والبحث عنه وازاي تجيبيه بطريقة مشروعه وغير مشروعه ومفكراني اهبل مش دريان بيكي  
وصاروا يتنازعون دون جدوى لاهي تعترف بالخطأ ولا هو يأخذ قرارا جذريا وينفصل عنها ولكنها الظروف
المحاطة بنا هي فقط التي تجعلنا مكتوفين الأيدي أمام سعادتنا 
ولكن الشخص الذي يفكر جيدا عليه ألا يدع الظروف تأخذ من عمره وتجعله يضيع هباء منبثا فقط لابد عليه أن يختار راحته كي يصبح سويا 
بعد مرور عشرة أيام علي تلك الأحداث في مجموعة مالك الجوهري التي تأج بالعمل على قدم وساق حيث يعمل الجميع لأجل العرض الذي نظمته المجموعة والجميع في
حالة تأهب واضطراب 
في غرفة الاجتماعات بعدما نبه مالك علي الجميع بضرورة الالتزام والانتباه لكل شئ انتهي الاجتماع وطلب مالك من ريم أن تبقي لأنه لاحظ اضطرابها طيلة الإجتماع 
تجلس أمامه تنظر إلي شاشة العرض التجريبي الذي أقيم وهي في حالة توتر بالغ 
تنهد
مالك بابتسامة وهو يردد بهدوء 
ممكن أعرف إيه السر التوتر اللي علي ملامحك ده ياأستاذة 
فركت يداها بتوتر وتفوهت بهدوء 
مش عارفه حاسه بتوتر شديد وكأني داخلة أصعب امتحان النهاردة 
واسترسلت باستفسار
يمكن علشان أول مرة أحضر عرض وكمان مقام علي شرف تصميماتي 
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث يطمئنها
طبيعي إنك تكوني متوترة وقلقانة لكن
مش بالطريقة الرهيبة دي !
وتابع
طمأنته لها 
خليكي واثقة من ربنا إنك هتكسري الدنيا النهاردة وهترجي عالم الأزياء بتصميماتك وبعد العرض مايخلص هتلومي نفسك على سنين عمرك اللي ضاعت وانتي مختفية 
رفعت راسها إليه وهتفت باسمه بهمس دون قصد 
بجد يامالك 
نظر إليها بدهشة اعتلت معالم وجهه وكاد حدسه أن لا يصدق مااستمع إليه للتو فحقا نطقت اسمه من فمها دون ألقاب!
يالكي من رائعة عزفت على أوتار قلبي 
أما هي ابتلعت أنفاسها بصعوبة وعلامات الخجل تجوب جسدها بأكمله وصارت في موقف حرج من همسها التلقائي 
فقامت من مكانها
وهي تستأذن الخروج دون أن تنظر له 
بعد إذنك يامستر  
قالتها وهرولت من أمامه مسرعة إلا أنه انتفض من مكانه مسرعا وقبل أن تصل كف يداها الصغيرة الي الباب لأن الخارجين من الغرفة قد أوصدوه ورائهم كان واقفا أمامها 
ناظرا بأم عينيها ناطقا بوله 
ايه علي فين ياريم 
لم تقوي على النظر إليه وأجابته بصوت خفيض
هروح علشان أجهز نفسي  
جالت عينيه إلي ساعته تلقائيا وهو يردد
لسه فاضل ٥ ساعات على العرض 
واسترسل برجاء
بعد اذنك عايز أتكلم معاكي شوية 
مشاعر من التخبط داخلها والخجل والخۏف والاضطراب جميعهم ترصدوها بشدة ولم تقدر قدماها على احتمال الوقوف 
جميع جسدها حاربها وأحست بالرعشة من نظراته همساته رقته اللامتناهية معها 
ولكن لامفر من الهروب ولا مفر من حصاره فتدللت بخطواتها إلي الكراسي الموضوعة في جانب الغرفة وهي تنظر أرضا 
كان ينظر الي خجلها متيما لم يرى مثل تركيبتها على مدار عمره كانت نظراتها وخجلها وعبيرها ورقتها تأسر أنفاسه وتجعله ينجذب إليها دون أن يفتعل ذلك 
جلس أمامها قاصدا النظر إلي عينيها مرددا بهمس 
إنتي جميلة جمال من نوع خاص أوي ياريم  
لم ترد عليه ولم تقوي النظر إليه مثلما هو
يفعل فأكمل همسه
أنا ليه حاسس إنك مصرة تقفلي على نفسك وتحرميها من أبسط حقوقها 
تنهدت بثقل وألم نفسي انتابها جراء سؤاله وأجابته وهي تنظر أرضا علي وضعها
خلاص أنا مبقاش ليا حقوق كل حياتي وهبتها لولادي وشغلي وبس  
اهتز داخله پعنف من إجابتها وردد باستنكار
لا مش هسمح لك على فكرة  
رفعت راسها إليه وهتفت باستنكار وهي تنظر داخل عيناه
معلش يعني علي أساس ايه حضرتك تسمح أو ماتسمحش 
رفع حاجبه لشراهتها في الرد وأجاب بثقة
على أساس كبير اووي ياريم 
واسترسل مباشرة بعيون عاشقه
يمكن علشان بحبك مثلا ونفسي تكوني ليا  
لم تتوقع رده بهتت ملامحها لم تستطيع التفوه أمامه ببنت شفه وقامت مسرعة من أمامه تخرج من الغرفة دون أن تعطيه ردا وتركته كالمسحور الهائم الذي صمم داخليا علي أن يجعلها من حده ونصيبه وتكن ختامها مسك وردد بلسان حاله وهو يسترخي علي الأريكة باستمتاع
كيف لروحي أن تهيم عشقا من همسة من نظرة من ابتسامة أودعتني السلامة 
كيف لعيني أن تحيا علي أمل رؤياكي دون أن يعتريهم ملل أو كلل فقط عبيرك يسبق خطواتك كعلامة 
ولكن أهديكي خاطرة من قلبي وضعيها في قلبك أمانة
الروح تسبح في عالم الخيال
تتمني رؤياك ومن يسكن الروح
كيف للقلب أن ينساه
خاطرة مالك الجوهري 
بقلمي فاطيما يوسف
عادت ريم الي المنزل وهي طيلة
طريقها تفكر وتفكر حتي تعبت من كثرة الفكر والانشغال لما قاله لها ذلك المالك 
هي بين نارين تنكوى بهم ڼار شعورها الوليد تجاهه
والذي تحاربه بعقلها وتشن حربا عاتية علي
كبت شعورها 
وڼار فقيدها وحبيب عمرها وأبنائها 
تلوم حالها بشدة على شعورها الوليد تجلد نفسها بشراهة علي تفكيرها الذي ينساق إليه
وتود أن تقتلع قلبها من صدرها وترميه في أعماق البحار من شدة تأنيبها لحالها 
دلف أبيها وجدها تضع رأسها بين يديها أحس بالقلق تجاهها فساقته قدماه إليها بهدوء كي لايزعجها وجلس بنفس الهدوء وهو يومئ علي ظهرها بحنو ويردد 
مش صح إنك تحاربي قدر ربنا وتقهري نفسك وتجلديها لمجرد إنك عايزة تجلديها علي شعورها  
رفعت أنظارها إلي أبيها بتعجب وهي تتسائل داخلها كيف علم شعورها وحربها الداخلي !
وسألته بدهشه
بتتكلم عن إيه يابابا مش فاهمة 
اقترب منها أكثر وأجابها 
لو خبيتي شعورك وإحساسك عن الدنيا كلها وحاولتي بقدر الإمكان محدش يحس بيكي 
مش هتقدري تعملي كدة مع باباكي
اللي فاهمك وحافظك أكتر من نفسك يابنتي  
كادت أن تخرج له مافي صدرها إلا أنهم استمعوا
الي قدوم ضيف 
انتبهوا ناحية الباب وإذا بهم يفتحون
أفواههم من الصدمة لما رأوه إذا باعتماد تدلف إليهم بوجه لايبشر بالخير 
طمأن جميل ابنته بنظراته القوية الداعمة لها دائما وهو يربت على ظهرها بحنان أب لم يكرره الزمان كثيرا 
دلفت إليهم وهي تنظر إليهم بعداء رحب جميل بها ونادي على فريدة كي تأتي 
وعندما دلفت فريدة إليهم ورأت تلك الاعتماد أدارت وجهها تلقائيا ومطت شفتيها بامتعاض 
ولكن للضيف حق فرحبت بها الأخري 
جلسوا جميعا وتحدثت تلك الشمطاء بحدة
مش عيب اللي بنتك عملته ده ياجميل 
أجابها بهدوء 
وايه العيب لما بنتي تطلب حقها وحق ولادها ياأم زاهر  
رفعت حاجبها وهتفت باستنكار
تطلب حقها بأنها ترفع قواضي على أم جوزها الله يرحمه 
واستطردت بتهكم 
والله
وعرفت تربي ياجميل  
ربع ساعديه حول صدره وأجابها بنفس الهدوء الذي يمتثله
متشكرين ياأم زاهر وتسلمي علي كلامك إني عرفت أربي في دي عندك حق ومغلطيش
اغتاظت من حديث ذاك اللئيم في وجهة نظرها وأردفت بحماقة
متقلبش كلامي وتفهمه على كيفك أنا جيالك النهاردة وبقول لك بكل هدوء خلي بنتك تتنازل 
نظر إلي ابنته وأذن لها بالحديث فهي كانت ملتزمة الصمت تاركة الرد لوالدها احتراما له 
أما هي نظرت إليها بقوة ورددت بثقة
مش هتنازل ياجدة ولادي اللي مبتسأليش عنهم خالص  
شبكت اعتماد كلتا يديها وتحدثت پحقد وهي تتدعي الهدوء
فلوس ولاد ابني في الحفظ والصون مش هديهالك تبعزقيها علي اللبس بتاعك وشغلك الأهبل 
واسترسلت حقدها اللامتناهي
ولا علشان تروحي تتجوزي وتديها لراجل غريب  
كاد والدها أن يرد بدلا عنها ولكنه استأذنته أن يعطيها حق الرد فأذن لها 
أما هي مطت شفتيها بمكر وأردفت باستفزاز
وماله ياحماتي أخد حقي وحق ولادي أعمل بيه اللي على كيفي إن شاء الله حتي أو لع فيهم شئ ميخصكيش  
هزت رأسها باندهاش وهدرت بها
والله عال يامرات ابني ياللي قلعتي برقع الحيا وبينتي وشك المكشوف وجوزك مېت مكملش سنتين ونص  
اتوجعت داخلا من اتهاماتها ولكنها عهدت قوية متمردة ترد الصاع صاعين ولا تسمح بإهانة نفسها أبدا 
فتحدثت وهي تنظر في ساعتها وتدعي الاستعجال
شوفي بقي ياحاجة أنا مش فاضية ولا عندي وقت للتفاهات اللي انتي تاعبة نفسك وجاية تسمعيها لي 
قال ايه وأنا اللي خير اللهم اجعله خير افتكرتك جاية تطمني علي أحفادك 
واسترسلت بتهكم 
ده أنا طلعت هبلة أووي  
أنهت كلماتها وهي تنظر إلي والديها مرددة باستئذان
بعد إذنك يابابا إنت وماما هطلع أخد شاور علشان ألحق الميتنج بتاعي
معنديش وقت  
كانت فريدة تجلس وهي تبتسم نصف ابتسامة علي ردود ابنتها وقصفها لجبهة تلك الاعتماد بتلك الجراءة وهتفت داخلها 
جدعة يابت ريم
تربية فريدة بحق 
ثم نظرت إلي اعتماد مرددة بتحذير
شوفي بقي يا اعتماد بنتي خط أحمر متجيش ناحيتها نهائى وإلا هعمل
إللي متحبيش تشوفيه مني  
واللي بنتك بتعملوا ده يصح يافريدة هانم    
جملة اعتراضية نطقت بها تلك الحاقدة وأكملت بنفس الحدة 
خلي بنتك تتنازل عن القضية وكفاية فضايح 
هنا تحدث جميل مرددا برفض قاطع
طول ما أنا عايش علي وش
 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 67 صفحات