السبت 23 نوفمبر 2024

حلم كاملة بقلمي سارة مجدي

انت في الصفحة 16 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

رضا قولي اعمل ايه 
قال اخر كلماته بصوت عالي و الدموع تنحدر من عينيه يشاركه جده بدموعه غير قادر على قول اى شىء و لا مساعده حفيده و كيف يساعده و هو فى تلك الحاله و من الاساس
هو سبب كل ذلك العڈاب هو المذنب الكبير
ظل راغب ينظر اليه يشاهد معالم الحسره و الالم ترتسم بوضوح على ملامحه الذي ترك الزمن عليها علاماته دون رحمه و الدموع تسيل فوقهامثل المياه التى تسيل فوق شقوق الارض العطشه
اغمض راغب عينيه لعده ثوان ثم فتحهم و مسح دموعه ثم اقترب من جده يمسح عنه دموعه ثم قبل راسه و قال
ادعيلي مظلمش جنه ادعي ربنا يرحمنا من اللعنه اللى حلت علينا كلنا وسلسال الظلم و الغدر يقف بقا
اعتدل فى وقفته و ظلت عيونه متعلقه بعيون جده لعده ثوان ثم غادر الغرفه فلم يعد هناك ما يقال
حين اغلق راغب الباب ظل واقف امام الباب يصله صوت بكاء جده بصوت عالي لينظر الى الباب و قال بهمس
ابكي يا جدي يمكن دموعك دى تشفعلك عند ربنا
ثم تحرك عائدا الى غرفته عليه ان يهدء حتى يستطيع الذهاب اليها
ضحك بسخريه ان حلم معها سوف يذهب الى مركز التجميل ليأخذ زوجته و يرى حبيبته القديمه و يالا سخريه القدر
عارفه يا حلم انا النهارده عامله مفاجئه لراغب بس يارب تعجبه
كانت تستمع لصديقتها و على وجهها ابتسامه مرسومه بحرفيه صحيح وجهها يبتسم لكن قلبها يبكى دون توقف بدل الدموع 
لتكمل جنه كلماتها غير منتبهه لحال صديقتها التى تستطيع اخفاء ما بداخلها بجداره
مفاجئه لما نروح و مفاجئه فى القاعه بس قوليلي يا حلم راغب فرفوش كده و مرح و لا دمه تقيل و منشي
منشي !
سالتها حلم باندهاش لتقول جنه بجديه
ايوه يا بنتي يعنى بدله فى نفسه و لا فاكك كده و مرح
لتضحك حلم بصوت عالي و كأنها تصرخ صرخه المۏت ثم قالت
لا مش
بدله فى نفسه و لا منشي مرح و فريش و كاجول كمان
لتصفق جنه كطفل صغير ثم قالت ببعض القلق
تفتكري راغب بيحبني يا حلم 
نظرت حلم اليها ببعض التوتر و القلق لتكمل جنه كلماتها
انا بحبه اوى يا حلم و نفسي يكون هو كمان بيحبني و لو نص حبي ليه تعرفي انا مستعده اعمل اى حاجه و كل حاجه فى الدنيا علشان يكون سعيد و فرحان
كانت حلم تستمع لكلماتها التى تنزل على قلبها و كأنها ماء الاسيد تحرقه دون رحمه لم تستطع ان ترفع عيونها اليها و كانت جنه سارح هفى احلامها الورديه لتكمل بأبتسامه حالمه
حتى لو مش بيحبني بس اكيد طالما طلب يتجوزني يبقا على الاقل معجب و لهان و ده كفايه الباقي بقا عليا انا
اومئت حلم بنعم ثم قالت بصوت مخټنق
فعلا كفايه و انت اكيد هتسعديه
اخرجت زفير حار ثم قالت
انا بس هطلع اعمل تليفون و ارجع على طول
اومئت جنه بنعم ثم نظرت الى الفتاه التى تقوم بتزينها
انا عايزه ابقا قمر علشان اعجب عريسي
لتضحك الفتاه و هى تقول
من عيوني انت اصلا قمر
تجلس فى مكان بعيد عن العيون تبكى بصمت دون ان يشعر بها احد فلا احد يرى دموعها و لا يرى حرقه قلبها و لا احد يشعر بماداخلها
هذا ما جنته من افعالها و عليها تحمله بمفردها
عائشه بقالى شويه بكلمك و انت سرحانه و مش بتردي
قالت رقيه كلماتها و هى تهز عائشه التى نظرت اليها باندهاش و كأنه لا استوعب وجود حماتها جوارها 
و قبل ان تجيبها دخلت نوار و هى تقول
عائشه شوفى الحلق شابك فى ايه ودني وجعتني
وقفت صامته تنظر الى حماتها التي نظرت ارضا ببعض الضيق
ان علاقتها بنوار اصبحت سيئه جدا اذا كانت قاطعت حلم و لم تعد تتحدث معها الا انها لا تفوت مره ترى فيها نوار الا و هى تسمعها حديث سيىء عن عدم انجابها حتى الان و ذلك يزيد كلما وقف غسان امامها بتحدي يخبرها انه لا يريد من الدنيا سوا زوجته فتزيد هى منحديثها السىء لها و تقوم بتجريحها اكثر و اكثر
ظل الموقف ثابت لعده ثوان حتى وقفت رقيه على قدميها و اقتربت من نوار و بدأت فى ابعاد الحلق من اذن نوار ثم فكت تشابكه من فستانها و مدت يدها به لنوار التى اخذته بصمت ثم تحركت حتى تغادر الغرفه لتقول رقيه سريعا
نوار 
وقفت نوار
مكانها و نظرت اليها بصمت لتقول رقيه بأبتسامه صغيره
الفستان ده يليق عليه طرحه موجوده عندي هروح اجبها ليكي على ما انت تساعدي اختك اللى بتحب جديد دى و طول الوقت سرحانه
اومئت نوار بنعم مع ابتسامه صغيره لتغادر رقيه الغرفه لتقترب نوار من اختها و جلست جوارها لتبتسم عائشه و هى تقول
يوسف مجنني عاملي نفسه مراهق و ورد و دباديب و رسايل على الفون مش قادره اقولك تفتكري يكون بيخوني يا نوار
لتضحك نوار بصوت عالي لتشعر عائشه ببعض الراحه و هى ترى الابتسامه ترتسم على وجه اختها من جديد رغم شحوبه و ذبوله
يوسف يخونك انت ليه اټجنن و بعدين يوسف بيحبك جدا و ابدا ابدا عمره ما يفكر فى واحده تانيه خصوصا و انت اهو هتجيبي ليهبيبي يفرح بيه
صمتت عائشه غير قادره على قول اى شىء انكسار اختها يجعلها تتألم بشده
تكره كونها حامل و اختها قد حرمت من تلك النعمه نظرت اليها نوار و قالت بتوتر
ربنا يكملك على خير يا حبيبتي و الله انا فرحانه ليكى من قلبي و عمري ما حسدتك او غيرت منك او
لتضع عائشه يديها على فم اختها توقف سيل كلماتها و قالت بابتسامه صغيره
عارفه يا نوار و ابني ابنك يا حبيبتي هو هيلاقي احن منك و لا ام حلوه و طعمه كده
لتضمها نوار بقوه و الدموع ټغرق وجهها بحرقه قلب أمرأه تشتاق ان تحمل داخل احشائها طفل من الرجل التى احبته بصدق طفل يحمل صفاتها و صفات والده طفل يسعد حياتها و ينيرها بجمال ابتسامته و ضحكاته التى ټخطف القلب و الروح
وصل الجميع الى تلك القاعه الكبيره و الذي سيقام بها حفل زفاف اصغر شباب عائله بركات
كان جميع اهل البلده موجودين فى ذلك العرس 
كان مصطفي يقف يستقبل المعازيم بابتسامه وقوره لكن عقله سارح فى والده الذي دلف اليه قبل ان يغادر المنزل ليجد داخل عينيه شىء مالم يفهمه كأنه اراد ان يقول شىء ما و ذلك زاد الالم و احساس الذنب داخل مصطفي
جعله لا يستطيع الشعور بالسعاده بفرح ابنه و زواجه 
خاصه كلما وقعت عينيه على عائشه و نوار الذان يجلسان فى مكانهم و كأنهم اغراب يمسكون ايدي بعضهم بعضا عيونهم على باب القاعه ينتظرون ضلعهم الثالث حتى يضموه
بين ضلوعهم يحمونها حتى من نفسها و مما سيحدث
الفصل السادس عشر
وصلت السيارات امام مركز التجميل كل من الاخوه الثلاث فى سياره دون احد اخر فقط هم
بالطبع فنوار و عائشه رفضوا رفضا قاطعا الذهاب معهم و اوصت كل منهم زوجها الا يترك حلم بمفردها و لا يسمح لها باي شكل منالاشكال الركوب مع راغب و جنه
فاذا كانت هي تعاند نفسها لدرجه المۏت حزنا و قهرا فهن لن يسمحا لها بذلك
كانت جنه تقف امام حلم تبتسم بسعاده كبيره رغم ارتعاش يديها و ذلك الالم اللذيذ التى تشعر به فى معدتها بين شوق للخروج اليه و رؤيه نفسها فى عينيه
و بين خۏفها الفطري كأى عروس على ابواب حياه جديده
و كانت حلم تنظر اليها و تتخيل نفسها هى من ترتدي ذاك الفستان الرقيق و تظهر بتلك الهيئه الملائكيه تنتظر نظره عينيه اليها بشوق و حب
حاولت اخراج نفسها من تلك الافكار فهذا هو اختيارها و قرارها فلتتحمل بصمت و ساعدها صوت جنه و هي تقول بتوتر
تفتكري هعجبه 
اكيد ما شا الله زى القمر
اجابتها حلم بصدق حين ابتسمت جنه حين اقتربت منها احدى فتايات مركز التجميل و قالت بأبتسامه واسعه
يلا يا عروسه العريس وصل
لتمسك جنه يد حلم و هى تقول بخجل رغم الابتسامه الواسعه التى ترتسم على وجهها
انا مكسوفه اوى ارجوكي متسبنيش
ربتت حلم على يد جنه و قالت لها پألم لم يشعر به غيرها
انا معاكى و مش هسيبك
فتح باب مركز التجميل و اقترب راغب بخطوات ثابته قويه
و كانت خطواته القويه بصداها فوق الارضيه المثقله تتردد داخل قلبها النازف دون رحمه كانت عيونها ثابته عليه و عيونه ثابته على جنه التيتنظر ارضا بخجل
ليست عيون عاشق ولهان يحقق حلم حياته و لا شاب يخطوا خطواته الاولى فى مستقبل جديد مليىء بالامل بل كهل هرم فاقد الشغف وزاهد فى الحياه و ذلك زاد من الم قلبها و روحها
لم ينظر اليها و لو نظره خاطفه هو لن يسمح لنفسه بذلك رغم ان جنه تنظر ارضا و لن ترى نظراته لكنه قرر من الان ان يكون لجنه بكامله لن يرى حلم من جديد بعينه العاشقه سيحاول نسيانها رغم صعوبه الامر لكن هذا ما يجب ان يفعله رجل مثله لا يعلم طعم الخيانه و لن يعرفهيوما
وقف امامها لعده ثواني صامت يحاول ان يجد ما يقوله او يفعله شىء ما مما يقومون به فى مثل تلك المواقف لكنه لا يتذكر و لا يعلم وكأنه لم يرى مثلا اخوته يوم اعراسهم ماذا فعلوا غسان قبل ان يمسك يدها كان يضمها الى صدره بقوه و يدور بها و هو ېصرخ كطرزان ويوسف 
هو لن يستطيع فعل كل ذلك اخذ نفس عميق ثم مد يده امامها و قال
عروستي الحلوه
ابتسمت حين ظهرت يديه امام عيونها ثم رفعت عينها له بابتسامتها التى تخلق بداخل اي من يراها سعاده لا توصف و وضعت يديها فىحضن يديه بعد ان تركت يد حلم و قال بصوت هامس و صلها و وصل لمن تقف جانبهم  تصرخ دون صوت تبكي بلا دموع
مبروك عليا انت يا جنه
لمعت عيونها بعشق لا يخطئه من ينظر اليها و ضمت اصابع يديها حول اصابع يديه و قالت بخجل شديد
مبروك عليا انا يا راغب و يارب اقدر اسعدك
كلماتها و اااااه من كلماتها انها تقول ما يجب عليه قوله ليجد نفسه ودون شعور منه 
يارب انا اللي اقدر اسعدك و افرحك و وعد مني اعمل كل اللى قدر عليه
تدخل كل من غسان و يوسف الذان كانا يتابعان ما يحدث بصمت و عيونهم ثابته على تلك التى تجمد جسدها و تحجرت نظراتها
فأقترب منها يوسف فى نفس اللحظه الذي قال غسان لراغب
يلا بقا هنتأخر على الناس فى القاعه 
اومىء راغب بنعم و ضم يد جنه بين ذراعه
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 28 صفحات