السبت 30 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامرى بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 48 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


واللي خلاني عايزك إنك معارضة ومش خاضعة بس أنا أحب تبقي خاضعة ليا أنا بس بلاش تقفي قصادي فهماني يا غزال
أومأت إليه بهدوء ورفق تذكرت أنه قال لها سابقا أنه حقا يحب الخاضعة ولا يحب المتسلطة الواثقة تلك القوية التي أمامه كما يقول عنها القادرة ولكنها أيضا لا تحب أن ترى نفسها تلك الضعيفة بين يديه تريد دوما أن تكون القوية الحرة التي لا تروض وهو يريد أن يبدلها إلى أخرى تروق له هو فقط حتى وإن كانت لن تروق إلى نفسها 

أومأت إليه إذا وافقت وافقت على أن تخسر ما وعدته به وعدته أنها لن تروض ليست للترويض ستظل حرة إلى الأبد وأبعد ما يكون عما يريد هل غيرها الهوى إلى هذه الدرجة لتتخلى عن حديثها الواثق الصارم 
هل يفعل الهوى كل ذلك مع رجل كهذا فريد من نوعه 
استمع إلى رنين هاتفه الذي تغاضى عنه لأكثر
من مرة ولكنه لا يصمت فابتعد عنها بضجر وانزعاج يميل إلى الأرضية بجسده وهو نائما على الفراش ليلتقط بنطاله يخرج منه هاتفه ينظر إلى شاشته فوجد المتصل عاصم
أنت قليل الأدب بجد
أومأ إليها ضاحكا بمزاح
عارف
أبتعد تاركا الفراش ليجلس على طرفه يلتقط سرواله وبنطاله يرتديهما ثم التقط القميص يرتدي إياه هو الآخر ثم الحذاء ووقف على قدميه يهندم ملابسه وخصلاته أمام المرآة وعاد يأخذ هاتفه ناظرا إليها بخبث ومكر فبادتله النظرة بقلق وهي تتمسك بالغطاء جيدا تشعر بالغدر قادم منه
أمسك
بالأقراص الخاصة بها أيضا لينظر إليها قليلا ثم رفع وجهه إليها بهدوء وبراءة يقول برفق وهو يمد يده إليها بهما
خدي يا زينة لو لسه مش مقتنعة بكلامي اعملي اللي يريحك
يا حيوان يا ژبالة أنت بجد خبيث
هبط إلى الأسفل تاركا إياها تحيط نفسها بالغطاء تنظر إلى الفراغ مبتسمة بسعادة كمثله بالضبط وكأن ما حدث لها على يده كان لا تدري حقا والله لا تدري ولكنها إلى آخر دقيقة كانت تحبه ولا تحب غيره أخلصت له بعد ۏفاته لكثير من السنوات ولكنه هو الذي غدر بها واحتل حياتها معه بما حرمه الله ولا تدري إلى الآن ما كان يقدمه إليها من مشاعر صادقة أو كاذبة ولكن لا تستطيع أن تشكك بهذا 
قلبها كيف أحب جبل أيضا لا تدري ولكنه رجل فريد من نوعه ومختلف للغاية عن كافة الرجال الذي عرفتهم وعرضوا عليها الزواج الغموض الذي كان عليه يجذبها نحوه والذي مازال الغرور والعنجهية الحكمة والعدل الذي يتحلى بهما أيضا الإجرام والقتل كل شيء به جذبها إلى أن وجدت نفسها تحبه وتعترف بذلك بسهولة فإن كان هذا حلال الله لما تترك ضميرها يأنبها لما لا تعيش ما فقدته لكثير ف يونس رحل وهي باقية ستأخذ الفرصة من فك الأسد ستعيش شبابها وحياتها مع الرجل الذي أحبته وكأنها لأول مرة تحب وتعشق وكأن ما عاشته مع يونس لم يكن حب إنه مع جبل كامل الاختلاف 
تبسمت تعود للخلف وهي تتذكر كيف كان يعبر لها عن كونها جميلة حد اللعڼة تصيبه بالجنون وتجعله لا يريد تركها أبدا يشعرها بأنوثتها التي حبستها ولم تخرجها إلا على يده وستطلق العنان لكل شيء بها لتعيش السعادة معه بكل جوارحها وفي أقرب فرصة ستعترف له بحبها ولكن ليعترف هو بما يخفيه أولا 
بعد مرور بضعة أيام
سار جبل إلى الخارج يتقدم من بوابة القصر ومعه شاب يبدو في مثل عمره سلم عليه بحفاوة وهو يودعه إلى الخارج تاركا معه أحد الحراس حتى يخرجه من الجزيرة 
عاد مرة أخرى مبتسما تقدم من غرفة الحرس الذي كان بها عاصم ليدلف إليه ينظر إليه نظرة ذات مغزى 
وقف عاصم شامخا ثم سأله بجدية
الظابط مشي
أومأ إليه برأسه ومازالت تلك الابتسامة الغريبة على محياه خرج صوت
بخشونة
أيوة مشي
سأله عاصم مجددا
كويس في معلومات عنده جديدة
ولج جبل ليجلس على المقعد بالداخل ورفع بصره إلى عاصم يستكمل حديثه
تعرف يا عاصم أننا من غيره ولا حاجه أهو ده الوحيد اللي بيعرف يخلص لينا كل شغلنا
انحنى إلى الأرضية ثم عاد مرة أخرى إليه هاتفا بمكر ونظرته خبيثة
وعلشان كده هو طلب مني حاجه وأنا وافقت عليها
اعتدل عاصم ليقف مستقيما ينظر إليه مستنكرا هاتفا باستغراب
حاجه حاجه ايه
أجابه ببساطة وهدوء فائق
جواز عايز يتجوز واحدة من القصر وأنا أكيد مش هلاقي أحسن من الظابط ده علشان أرفضه
أبتعد عاصم مبتسما متجها إلى الطاولة ليعد كوبان من الشاي لهما يقول ببساطة هو الآخر مبتسما
وترفضه ليه ياعم خير البر عاجله طلب مين بقى
استمع إلى صوت جبل الخبيث
شوف أنت
استدار ينظر إليه وهو يمسك بالأكواب مستغربا حديثه ليقول متسائلا هو الآخر
فرح ولا تمارا
وضع جبل قدم فوق الأخرى وهو ينظر إليه بعمق يبعث إليه كلمات وانذارات خبيثة ليقول بنبرة ماكرة مفتعلا صوت بفمه
تؤ ولا دي ولا دي
ابتسم عاصم ساخرا بقوة يقول بتهكم
اومال مراتك
انتفض في جلسته يبعد قدمه عن الأخرى لېصرخ في وجهه بعصبية
محذرا إياه
ولا اظبط نفسك في ايه
عاد مرة أخرى يعد الشاي وهو يقول بهدوء غير مهتم بما يقوله من الأساس
مش أنت اللي بتقول ولا دي ولا دي مافيش غير مراتك
ابتسم جبل وهو يقول بسخرية خبيثة ماكرة ليعبث به
لأ فيه
ترك الكوب من يده ثانية وعاد ليقف مستقيما ناظرا إليه بقوة وعمق بعد أن اخترق حديثه عقله ولم تكن تأتي على خلده من الأساس وكأنها ليست من سكان القصر 
اخترق اسمها أذنه بعد أن تفوه به جبل بسهولة
اسراء
انتفخت عروقه بشدة واهتاج جسده ليشيح بيده پعنف وعصبية بعد أن تحركت مشاعره بالڠضب الممېت ولم يستطع السيطرة عليها لېصرخ بصوت عال
بقولك ايه اظبط أنت قسما بالله اهدلك القصر على اللي فيه أنت بتقول ايه
عمل جبل على اغاظته أكثر وهو يقول بجدية ساخرا
طب الله وكيل لايق عليها أكتر منك
أقترب منه يشيح بيده في الهواء بهمجية يخرج صوته بخشونة وغلظة صائحا
لايق على مين ياعم ده
مرتشي
باغته جبل بابتسامة عريضة وهو يقول بتهكم
بس ظابط
صړخ عاصم مجددا پعنف وقسۏة
هو ايه اللي ظابط ظابط ياعم ده مش ظابط نفسه
تحرك في الغرفة بهمجية شديدة وملامح وجهه مشدودة بحدة وعروقه نافرة ليقول بنبرة حادة يتخللها الحزن الشديد
جبل الموضوع ده مش للهزار علشان تبقى فاهم
أكمل بحدة غير مصدقا لما قاله بعد أن فكر به قليلا
وبعدين هو شافها فين علشان يطلبها أنت كداب
ضړب جبل بكف يده على فخذه صائحا مجيبا عليه بقوة ونبرة واثقة كاتما ضحكاته الذي يود إخراجها
الله وكيل شافها مرتين وطلبها مني النهاردة وأنا مش بكدب عليك
اعتدل في جلسته يقول بجدية
وأنا وافقت
أعمته غيرته لم يصبح يرى أمامه من شدة الڠضب والغيرة التي دلفت إلى قلبه لتسحقه بقوة تفتت كل إنش به تقدم منه في لمحة خاطفة ليجذبه من تلابيب ملابسه يقف أمامه صارخا به بقسۏة
وافقت يبقى اتجوزه أنت تعرف تعملها دي
ابتسم ببرود وغيظ وأردف بلا مبالاة ليجعله يستشيط غيظا
تؤ هي اللي هتتجوزه
شدد من قبضته على تلابيب ملابسه ليقول أمام وجهه پعنف ونظرته نحوه كاره للغاية
أنت مين قالك أنها هتوافق
تبسم إليه أكثر وعاد يقول ببرود مجددا
أصل مراتي ولية أمرها وهي رفضاك وموافقة على الظابط
سبه بعصبية شديدة وتأججت النيران داخل صدره خوفا من أن يحدث ما يتفوه به ولكنه لن يسمح بذلك مهما حدث حتى وإن هدم المعبد على من فيه
أبوك على أبو مراتك جبل قسما بالله اهد الدنيا عليكم ومش هيهمني حد
دفعه للخلف بحدة عندما توجه بحديثه إلى نقطة محظورة قائلا پعنف وقسۏة
احترم نفسك الأول علشان ممدش أيدي عليك
ضړب عاصم على الطاولة بيده وهو في حالة ثوران ليست طبيعية فغيرته أشعلت النيران لتندلع داخله بضراوة وليس هناك شيء يخمدها
قسما بالله اخطڤها وأطلع من أم الجزيرة دي ومش هخلي حد فيكم يلمح طيفها وأنت عارف أنا كفيل بيها
عاد جبل ليجلس مرة أخرى يهتف بضجر
طب بس بس بلاش خيابة
ذهب ليجلس جواره نظر إلى الفارغ أمامه في أرضية الغرفة وتحدث بعفوية بنبرة صوت هادئة تخرج من قلبه إلى مسامع الآخر
دي خيابة أنا بحبها بحبها ايه أنا مچنون بيها أنا بحلم بيها وأنا نايم وأنا صاحي أنا حتى مش عارف ده حصل امتى وإزاي دي عيلة صغيرة بريئة متنفعنيش بس بس أنا عايزها
نظر إليه مستغربا مما بدر منه في لحظة وهو يجلس قليل الحيلة ينظر في الفراغ يتحدث بحب ولهفة لم يراه لها سابقا ليخرج صوته يسأله
للدرجة دي
هتف وهو على نفس الوضع وعقله لا يكف عن التفكير بها والخۏف مما قاله جبل الخۏف من أن توافق هي لأجل حديث شقيقتها
وأكتر وأكتر بكتير
تفوه جبل بجدية وهو يربت على كتفه بعدما استشعر الصدق المبالغ به في نبرته
صعبت عليا أنا هفكر في الموضوع ده
نظر إليه عاصم بعيون متعطشة للمساعدة
أو لنيل ما أراده خرج صوته متلهفا
يا صاحبي علشان خاطري ساعدني جبل أنا أول مرة أطلب منك حاجه ومش هتنازل عنها سواء ساعدتني أو لأ
تحدث جبل بضجر وانزعاج
ما خلاص بقى اخرس خلينا نفكر في شغلنا أحسن
هب واقفا بعصبية صارخا به يسبه هو وعمله
يا عم ما يولع الشغل يولع
زفر بنفاذ صبر يشير إليه أن يجلس مرة أخرى قائلا بجدية
عاصم قولتلك خلاص أقعد بقى عايزك
جلس عاصم على مضض يستمع إلى حديث جبل ولكنه لا يفكر به يدلف من الناحية اليمنى ويخرج من اليسرى يفكر بها عقله منشغل بها هي ولا يستطيع حتى التركيز في أي شيء آخر ما قاله له جبل أشعل النيران داخله بضراوة ونفرت عروقه منه من كثرة الڠضب والتفكير فيما قد يحدث 
غيرته خرجت عن السيطرة وهو يفكر في ذلك الحقېر الذي أراد الزواج منها يتوعد له أن أتى هنا مرة أخرى لن يخرج إلا محمولا على الأكتاف كي يستطيع بعد ذلك رفع بصره إلى النساء جيدا 
لن يجعل ذلك يحدث لن يتركها لأي شخص آخر غيره وإن طلب الأمر أن يق تل
يتحدث جبل جواره وهو يشتعل من الغيرة واللهفة لرؤيتها وتحطيم قدميها التي ساقتها إلى أن تتوجه ناحية ذلك الغريب 
يشعر وكأن قلبه وعقله قارب كل منهما على الإڼفجار حقا ليس هناك ذرة صبر واحدة ينعم بها في جسده بل كل ما يشعر به هو العصبية والفوران الشديد كأنه بركان قاربت فواهته على الإڼفجار وإخراج كل ما بها ليدمر الأخضر واليابس 
كانت زينة في
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 69 صفحات